اخبار لايف

افتقدته استخبارات إسرائيل فقدمته واشنطن.. ذكاء البشر في مأساة غزة


قدمت وكالات الاستخبارات الأمريكية قدراً هائلا من المعلومات لنظيراتها الإسرائيلية ساعدت في العثور على الرهائن في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، قولهم إنّ الولايات المتحدة “كثّفت جمع المعلومات الاستخباراتية عن المُقاتلين في غزة، حيث نقلت لإسرائيل قدرا هائلا من صور الطائرات المسيرة، وصور الأقمار الصناعية، والاتصالات التي جرى اعتراضها، وتحليل البيانات باستخدام برامج متقدمة، بعضها مدعوم بالذكاء الاصطناعي”.

وقال المسؤولون، إن أحد الأمثلة الأبرز على هذه القدرات عملية إنقاذ الرهائن التي قامت بها إسرائيل مؤخراً.

وأضاف المسؤولون أنّه في الأسابيع الأولى من الحرب “طلب المسؤولون الإسرائيليون معلومات محددة من الولايات المتحدة للمساعدة في سد الفجوات، حيث تضمن ذلك معلومات محددة، بالإضافة إلى تقنيات وخبرات لتحليل كميات كبيرة من الصور وتركيب صور مختلفة لإنشاء صور أكثر تفصيلاً، بما في ذلك صور ثلاثية الأبعاد، للتضاريس في غزة”.

ومن ثم بدأ “أفراد من قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي التعاون مع ضباط وكالة الاستخبارات المركزية في إسرائيل، فيما بدأ أفراد من وكالة الاستخبارات الدفاعية الاجتماع مع نظرائهم الإسرائيليين بشكل يومي”، وفق مسؤولين أمريكيين.

كما أرسلت وزارة الخارجية مبعوثًا خاصًا للرهائن التقى بالمسؤول الإسرائيلي الرئيسي الذي يشرف على جهود إنقاذ الرهائن. ويعمل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضًا في إسرائيل للتحقيق في هجمات حماس على المواطنين الأمريكيين والمساعدة في جهود استعادة الرهائن.

وخلال المقابلات، أبدى مسؤولون إسرائيليون شكرهم للمساعدة الأمريكية، التي منحت الإسرائيليين في بعض الحالات قدرات فريدة كانوا يفتقرون إليها قبل هجمات حماس المفاجئة عبر الحدود. لكنهم دافعوا في الوقت ذاته عن براعتهم التجسسية، وأصروا على أن الولايات المتحدة، في معظم الأحيان، لم تمنحهم أي شيء لا يمكنهم الحصول عليه بأنفسهم.

شريك استخباراتي رئيسي

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تُعدّ الشريك الاستخباراتي الرئيسي لإسرائيل في عملية البحث عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”.

وأضافت أنّ عملية استعادة الأسرى في مخيم النصيرات، الأسبوع الماضي، “اعتمدت على معلومات دقيقة حول موقع الأسرى”، مُشيرةً إلى أنّ “هذا المستوى من المعلومات الاستخباراتية شيء افتقرت إليه إسرائيل لسنوات في قطاع غزة بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا والفشل في بناء شبكة من الجواسيس البشر على الأرض. وقال مسؤولون حاليون وسابقون في البلاد إن ندرة الاستخبارات البشرية كانت مسؤولة جزئيا عن فشل إسرائيل في اكتشاف وفهم تخطيط حماس لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وسلطت الجهود الأخيرة لتحديد مكان الرهائن الضوء على أهمية الذكاء البشري. وفي مايو/أيار، استعادت القوات الإسرائيلية رفات بعض الرهائن بعد استجواب أحد مقاتلي حماس، الذي أرشد الجنود إلى موقعهم، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون. وقال المسؤولون إن استجواب السجناء الذين تم أسرهم منذ بدء الحرب أصبح عنصرا هاما في الصورة الاستخباراتية الشاملة.

وقال مسؤولون إن محللي المخابرات الإسرائيلية عثروا أيضًا على معلومات استخباراتية مفيدة بين الخوادم وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الوثائق التي تم العثور عليها من مخابئ حماس أو مراكز القيادة. وأشاروا إلى أن المحللين الأمريكيين ساعدوا في التنقيب في هذه المصادر عن أدلة حول مكان وجود الرهائن.

وصرّح أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين بأنّ “دمج المعلومات التي حصلوا عليها من السجلات الإلكترونية والمادية مع مصادر استخباراتية أخرى ساعد إسرائيل في تحديد موقع الأسرى”.

مخاوف أمريكية:

لكن “الشراكة الأمريكية – الإسرائيلية تتسم بالتوتر في بعض الأحيان، إذ يشعر بعض المسؤولين الأمريكيين بالإحباط من مطالبة إسرائيل بالمزيد من المعلومات الاستخباراتية، التي وصفوها بأنها غير كافية، وتعتمد في بعض الأحيان على افتراضات خاطئة بأن الولايات المتحدة تخفي بعض المعلومات”.

ويشعر مسؤولون آخرون، بما في ذلك المشرعون في الكابيتول هيل، بالقلق من أن تشق المعلومات الاستخبارية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مستودعات البيانات التي تستخدمها القوات العسكرية الإسرائيلية لشن غارات جوية أو عمليات عسكرية أخرى، وأن واشنطن ليس لديها وسائل فعالة لمراقبة كيفية قيام إسرائيل باستخدام المعلومات الأمريكية.

ومنعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من استخدام أي معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة لاستهداف مقاتلي حماس النظاميين في العمليات العسكرية. واستخدام المعلومات الاستخبارية فقط لتحديد مكان الرهائن، الذين يحمل ثمانية منهم الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى قادة حماس – بما في ذلك يحيى السنوار، مهندس هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومحمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحماس. وصنفت وزارة الخارجية الرجلين في عام 2015 على أنهما إرهابيان. وتأكد مقتل ثلاثة من الرهائن الأمريكيين الثمانية، وما زالت جثثهم محتجزة في غزة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى