اخبار لايف

إيران بعد رئيسي.. «انقسام» مغلف بقدرة على «الصمود»


ردود فعل متباينة في الداخل الإيراني أعقبت وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، عكست انقسامات أيديولوجية وسياسية، في البلد الآسيوي.

واقع رصدته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، قائلة، إن الكثير من الإيرانيين لم يحزنوا على وفاة الرئيس الراحل، بل “يعتبرونه رمزًا للقمع بسبب تاريخه الطويل كرئيس للسلطة القضائية، وتورطه في عمليات الإعدام الجماعية لمجاهدي خلق والسجناء السياسيين اليساريين عام 1988، وحملته القمعية القاسية ضد مظاهرات “المرأة والحياة والحرية” عام 2022″.

في المقابل، أبدى الكثيرون حزنا بالغا على وفاته، وشاركت حشود ضخمة في مواكب الجنازة في كل من تبريز وقم وطهران ومشهد.

كما سارع أنصار الحكومة والصحف المحافظة إلى تفسير الحشود الكبيرة في مواكب جنازة رئيسي؛ باعتبارها شهادة على شرعية النظام السياسي ودعمه الشعبي، وفق المجلة الأمريكية.

ونقلت فورين بولسي عن أحد المحللين المحافظين، قوله، إن “المشاركة في المسيرات ومراسم تكريم وفيات النظام؛ والمناسبات السياسية والدينية والاجتماعية مثل صلاة الجمعة كانت دائما تعتبر من المؤشرات البارزة للثوار وأبناء الوطن المخلصين”.

ووفق المجلة، كان هناك واقع مختلف في التجمعات الخاصة، حيث “رحب عديد من الإيرانيين الذين عانوا من عقود من القمع الحكومي، بوفاة رئيسي”.

واستعاد كثر “صور الأمهات الثكلى اللاتي ينتظرن سماع أحكام إعدام أبنائهن، أو عمليات الإعدام نفسها في الثمانينيات ودور رئيسي فيها، وجثث أحبائهم التي لم تتم إعادتها إلى عائلاتهم بعد تلك الإعدامات”، على حد قول المصدر ذاته.

فورين بولسي أشارت إلى أنه “يجب أن تؤخذ في الاعتبار المشاعر المتعارضة لهذه المجموعات، سواء حشود الحداد أو السكان غير المبالين أو حتى المحتفلين، لفهم إيران المعاصرة، حيث تمثل المجموعة الأخيرة شكلاً واسع النطاق من أشكال الاحتجاج السلبي”.

وتابعت “في حال استمر تجاهل وقمع هذه الشريحة من المجتمع، فمن المرجح أن تندلع الاحتجاجات الجماعية مرة أخرى، على غرار تلك التي اندلعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 و2022-23”.

وخلصت المجلة إلى أن “مواكب الجنازة الواسعة تعكس إلى حد كبير شريحة المجتمع التي لا تزال تتفق مع العديد من قيم الدولة وأيديولوجيتها. وتجاهل هذا الدعم أو رفضه سيكون خطأً”.

وتابعت: “على الرغم من انتخاب رئيسي في الانتخابات الرئاسية التي كانت الأقل مشاركة في تاريخ إيران، فإن وفاته تشير إلى أن الفصيل المحافظ لا يزال قادرا على حشد دعم شعبي كبير، وهذا أمر بالغ الأهمية عند تقييم مرونة الحكومة”.

ووفق فورين بولسي، فإنه من المؤكد أن وفاة رئيسي والانتخابات المقبلة ستختبر قدرة النظام على التكيف. لكن قدرة طهران على الصمود في وجه مثل هذه الأزمات تتعزز بفضل إضفاء الطابع المؤسسي العميق عليها.

فمنذ عام 1979، فضلت الدولة الحكم المؤسسي أكثر من القيادة الفردية، وهو ما يتضح في قدرتها التاريخية على استبدال القادة والحفاظ على الاستمرارية.

وبعد وفاة رئيسي، يلتزم النظام بإطاره الدستوري لتعيين بديل له، وهناك سابقة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما رأينا بعد إقالة الرئيس أبو الحسن بني صدر في يونيو/حزيران 1981 واغتيال الرئيس محمد علي رجائي في أغسطس/آب 1981. وتمكنت إيران من إدارة هذه التحولات وسط الفوضى الثورية وبداية الحرب الإيرانية العراقية.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى