اخبار لايف

أزمة السودان.. «الدعم السريع» تتمدد في «سنار» وتتقدم شرقا


المعارك تتمدد في ولاية سنار السودانية والمدن والفرق العسكرية والكباري الحيوية بدأت بالتساقط السريع في قبضة قوات “الدعم السريع”.

واليوم الأربعاء، أعلنت قوات “الدعم السريع” السيطرة على جسر “دوبا” الرابط بين مدينتي سنار والفاو.

ونشرت القوات، مقطع فيديو لعناصر من قواتها وهم يسيطرون على الجسر الحيوي في المنطقة.

وبالساعات الماضية، أكملت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على كامل مدينة سنجة، عاصمة الولاية الواقعة جنوب شرقي البلاد، بعد تحريك قواتها من مناطق “جبل موية” على بعد نحو 40 كيلومتر جنوب مدينة سنار عبر الطرق الترابية.

وقالت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، إن قوات “الدعم السريع” سيطرت على كامل مدينة “سنجة”، بعد أن تمكنت من السيطرة على مقر اللواء 67 مشاة التابع للجيش، عقب انسحابه إلى مدينة سنار.

ويتبع اللواء 67 مشاة للفرقة 17 التي استلمها “الدعم السريع” السبت الماضي، ويقع جنوب سنجة.

ووفق المصادر العسكرية، فإن قوات “الدعم السريع” بسطت سيطرتها على قيادة اللواء 66 بمنطقة “المزموم” التابع للفرقة 17 مشاة سنجة، بعد انسحاب الجيش دون قتال.

وطبقا للمصادر العسكرية، فإن قوات “الدعم السريع”، سيطرت أيضا على مناطق “السوكي” و”كركوج” في الحدود مع ولاية القضارف شرقا.

أهمية ميدانية

وتعتبر “سنار” حلقة وصل رئيسية تربط عددا من المدن الاستراتيجية في السودان، وتضم سبع محليات؛ أبرزها العاصمة “سنجة”، بحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة السودانية.

وتاريخيا، توصف «سنار» بأنها مهد أول مملكة إسلامية نشأت خلال القرن الـ16 الميلادي في السودان قبل خمسة قرون مضت.

وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق في الجزء الجنوبي من وسط السودان، وعلى بعد نحو 500 كيلومتر من جنوب شرقي العاصمة الخرطوم بعدد سكان يقارب 160 ألف نسمة.

و”سنجة”، هي عاصمة الولاية، وتقع في الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق على ارتفاع 439 مترا فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بنحو 360 كيلومترا باتجاه الجنوب الشرقي، وعن مدينة سنار حوالي 60 كيلومترا.

وتعد “سنجة” من المدن التاريخية وموطن أقدم كشف أثري أحفوري للإنسان في السودان، وتتميز بتنوع بيئتها الطبيعية والسكانية وثروتها الحيوانية ومواردها المائية، وبها محطة أبحاث بيطرية كبيرة، وسوق كبيرة للمحاصيل أهمها محصول الصمغ العربي.

وكانت سنجة جزءا من مملكة “الفونج” الواقعة على تخومها الشرقية قديما، وكانت معبرا للتجارة مع ممالك الحبشة برا عن طريق القوافل بواسطة المراكب عبر النيل، فضلا عن أنها كانت مركزا تجاريا مهما للمملكة.

أما منطقة “جبل موية” فتقع في الجزء الغربي لولاية سنار، على بُعد حوالي 296 كيلومترًا جنوب الخرطوم.

وتحدها من الغرب النيل الأبيض ومن الشرق النيل الأزرق، وتقع في جنوب سهل الجزيرة، وهي سلسلة جبلية تمتد في حدود ولاية سنار التي تشكل نقطة تلاقي لثلاث طرق قومية صوب النيل الأبيض غربا وصوب النيل الأزرق جنوبا وشمالا صوب ولاية الجزيرة.

وتعتبر منطقة “جبل موية” مقرا لخزان سنار الذي تتفرع منه المجاري المائية الرئيسية التي تساهم في التحكم في ري مشروع ولاية الجزيرة.

وتعد من أشهر المناجم الغنية بالذهب في البلاد، ويعمل سكانها في الزراعة والرعي والتجارة، وتُعتبر من أكبر المنتجين في السودان بعد القضارف والدالي والمزموم.

كذلك تربي المنطقة أعدادا كبيرة من المواشي، وتتخصص في تربية الأبقار والضأن والماعز، بالإضافة إلى الصناعات اليدوية المستخدمة في الزراعة مثل المحاريث والفؤوس.

كما تعد منطقة “جبل موية” الحصن الأساسي الغربي لولاية سنار ووسط السودان، كما تعد البوابة الشرقية لولاية النيل الأبيض وإقليم دارفور.

وتتميز تلك المنطقة -أيضا- بموقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء لثلاث ولايات رئيسية في وسط وغرب السودان، بما في ذلك النيل الأزرق والنيل الأبيض والجزيرة.

معركة وحرب

تعليقا على التطورات الميدانية، قال رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إن “القوات المسلحة لن تخضع لأي ابتزاز في التفاوض، وقال إنهم لن يخسروا الحرب”.

وقال البرهان لدى مخاطبته حشداً عسكرياً في قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان مساء الثلاثاء: “لن نخضع لأي ابتزاز في مفاوضات تسلب هيبة وإرادة القوات المسلحة ولا تلبي طموح الشعب السوداني.”

وكشف عن تلقي الجيش مقترحا لوقف إطلاق النار في الفاشر، لكنهم رفضوه وربطوا الخطوة بخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية، مشدداً على أن ذلك الشرط الأول للجلوس على طاولة تفاوض.

وشدد على أنهم “دعاة سلام ولا يرغبون في الحرب”، إلا أنه عاد وقال: “لكن لن نفاوض بشكل مهين ولن نذهب لها إلا بعزة.”

وتمارس أطراف دولية وإقليمية ضغوطاً واسعة على طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات التي ترعاها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

لكن الجيش وقوات الدعم السريع يتجاهلان ذلك ويصران أملا في تحقيق نصر عسكري كاسح.

وفي أول تعليق على خسائر الجيش وفقدانه مقار مهمة في ولاية سنار وغرب كردفان، قال البرهان: “قد نخسر معركة ولكننا لن نخسر الحرب، ولو خسرنا أشخاصاً فالسودانيون كثر. لن نخذل السودانيين ونحن منتصرون، وهذا العدو ومن معهم إلى زوال وسنلاحقهم واحدا واحدا.”

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم.

ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.

 وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى