اخبار لايف

أحلام اليمنيين تتلاشى في 2024.. مصائب الحوثي تتوالى براً وبحراً


“حرب بلا أفق، وسلام يتلاشى يوما بعد آخر، وهجمات حوثية تشعل البحر الأحمر”.. هكذا يستقبل اليمنيون عام 2024 في خضم أزمات تحيط بهم برا وبحرا ومن كل حدب وصوب.

ويأمل اليمنيون أن يضع العام الجديد حدا لانتهاء الحرب الحوثية التي طحنت البلاد وخلفت أكبر كارثة إنسانية في تاريخ اليمن، منذ نشوبها أواخر 2014, لكن تعنت مليشيات الحوثي ضرب أحلامهم بتحقيق أي انفراجة قريبة.

كما أن العام الجديد لم يأت ولم تختلف بشاراته عن الأعوام السابقة، سواء أن هناك نذر معارك جديدة تلوح في الأفق مع استمرار القرصنة الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وسط مخاوف من ارتفاع تكاليف التأمين.

من صنعاء مرورا بتعز وإلى عدن، استطلعت “العين الإخبارية”، آراء الشارع اليمني ولم تجد تباينا في ردود الفعل، حيث يجمع المواطنون والنخب والنشطاء على أن العام الجديد قد يطلق شرارة جديدة من الحرب والتي ستضاعف أعباء الحياة على كاهل المدنيين.

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

ويأمل المواطن اليمني محمد منصور (47 عاماً) أحد سكان العاصمة المؤقتة عدن أن يكون العام الجديد فاتحة خير لإنهاء الحرب لكن مع وجود “مليشيات تحكم بقوة السلاح، وتعتاش على الحروب والنهب والجبايات، وتحمل العداوة لعملية السلام، فلا يمكن تحقيق انفراجة قريبة”.

ويضيف منصور أن المليشيات الحوثية “نقضت المعاهدات وميثاق المشاورات أكثر من مرة، ولم تلتزم ببنود الهدن المطروحة والتي توقع عليها برعاية أممية” وهو ما يجعل العيش معها أو السلام مستحيلا يصعب تحقيقه.

ويوافق منصور المواطن اليمني ناصر عبدالله (50 عاماً)، وهو سائق حافلة ركاب في العاصمة صنعاء، والذي أعرب عن أمانيه بنهاية قريبة للحرب الحوثية إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.

ويضيف، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أنه لم يعد لديه فرق باستقبال العام الجديد بأي تفاؤل، مع مرور عقد على اندلاع الحرب وتلاشي كل الآمال وسط أعباء حياة إضافية.

ويضيف أنه “ورغم عمله لأكثر من 10 ساعات في باصه بشوارع صنعاء، لا يستطع توفير احتياجات أسرته من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية في ظل سيطرة المليشيات” على حكم العاصمة الذي “باتت تضيق بأهلها”، كما يقول عبدالله.

دوامة المربع صفر

ويرى ناشطون يمنيون أن المليشيات سوف تستغل خارطة الطريق المعلنة من قبل الأمم المتحدة، لتحقيق أرباح وعائدات كثيرة، والتحكم في مطار صنعاء وميناء الحديدة.

ويقول الناشط الإعلامي اليمني معتصم علي إنه “لا يكاد المواطنون يستقبلون بارتياح أنباء التفاهمات الإنسانية التي من المفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب، إلا ويعود بهم الحوثيون إلى دوامة المربع صفر باختلاق مسببات لعرقلة الجهود الأممية والإقليمية الساعية لإيقاف الحرب”.

ويضيف لـ”العين الإخبارية”، أن “المليشيات الحوثية وخلال الفترة الأخيرة تسببت بتراجع الملاحة الدولية في البحر الأحمر وعملت على عسكرتها، واحتشاد العالم بأساطيله لحماية باب المندب من تهديدات أداة إيران في اليمن”.

ويوضح أن “قرصنة الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر ليس انتصاراً للقضية الفلسطينية كما يدعون ويروجون لقطعانهم ومؤيديهم وإنما ورقة إيرانية هم أداتها لتمرير مخططهم في المنطقة العربية”.

ويتابع: “عام جديد وأوضاع اقتصادية صعبة يعانيها اليمنيون في ظل تدهور العملة الوطنية وارتفاع فاتورة المعيشة وقلة فرص الحصول على العمل”.

وأكد أن الحرب الحوثية أنهكت أبناء الشعب اليمني وأجبرت الآلاف على الهجرة إلى الخارج فيما يترنح من بقي تحت خط الفقر والعوز، مشيرا إلى أن الأمنيات دائما تبقى حاضرة في إنهاء الحرب وإعادة بناء دولة المؤسسات التي تكفل للجميع مواطنة متساوية يذوب فيها التسلط على رقاب الشعب.

ويشير إلى أن هناك تخوفا من استغلال المليشيات لخارطة الطريق الأممية المعلنة أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما فعلت في اتفاق الحديدة “ستوكهولم”.

من جهته، يقول الناشط اليمني المجتمعي طاهر بشير، خلال حديثه لـ”العين الإخبارية”، إن “اليمنيين يعيشون التفاؤل بداية كل عام متمنين الخروج من غرفة الإنعاش التي يعانون منها منذ 9 سنوات بسبب حرب المليشيات الحوثية”.

إلا أن هذا العام- وفق طاهر- في نظر الكثير من المواطنين لا يختلف عن الأعوام السابقة، إذ إنه لم يعد شغف التفاؤل كما كان سابقاً، لقد مات شغفهم بالنجاة؛ جراء الأحلام الواهية التي تُساق إليهم كل عام.

ويتابع بشير: “خارطة الطريق تاهت في نظر اليمنيين وضلت طريق المصداقية في النظر إلى هذا البلد وإخراجه من ظلام الحروب والشتات والاستقرار إلى بر السلام والحياة الكريمة كباقي شعوب المنطقة”.

ويوضح: “لن نتفائل ونحن أمام مليشيات تنتعش وتحيا بالحروب والصراعات كقوت غذائي أساسي يساعدها على البقاء، وهذا ما نشهدهُ من قبل هذه المليشيات منذ انقلابها على الجمهورية ومؤسسات الدولة.

كلما تأمل اليمنيون خيراً بقادم أجمل وصدقوا آمال إحلال السلام في اليمن، اختلقت المليشيات الحوثية أزمة أخرى لإدخال الشعب في محنة جديدة، ويتجسد ذلك بالبشارات التي حملتها خارطة الطريق الأممية مؤخرا مقابل تصعيد حوثي في البحر الأحمر.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى