إسرائيل وحزب الله..دماء بلا رصاص تنذر بحرب «بلا هوادة»
هل يمكن أن تتخيل كيف أن جهاز اتصالك الذي كنت تعتقد أنه آمن ينفجر فجأة بوجهك حتى أنك لا تجد فرصة لإلقائه من يدك؟.
هذا ما حدث بلبنان، حيث دوت موجة من الانفجارات التي استهدفت أجهزة اتصالات يستخدمها عناصر حزب الله، في هجمات سيبرانية لم تطلق فيها رصاصة واحدة، لكنها أسالت الكثير من الدماء والتوقعات أيضا.
وتشكّل انفجارات متزامنة جرت الثلاثاء لمئات من أجهزة اتصال من نوع «بيجر» يستخدمها عناصر في حزب الله، وموجة تفجيرات جديدة الأربعاء طالت أجهزة لاسلكية للحزب من نوع «آيكوم في 82»، ضربة قوية لنظام الاتصالات للحزب.
وليس ذلك فقط، بل يعتقد محللون أن هذه الضربة قد تؤثر على أداء حزب الله في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، بل قد تكون مقدمة لحرب بلا هوادة يدخلها مجردا من نظام اتصالات آمن.
ويستخدم أعضاء حزب الله من مسلحين وطواقم صحية وإدارية، نظام “بيجر” للتواصل، وهي أجهزة استدعاء لاسلكية، بديلا من الهواتف الجوالة بسبب اختراق إسرائيل لشبكة الاتصالات في لبنان.
وعلى نطاق أضيق، يستخدم عناصر الحزب أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع «آيكوم في 82».
مقدمة؟
بينما يعتقد البعض أن هجمات «بيجر» و«أيكوم» مقدمة لحرب شاملة في لبنان، يرى آخرون أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمر بتنفيذ تلك التفجيرات لتلبية الاحتياجات الداخلية مع تزايد الضغوط لشن عملية عسكرية في الشمال.
وفي كل الأحوال، يعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل في بداية مرحلة جديدة من الحرب.
وتم الربط بين تصريحات غالانت والتفجيرات التي وقعت في لبنان أمس واليوم مع تصاعد التقديرات بأن التفجيرات قد تكون مقدمة لعمل عسكري كبير.
وقال غالانت في إشارة إلى انتقال ثقل الحرب من غزة إلى لبنان إن “مركز الثقل يتحرك شمالاً من خلال تحويل الموارد والقوات – نحن في بداية مرحلة جديدة في الحرب”.
وأضاف أن هذا “يتطلب منا الشجاعة والتصميم والمثابرة، ومن المهم للغاية القيام بالأشياء في هذه المرحلة بالتعاون الوثيق بين جميع المنظمات، على جميع المستويات”.
وكان موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، قد أشار إلى أن “إسرائيل فجرت الآلاف من أجهزة اتصال حزب الله في الموجة الثانية من هجوم أجهزة الاتصال”.
وبحسب المصدر ذاته، فقد فجرت المخابرات الإسرائيلية الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها نشطاء حزب الله بلبنان في موجة ثانية من عملية استخباراتية بدأت أمس بانفجارات بيجر”.
واعتبر أن “موجة الثانية من الانفجارات هي خرق أمني خطير آخر في صفوف حزب الله وتزيد الضغط على الجماعة بعد الضربة القاسية التي تلقتها الثلاثاء”.
وبحسب الموقع ذاته، فإن “أجهزة الاتصال مفخخة مسبقا من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ثم سلمت إلى حزب الله كجزء من نظام الاتصالات الطارئة للمنظمة”.
ولفت إلى أن الأجهزة المستهدفة “كان من المفترض أن تستخدم خلال حرب مع إسرائيل”.
وتابع أن “الموجة الثانية من الهجوم تلحق المزيد من الضرر بنظام القيادة والسيطرة العسكري لحزب الله وستجعل من الصعب جدا عليه القيام بقتال ضد إسرائيل”.
«جاهزون»
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش: “لدينا الكثير من القدرات الإضافية، وفي كل مرحلة نعمل على إنجازها نكون جاهزين لتنفيذ المرحلتين القادمتين فعلاً”.
واليوم الأربعاء، أجرى هاليفي تقييمًا للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية برفقة أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، حيث صادق على الخطط الهجومية والدفاعية للجبهة الشمالية، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه.
وقال هاليفي: “نحن عازمون للغاية على خلق الظروف الأمنية الكفيلة بإعادة السكان إلى ديارهم، وبلداتهم، مع التمتع بمستوى عالٍ من الأمان، ونحن جاهزون حقًا للقيام بكل ما يلزم من أجل تحقيق هذه الأمور”.
وأضاف: “منذ قرابة العام، وطيلة الحرب نحارب في غزة، حيث ما زال أمامنا هدفان رئيسيان ينبغي تحقيقهما هما تفكيك حماس وإعادة المخطوفين، وقد حققنا الكثير من الإنجازات لكن ما زال الطريق أمامنا طويلاً”.
وتابع قائلا: “لدينا الكثير من القدرات التي لم تستخدمها بعدُ، لم نستخدمها بعدُ، وقد شاهدنا هنا بعض الأشياء، وأعتقد أنها على مستوى جيد من الجاهزية ونعدّ هذه الخطط للمراحل المقبلة”.
هاليفي أوضح أن “القاعدة المتبعة هي أنه كلما عملنا على إنجاز مرحلة معيّنة تكون المرحلتان القادمتان جاهزتين للتنفيذ بقوة فعلاً، وفي كل مرحلة يجب أن يدفع حزب الله ثمنًا باهظًا”.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصادر إسرائيلية قولها إن “مجموعة الإجراءات التي صادقت عليها القيادة السياسية في الأيام الأخيرة هي محاولة لاستعادة الردع الإسرائيلي بعد فشلها لمدة 11 شهرا ونصف في تغيير الواقع في الشمال من خلال الدفاع الهجومي”.
وقالت: “لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية الناجحة التي تعتبر وهمية، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صادق على سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تغيير طريقة عمل الشمال”.
وأضافت أنه “اعتبارا من هذه اللحظة، تحاول إسرائيل تغيير الواقع في الشمال من خلال استعادة الردع”.
«فرصة ضائعة»
ولكنها نقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على الحرب قوله إن “كل ساعة مرت منذ عملية تفجير الصافرة أمس، وإسرائيل لا تضرب حزب الله، هي فرصة استراتيجية ضائعة “.
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن “مرور الوقت يسمح لحزب الله بالتعافي وبناء أنظمة اتصالات جديدة وتجنيد مقاتلين جدد ليحلوا محل أولئك الذين أصيبوا”.
وتابع: “عدم استمرارية العملية التي بدأت أمس – التي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها – يعكس سمة من سمات سير الحرب منذ بدايتها”.
وختم محذرا: “النصر لا يتحقق من خلال التردد والتفاعل والمراحل، ولكن من خلال تركيز الجهد من أجل التوصل إلى قرار حاسم. كل ساعة تمر ولا يوجد أي إجراء من جانب إسرائيل، إنها فرصة ضائعة”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز