فوضى وشكوك.. «الشحنات الملغومة» تشوش «ذبذبات» حزب الله
حين يحدث اختراق فالمؤكد وجود «خائن»، وبمجرد بلوغ هذه الخلاصة، فإن نيران الشكوك ستبتلع الجميع، في نقطة تعطي شارة بدء مرحلة من الفوضى.
هذا بالضبط ما يحدث بصفوف حزب الله، الجماعة التي فاجأتها هجمات من نوع مختلف فجرت أجهزة لا سلكية كانت تستخدمها للاتصالات، وتعتقد أنها آمنة من الاختراق لبدائيتها وبعدها عن التكنولوجيا الحديثة.
وهذا أيضا بالضبط ما أراده منفذو هذه «الضربات» التي تمت بلا رصاصة واحدة، وجرت بشكل متزامن على مدار يومين متتاليين، وفق قراءات سابقة لخبراء تحدثوا لـ«العين الإخبارية».
«شخصية معروفة»
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إن حزب الله يجري تحقيقا داخليا في سلسلة الاختراقات التي استفادت منها إسرائيل.
وأضافت: “ازداد شعور حزب الله بالاختراق على صعيد أمن المعلومات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، خاصة بعد اغتيال فؤاد شكر، رئيس أركان المنظمة في الضاحية نهاية يوليو/تموز الماضي، وإحباط هجوم التنظيم ردا على اغتياله الذي استهدف أيضا قاعدة غليلوت”.
وتابعت: “لدى حزب الله شخصية معينة مسؤولة عن كل أمور أمن المعلومات، وهي شخصية معروفة في صفوف التنظيم تقوم بدور سياسي خارجي” دون أن تذكر اسمه.
وأشارت إلى أنه “يمكن الافتراض أن هذا الشخص مطالب بتقديم تفسيرات كجزء من التحقيق الداخلي الذي يجريه حزب الله في أعقاب هجوم بيجر المنسوب إلى إسرائيل وبعد الهجوم على أجهزة الاتصال اللاسلكي اليوم”.
ووفق المصدر نفسه، فإن “الشخص المسؤول عن ملف أمن المعلومات داخل التنظيم هو محور التحقيق الداخلي للتنظيم فيما يتعلق بتفجيرات أجهزة بيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي”.
«شعور بالإذلال»
نقلت هيئة البث عن مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل الموجة الثانية من انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكي لحزب الله في لبنان، قوله إن “هذه خطوة تكميلية لخلق شعور بالإذلال بين حزب الله”.
ومستدركا: “لكن القصة هي ما يحدث من هنا. في إسرائيل، يأخذون في الاعتبار أن هذا يمكن أن يتحول إلى معركة”.
وفي إشارة إلى وقوف جهاز الموساد الإسرائيلي خلف العمليات أمس واليوم، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقطع فيديو لموكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منطقة مقر الجهاز في تل أبيب.
والأربعاء، أوقعت موجة جديدة من تفجيرات لأجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان، 14 قتيلا و450 جريحا في مختلف أنحاء البلاد ما جدد المخاوف من حرب شاملة في المنطقة.
يأتي ذلك غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل بعد ساعات على إعلان الدولة العبرية توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
وكشفت معطيات أولية لتحقيق تجريه الدولة اللبنانية في انفجارات “بيجر” أن الأجهزة كانت مبرمجة سابقا وتحتوي على مواد متفجرة، كما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز