اخبار لايف

أداء «مهزوز» وسيل من «الأكاذيب».. من فاز بـ«مناظرة القرن»؟


مناظرة تاريخية شاهدها العالم على مدار 90 دقيقة، شملت عديد من المؤشرات على سباق انتخابي غير عادي في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقدم الرئيس الديمقراطي جو بايدن “أداءً مهزوزًا” في مناظرة يوم الخميس، بينما انهال عليه منافسه الجمهوري دونالد ترامب بسلسلة من الهجمات التي غالبًا ما كانت “خاطئة”، وفق تقديرات وسائل إعلام بينها “رويترز”.

فيما تبادل المرشحان الرئاسيان إهانات شخصية عميقة قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.

كما تبادل الرجلان الانتقادات اللاذعة حول الإجهاض والهجرة والحرب في أوكرانيا وغزة وتعاملهما مع الاقتصاد وحتى ألعاب الغولف في الوقت الذي سعى فيه كل منهما إلى زعزعة ما تظهره استطلاعات الرأي من أن السباق متعادلاً تقريباً منذ أشهر.

تعثر واتهامات

وتعثّر بايدن الذي كان صوته أجشّ في كلماته في عدة مناسبات خلال النصف ساعة الأولى من المناظرة، لكنه وجد موطئ قدم له في منتصف المناظرة عندما هاجم ترامب بسبب إدانته بالتستر على مدفوعات مالية لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، واصفاً إياه بـ”المجرم”.

وردًا على ذلك، أثار ترامب، إدانة نجل بايدن، هانتر، مؤخرًا بتهمة الكذب بشأن تعاطيه المخدرات.

وبعد لحظات، أشار بايدن إلى أن جميع أعضاء حكومة ترامب السابقين تقريبًا، بمن فيهم نائب الرئيس السابق مايك بنس، لم يؤيدوا حملته الانتخابية.

وقال “إنهم يعرفونه جيدًا، فقد خدموا معه”، مضيفا: “لماذا لا يؤيدونه؟

نزلة برد

وتعليقا على أداء الرئيس، قال اثنان من مسؤولي البيت الأبيض إن بايدن كان يعاني من نزلة برد قبل المناظرة.

لكن أمسيته المتقلبة يمكن أن تعمق مخاوف الناخبين من أن الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا أكبر من أن يخدم فترة ولاية أخرى مدتها أربع سنوات.

وأعرب بعض الديمقراطيين قد أعربوا بالفعل عن قلقهم العلني بشأن أداء بايدن المتفاوت قبل انتهاء المناظرة، وفق وسائل إعلام أمريكية. 

وفي الوقت نفسه، أطلق ترامب وابلًا من الانتقادات، التي كان الكثير منها عبارة عن “أكاذيب مستهلكة لطالما رددها في حملته الانتخابية”، بما في ذلك الادعاءات بأن المهاجرين نفذوا موجة من الجرائم، وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال الرضع، وأنه فاز بالفعل في انتخابات 2020، وفق وكالة رويترز.

ضغوط كبيرة

وتعرض كل من بايدن وترامب (78 عامًا) لضغوطات لإظهار أهليتهما للمنصب. فبايدن تلاحقه أسئلة حول سنه وحدّته، في حين أن خطاب ترامب التحريضي ومشاكله القانونية المتعددة لا تزال نقطة ضعفه.

وعندما سُئل الرئيس السابق عن الهجوم الذي وقع في 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي من قبل حشد من أنصاره، رفض قبول أي مسؤولية، وادعى أن العديد من المعتقلين أبرياء.

وردًا على ذلك قال بايدن ساخرًا: “هذا الرجل ليس لديه أي إحساس بالديمقراطية الأمريكية”.

وجرت المناظرة المتلفزة على قناة “سي إن إن” الأمريكية في وقت أبكر بكثير من أي مناظرة رئاسية، وبالتحديد قبل أكثر من أربعة أشهر من يوم الانتخابات في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ظهر المرشحان دون جمهور على الهواء مباشرة، وتم قطع الميكروفونات تلقائيًا عندما لم يحن دورهما في الكلام، لتجنب الفوضى التي عرقلت المناظرة الأولى بينهما في عام 2020، عندما قاطع ترامب بايدن مرارًا وتكرارًا.

عداء متبادل

ولم يتصافح الرجلان اللذان لم يخفيا كراهيتهما المتبادلة، أو يعترف كل منهما بالآخر قبل المناظرة أو بعدها.

ولكن كانت هناك الكثير من اللحظات التي ظهر فيها العداء بينهما. فقد وصف كل منهما الآخر بـ”أسوأ رئيس في التاريخ”. كما وصف بايدن ترامب بـ”الخاسر” و”المتذمر”، بينما وصف ترامب بايدن بـ”الكارثة”.

وفي إحدى اللحظات، تشاجر الغريمان حول لعبهما للغولف، حيث تفاخر ترامب بضرب الكرة أبعد من بايدن، ورد بايدن بأن ترامب سيكافح لحمل حقيبته الخاصة.

من فاز؟ 

ووفق تحليل لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، فإن جو بايدن خسر المناظرة، حيث قدم أداء مهزوزا، وفقد تركيزه في بعض النقاط، كما عانى من التلعثم ومشاكل في الصوت، رغم نجاحه في تسجيل بعض النقاط على خصمه في قضية الديمقراطية والإجهاض. 

في المقابل، رأت المجلة أن دونالد ترامب هو الفائز بالمناظرة رغم ترديده عدد كبير من “الأكاذيب”، لأنه قدم أداء متماسكا، وشن هجوما على بايدن في أكثر من ملف.

وجرت المناظرة في وقت يشهد استقطابًا عميقًا وقلقًا كبيرا بين الناخبين بشأن حالة السياسة الأمريكية. فقد قال ثلثا الناخبين في استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس في مايو/أيار إنهم قلقون من أن العنف قد يعقب الانتخابات، وذلك بعد حوالي أربع سنوات من اقتحام حشد من أنصار ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي.

وفي حين تُظهر استطلاعات الرأي الوطنية تعادلاً في السباق الانتخابي، إلا أن بايدن تأخر عن ترامب في استطلاعات الرأي في معظم الولايات التي تحسم الانتخابات الرئاسية عادةً.

كما خسر بايدن هذا الشهر أفضليته المالية على ترامب، الذي ارتفع معدل جمع التبرعات له بعد إدانته جنائيًا بمحاولة التستر على مدفوعات مالية لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.

ومن المقرر إجراء المناظرة الثانية والأخيرة في حملة هذا العام في سبتمبر/أيلول المقبل.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى