اخبار لايف

«ألف كتابا عن أدب السجون».. فنان شعبي يثير الجدل في تونس


أصدر الفنان الشعبي التونسي نور شيبة كتابا بعنوان “الحي يروح” يروي فيه تجربته السجنية التي دامت سنة بتهمة استهلاك المخدرات.

هذا الإصدار أثار جدلا في تونس على مواقع التواصل الاجتماعي بين داعم لفكرة الكتاب وبين ساخر منها.

وقبع شيبة في السجن لمدة سنة بعد توقيفه في مايو/ أيار 2022 وتم إطلاق سراحه في مايو 2023 رفقة راقصة استعراضية واللاعب الدولي التونسي سهيل بالراضية بتهمة استهلاك المخدرات وترويجها.

ونشر شيبة الاثنين على صفحته الرسمية على فيسبوك دعوة لحفل توقيع كتابه “الحي يروح” سيتم تنظيمه الجمعة ما أثار سخرية عدد من التونسيين ليسانده آخرون.

وكتب الإعلامي التونسي سمير الوافي تدوينة نشرها على فيسبوك قائلا: “سخيف هذا التحامل على نور شيبة بسبب كتاب لم يقرأه أحد”.

وتابع: “هناك راقصات شهيرات كتبن عن عالم الليل.. وفنانات إغراء كتبن عن معاناتهن ومنهن مارلين مونرو التي قرأت كتابها الرائع الذي كشف عن حياة أخرى موجعة داخل حياة الشهرة وعن دموع وآلام خلف الأضواء ووراء المجد والنجومية.. ورياضيون كتبوا قصص حياتهم.. وحتى بائعات هوى كتبن تجاربهن على هامش المجتمع وماذا تعلمن من هامش الحياة وخلف واجهتها”.

وأضاف: “ولا تُوجد أحقية في الغرب تجعل الكتاب حكرا على الأدباء والشعراء والسياسيين.. فكل كتاب مرحب به كتجربة إنسانية وكقصة وكدرس وكوجع وكنظرة مختلفة للحياة.. أما في هذه البلاد التي قراؤها أقل من كتابها.. فإن تأليف كتاب أصبح جريمة يحاكم عليها كاتبه.. ولكن رب ضارة نافعة.. فهذا التحامل والتجني.. جعل الكتاب على كل لسان الليلة.. وسمع به كل الشعب وأثار الفضول.. في انتظار قراءته والحكم عليه وتقييم مضمونه”.

من جهتها، قالت رجاء بن سلامة الأستاذة الجامعية التونسية والمديرة السابقة لدار الكتب التونسية في تدوينة على فيسبوك إن السّجن مأساة مهما كان السّبب.

وأكدت أن “الكتابة عن تجربة السّجن علاج، مهما كانت الطّريقة، ومهما كان سبب دخول السّجن.. سأقرأ كتاب نور شيبة بكلّ احترام له، حتّى وإن انزعجت في البداية ممّا بدا لي سطوا على عنوان كتاب الكاتب التونسي فتحي بالحاج يحيى “الحبس كذاب والحي يروح”. وهو لا يحتاج إلى الدّفاع ولا إلى التّعريف”.

من جهتها، تساءلت الصحفية التونسية منية العرفاوي على فيسبوك: “يعني الآن كتاب نور شيبة يدخل في نطاق أدب السجون؟”.

وتابعت: “هو أصلا سرق عنوان كتاب الكاتب التونسي فتحي بلحاج يحيى (والذي تم سجنه زمن الاستبداد لأفكاره) “الحبس كذاب.. والحي يروّح”. .

وأضافت: “في الحبس الكذاب الأصلي تحدث فتحي بلحاج يحيى عن تجربته السجنية، بأسلوب آسر وساحر مازلت إلي اليوم أستلذّ حروفه وكلماته.. فتحي في كتابه تحدث عن أحلام جيل يساري، كانت له أفكاره ورؤيته وتجربته خاصة في علاقة بالزعيم الحبيب بورقيبة”.

وقالت: “مازالت إلي اليوم أذكر ذلك الكتاب وكم كان رائعا.. عاش فتحي تجربة مثيرة في السجن نقلها دون إسقاطات عاطفية ودون مبالغة.. وها هو نور شيبة يسرق نص العنوان ليروي تفاصيل فنان قاده الحشيش إلى المهجع.. وما أبعد الحشيش عن الفكرة!”.

وزادت: “أنا ليس لدي أدنى اعتراض أن يكتب أحدهم تجربته.. ولكن كتابة التجربة لديها أدواتها واهدافها.. وهي عادة تكون أعمق بكثير من الترويج الذاتي لضمان سهرات في المهرجانات”.

وفي سنة 2009، أصدر الكاتب التونسي فتحي بالحاج يحيى رواية “الحبس كذاب والحي يروح” وهو ينتمي إلى أدب السجون.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى