اخبار لايف

إسرائيل وحزب الله.. نحو «مواجهة حتمية» رغم دروس 2006؟


كثيرون يخشون اندلاع حرب واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل في مواجهة تبدو حتمية وقد تكون الأكثر تدميرا.

ورغم أن الطرفين لا يريدان نشوب الحرب، يرى البعض أنها نتيجة حتمية مع استمرار المعارك في قطاع غزة، وفق تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

ويقول التقرير إن إسرائيل وحزب الله يتعلمان دروساً من حربهما الأخيرة في عام 2006، كما أن الجانبين يواصلان الاستعداد للحرب الجديدة رغم المحاولات الأمريكية لمنع اتساع نطاق الصراع.

 احتمال 

في يناير/كانون الثاني الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله “ستكون كارثة كاملة”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 لبناني معظمهم من عناصر حزب الله، إضافة إلى 18 شخصا في الجانب الإسرائيلي.

كما أدى القصف المتبادل إلى نزوح عشرات الآلاف من الجانبين، ولا توجد احتمالات فورية لعودتهم في حين نفذت إسرائيل عمليات قتل لشخصيات من حزب الله وحماس داخل لبنان.

وحذر القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون حزب الله من أن الحرب أصبحت محتملة بشكل متزايد إذا لم تنسحب عناصره من الحدود. ولم يهدد الأمين العام للحزب حسن نصر الله ببدء الحرب، لكنه حذر من قتال “بلا حدود” إذا شنت إسرائيل الحرب

ويؤكد حزب الله أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار إلا إذا كان هناك اتفاق في غزة، كما رفض اقتراحًا أمريكيًا بتحريك قواته على بعد عدة كيلومترات من الحدود.

وقال أندريا تينينتي، المتحدث باسم بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان: “لا يبدو أن أياً من الطرفين يريد الحرب”، لكنه حذر من أن “سوء التقدير يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقا سيكون من الصعب للغاية السيطرة عليه”.

مدى الاستعداد

منذ 2006، عزز كل من حزب الله وإسرائيل قدراتهما العسكرية، ومع ذلك فإن كلا الطرفين أصبح أكثر هشاشة.

ففي لبنان، أدت أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية إلى شل المؤسسات العامة، بما في ذلك الجيش وشبكة الكهرباء والنظام الصحي، ومنذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يضع لبنان خطة طوارئ لسيناريو الحرب وسط توقعات بالتهجير القسري لمليون ساكن.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ليزا أبو خالد إن المفوضية قدمت الإمدادات إلى الملاجئ الجماعية، وقدمت أموالاً طارئة لـ400 أسرة جنوب لبنان، لكنها لا تملك الأموال اللازمة لدعم أعداد كبيرة من النازحين في حالة الحرب.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها قامت بتخزين نحو 10 أطنان من الإمدادات الطبية والوقود الاحتياطي لمولدات المستشفيات في المناطق الأكثر عرضة للتأثر بالحرب.

في المقابل، تشعر إسرائيل بضغوط اقتصادية واجتماعية بسبب حرب غزة، والتي ستبلغ تكلفتها أكثر من 50 مليار دولار، وسيؤدي اندلاع حرب أخرى في لبنان إلى ارتفاع التكاليف بشكل حاد.

وقال تال بيري من مركز ألما للأبحاث “لا أحد يريد هذه الحرب”، لكنه اعتبرها أمرا لا مفر منه، مشيرا إلى أن الحلول الدبلوماسية تبدو غير محتملة ولن تؤدي إلا إلى زيادة التهديدات الاستراتيجية لحزب الله.

وكشف استطلاع للرأي أجراه مؤخرا معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن حوالي نصف الإسرائيليين سيؤيدون الحرب على حزب الله كملاذ أخير لاستعادة أمن الحدود.

أما في لبنان، فقد انتقد البعض حزب الله لتعريضه البلاد لحرب مدمرة أخرى، في حين يؤيد آخرون الدخول المحدود للحزب في الصراع ويعتقدون أن ترسانة حزب الله ستردع إسرائيل عن التصعيد.

كيف ستسير الحرب؟

في حال اندلعت الحرب، فمن المرجح أن تنتشر إلى جبهات متعددة، مما يؤدي إلى تصعيد يشارك فيه وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن وربما حتى تتورط إيران نفسها كما يمكن أن تنجر الولايات المتحدة للصراع.

وقالت أورنا مزراحي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن حزب الله يمتلك ما بين 150 ألفًا إلى 200 ألف صاروخ وقذيفة مختلفة المدى.

وأضافت أن ترسانته أكبر بخمس مرات على الأقل من ترسانة حماس كما أنها أكثر دقة ويمكن أن تصل مقذوفاته إلى مرافق المياه والكهرباء والاتصالات والمناطق السكنية ذات الكثافة العالية.

ومن المرجح أن تؤدي الغارات الجوية إلى دمار في البنية التحتية اللبنانية وربما تؤدي إلى مقتل الآلاف حيث هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ”تحويل بيروت إلى غزة”.

وتمتلك إسرائيل العديد من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك القبة الحديدية لكن كفاءتها قد تتأثر في حال إطلاق وابل كبير من الصواريخ.

ويعيش نحو 40% من سكان إسرائيل في منازل بها غرف محصنة لمقاومة الهجمات الصاروخية، كما تمتلك إسرائيل شبكة ملاجئ، لكن تقريرًا حكوميًا لعام 2020 قال إن حوالي ثلث الإسرائيليين يفتقرون إلى سهولة الوصول إليها.

ولا يوجد في لبنان مثل هذه الشبكة التي ستكون بلا فائدة في مواجهة القنابل الضخمة “الخارقة للتحصينات” التي أسقطتها إسرائيل على غزة، كما أن الدفاعات الجوية لحزب الله محدودة ودفاعات الجيش اللبناني قديمة وغير كافية بسبب نقص الميزانية.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى