اخبار لايف

إسرائيل وحزب الله.. الحرب التي لا يريدها أحد «قد تنفجر أخيرا»


قبل شهرين تقريبا، تحدث آموس هوكشتاين، المسؤول عن إبقاء التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني تحت السيطرة، في ندوة عبر الإنترنت.

وقال المبعوث الأمريكي هوكشتاين: “ما يقلقني كل يوم هو أن يصيب خطأ في التقدير أو حادث… حافلة مليئة بالأطفال، أو يصيب نوعًا آخر من الأهداف المدنية، مما قد يجبر النظام السياسي في أي من البلدين على الرد بطريقة تدفعنا إلى الحرب. على الرغم من أن كلا الجانبين ربما يفهمان أن الحرب الأوسع أو الأعمق نطاقا ليست في مصلحة أي من الجانبين”.

وما قد يفاجئ هوكشتاين، هو أنه سقط ما يعادل تلك الحافلة، مساء السبت، في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل.

إذ سقط صاروخ، تقول إسرائيل إن حزب الله أطلقه من شبعا في جنوب لبنان، على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس الدرزية، ما أسفر عن مقتل 12 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاما أثناء مشاركتهم في تمارين رياضية.

ونفى حزب الله مسؤوليته عن الضربة. ولكن هل يتحقق الآن خوف هوكشتاين من حرب أوسع نطاقا؟

المتابع لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فقد تقوده الترجيحات إلى إمكانية تحقيق هذه الفرضية.

فقد قال كاتس في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية مساء السبت: “نحن نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله. وسوف يكون الرد على هذا الحدث مناسبا”.

وفي حين أكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، وقوف بلاده إلى جانب حق إسرائيل “في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية”، شدد على أن الولايات المتحدة لا تريد “رؤية الصراع يتصاعد”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “لقد سئمنا من الخطابات المتغطرسة والكلمات الجوفاء المصحوبة بأفعال ضعيفة. والطريقة الوحيدة لوقف كل هذا، والطريقة الوحيدة لردع أعدائنا عن ضربنا… هي الرد وضربهم. ولا توجد طريقة أخرى”.

اقتربت لحافة الهاوية لكنها لم تصل للذروة

ومنذ أشهر، يحاول المجتمع الدولي تهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله.

ومع تقديرات تشير إلى أن أقوى وكلاء إيران لديهم ما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذيفة موجهة نحو الجنوب، فإن الخوف هو من حرب من شأنها أن تدمر لبنان، وتلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل. وفق تقرير طالعته “العين الإخبارية” في “سي إن إن”.

وعلاوة على ذلك، وكما قال آرون ديفيد ميلر، زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لشبكة سي إن إن، “فإنها لديها القدرة على خلق وضع لم نشهده من قبل في هذه المنطقة: حرب إقليمية كبرى”. وحذر من أنها قد تؤدي أيضا إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومع ذلك، على مدى الأشهر العشرة الماضية من القتال، كانت إسرائيل وحزب الله وإيران تتراجع دائما عن ما بدا وكأنه حافة الهاوية.

وفي يناير/كانون الثاني، اغتالت إسرائيل مسؤولا بارزا في حماس في بيروت، ولم تصل الأمور إلى الحرب الشاملة.

وفي أبريل/نيسان، قتلت تل أبيب قائدا بارزا في الحرس الثوري الإيراني في دمشق. وردا على ذلك، شنت طهران ضربات غير مسبوقة على إسرائيل. ولكن في نهاية المطاف، لم تتحقق الحرب الشاملة.

في المقابل، نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين عن منازلهم، وأصبحت مساحات شاسعة من شمال إسرائيل أشبه بمدن الأشباح. وتتجلى صورة مماثلة في جنوب لبنان.

ويقول بلينكن إن أفضل طريقة لتجنب الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وعلى الرغم من التهويل والضغوط الداخلية والمخاوف والتصعيدات، فإن القتال بين إسرائيل وحزب الله لا يزال يغلي. ولا يبدو أن أحدا يريد هذه الحرب.

ولكن كما حذر هوكشتاين في نفس الندوة عبر الإنترنت: “لقد بدأت الحروب تاريخيا في جميع أنحاء العالم حتى عندما لم يكن القادة يريدون ذلك، لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى