إحياءً لسنته وتقرباً إلى الله.. ما هي السنة النبوية في المولد النبوي؟
تحتفل الأمة الإسلامية والعربية بالمولد النبوي الشريف في يوم 12 ربيع الأول من كل عام لكن ما هي السنة النبوية في المولد النبوي؟ وما هي أحب الأعمال في يوم ولده ﷺ.
من المعروف انه لا يوجد نص صريح يوجب باتباع سنة بعينها مرتبطة بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ومع هذا فالاحتفال به من الأمور المشروعة التي لا إثم فيها، وحين نحتفل بهذا اليوم يكون الغرض إحياء سنة الحبيب المصطفى ﷺ حباً وكرامةً، فإن كنت تتساءل حول ما هي السنة النبوية في المولد النبوي؟ دعنا نتعرف معاً إلى خير السنن وأحب الأعمال لإحياء هذا اليوم المبارك.
أحب الأعمال من السنة النبوية في المولد النبوي
إن اتباع سنة رسول الله ﷺ في يوم مولده لا ينتظرها الله ورسوله من العباد، لكن العبد نفسه هو من يحتاج إليها، وعليه أن يسعى لإحيائها في كل وقت وحين؛ لذا في هذا اليوم المبارك أحيي ليله بالذكر والدعاء والصلاة على النبي، حتى غروب شمس يوم المولد النبوي، ومن أحب الأعمال لاستقبال المولد النبوي الشريف ما يلي:
1. إحياء ليلة المولد النبوي
تبدأ الليلة بعد غروب يوم الأحد، وحتى فجر الإثنين، فابدأ ليلة المولد النبوي الشريف بالذكر، والدعاء، والصلاة على النبي ﷺ، وأعد قراءة يوم مولد النبي، وتفكر في نشأته وحيداً دون أبويه، في كنف جده وعمه.
ثم تفكر في حكمة الله، وأحمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وتقرب إلى الله بركعتين في جوف الليل، واختم الصلاة بدعاء مأثور عن النبي ﷺ، وخير ما يقال ما يلي:
“اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت”.
2. صيام نهار يوم المولد النبوي
من المستحب في السنة النبوية صيام يوم الإثنين، ففي الصيام إحياء لسنة رسول الله ﷺ، كما أن في صوم الإثنين والخميس حكمة حيث جاء عن النبي ﷺ، أنه قال: “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم”. رواه أحمد والترمذي.
وحين سئل الرسول ﷺ عن صوم يوم الإثنين فقال: “ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل علي”. رواه مسلم. ففي الصيام اتباع لنهج النبي المختار، وكبح للشهوات. يذكر أن دعاء الصائم مستجاب، فادع بما تشاء في نهار هذا اليوم عسى أن يستجيب الله، وخير الدعاء:
- “رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين”.
- “رب تقبل مني الصيام والقيام وصالح الأعمال”.
- “استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه”؟
- “اللهم أحيني على سنة نبيك وتوفني على ملته، وأعزني من مضلات الفتن”.
3. الاحتفال بالمولد النبوي بعيداً عن المعاصي
من منا لا يغمره الفرح في يوم ميلاد النبي ﷺ؟ بحسب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في المقطع السابق، من العجيب أن نعترض على الاحتفال بمولد النبي، فكيف لا نحتفل بمن أخرجنا من الظلمات إلى النور، فالاحتفال بالنبي احتفال بالإسلام، والأخلاق الطيبة التي عمت الأرض.
فيقول الإمام الحافظ بن حجر -رحمه الله-: “أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها فإنه بدعة حسنة وإلا فلا” ومحاسن الاحتفال بمولد النبي يمكن حصرها فيما يلي:
- إظهار الفرح بالنبي ﷺ.
- نكرر الفرح بالنبي ﷺ في كل عام.
- بيان النعمة التي أنعم الله بها على العباد.
فيما قال الإمام ابن الجزري -رحمه الله-: “من خواصِّه أنّه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام”، فاحتفل وافرح بالنبي فجاء عن النبي ﷺ أنه قال “من فرح بنا فرحنا به”.
4. الذكر والدعاء بما تشاء
أكثر من الدعاء والذكر في هذا اليوم المبارك، وتذكر أن الدعاء المستجاب يكون دبر كل صلاة، وبين الأذان والإقامة، وإن كنت صائماً فلك دعوة مستجابة، وخير الدعاء عند السجود، فقط استحضر النية وادع الله بما تشاء، وفي التالي بعض صيغ الأدعية:
- “الله أكبر.. بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله”
- “سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم”
- “يا أرحم الراحمين برحمتك استغيث فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”
- “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرما قضيت، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”.
- “اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، واستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب”.
5. الإكثار من الصلاة على النبي
أحيي يوم مولد النبي ﷺ بالصلاة عليه، حباً وقرباً إلى المصطفى ﷺ، ومن صيغ الصلاة على النبي ما يلي:
- “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.
- “اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
- “اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
- “اللهم صلّ صلاة كاملة وسلّم سلاماً تاماً على سيدنا محمد النبي الأميّ الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتُقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتم، ويستسقي الغمام، وعلى آله وصحبه عدد كل معلوم لله”.
يذكر أن في هذا اليوم -وغيره من الأيام- يفضل قراءة القرآن الكريم، وتدبر معانيه بنية إحياء سنة رسول الله ﷺ الذي تنزل عليه القرآن، وشُرح صدره للإيمان والإسلام. وتذكر أن في كل فعل تتقرب به إلى الله اتباع لسنة رسوله الله فافعل ما يحبه الله ورسوله واعرض عما يغضبهم.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز
