خدمات

البواسير: الأعراض وطرق العلاج بدون الم او عمليات جراحية!

تعد البواسير واحدة من المشاكل الصحية التي يعاني منها الكثيرون في مرحلة ما والتي تسبب إزعاجاً وألماً للمريض وإحراجاً في الوقت ذاته.

فنظراً لأنها تحدث في منطقة الشرج، فقد يتجنب المريض التحدث عن الحالة ومعاناته.


اقرأ ايضاً:

ما هي البواسير وأنواعها وما سبب حدوثها؟ يناقش هذا المقال كل هذه الأسئلة بالإضافة لطرق العلاج المتبعة حسب الحالة.

ما هي البواسير؟

البواسير عبارة عن شبكة من الأوردة الدموية المتوضعة تحت الغشاء المخاطي الذي يبطن القسم الأخير من المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة) وفتحة الشرج.

عندما تتوسع هذه الأوردة وتتورم لسبب ما، تبرز بشكل واضح باتجاه جوف المستقيم وتحت الجلد في منطقة الشرج ويصبح جدارها رقيقاً.

هذا الأمر يجعل الأوردة الباسورية عرضة للضغط والالتواء والتخثر نتيجة حركة الأمعاء وبالتالي تحدث أعراض ومظاهر للبواسير.

وهناك نوعان من البواسير بحسب الموقع والتموضع وهي:

  • البواسير الداخلية (Internal Hemorrhoids) وتكون ناجمة عن توسع الأوردة ضمن المستقيم.
  • البواسير الخارجية (External Hemorrhoids) ناجمة عن توسع الأوردة في محيط فتحة الشرج.

ما هي أعراض البواسير؟

تختلف الأعراض التي تظهر بسبب البواسير وذلك بحسب موقعها.

أعراض البواسير الداخلية

تكون البواسير الداخلية بارزة ضمن المستقيم فلا يمكن ملاحظتها أو الإحساس بها، وبالتالي تكون غالباً لا عرضية ونادراً ما تسبب الإزعاج.

لكنها في بعض الحالات قد تسبب ظهور الأعراض التالية:

  • ظهور نزيف دموي قليل الكمية أثناء عملية التغوط وعادة ما يكون غير مؤلم
  • شعور بعدم الارتياح في منطقة الشرج
  • الشعور بعدم الإفراغ الكامل للأمعاء

في حالات قليلة إذا كان الباسور الداخلي كبير الحجم قد يبرز للخارج عبر فتحة الشرج أثناء عملية التغوط وهذا قد يسبب الألم مع تهيج في المنطقة.

أعراض البواسير الخارجية

تكون أعراضها أوضح وأشد لأنها تتوضع في الخارج تحت الجلد المحيط بالشرج، وتشمل:

  • الحكة والتهيج في منطقة الشرج والجلد المحيط به
  • ألم في منطقة الشرج
  • شعور بعدم الارتياح وخصوصاً خلال الجلوس
  • تورم منطقة ما حول فتحة الشرج
  • النزف
  • الخثار نتيجة لركود الدم ضمنها، حيث تتشكل فيها خثرات دموية وتسبب ألماً شديداً وتتكون كتلة قاسية في الوعاء المتخثر.

أهم أسباب البواسير

لا يوجد مسبب رئيسي لحدوث البواسير بل يعتبر حدوثها أمراً مجهول السبب، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي وجد العلماء أنها تزيد من نسبة حدوثها.

والآلية الرئيسية التي تشترك فيها هذه العوامل هي زيادة الضغط على الأوردة الباسورية وبالتالي إعاقة جريان الدم فيها، ونتيجة لذلك تتمدد هذه الأوردة وتتوسع.

وأهم العوامل التي تزيد من نسبة حدوثها هي:

  • الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة
  • الضغط والدفع الزائد في المرحاض اثناء الخروج
  • الإمساك المزمن أوالإسهال المزمن
  • الوزن الزائد
  • الحمل
  • الحمية الغذائية قليلة الألياف
  • وجود وراثة عائلية (تكرر الحالة المرضية بين أفراد العائلة)
  • التقدم بالعمر

كيفية تشخيص الإصابة

يتم تشخيص البواسير من خلال القصة المرضية والفحص السريري للمريض، حيث يعمل الطبيب على ما يلي:

  • الاستماع للأعراض وما يعاني منه المريض وتوجيه بعض الأسئلة عن نمط العمل والنظام الغذائي وغيرها.
  • الفحص المباشر لمنطقة المستقيم والشرج الذي يتم بعدة طرق، نذكر منها:

١- المس الشرجي المباشر

حيث يرتدي الطبيب قفازات ويفحص منطقة الشرج والمستقيم من الداخل، ويتم هذا الاجراء بعد موافقة المريض وتطبيق مرهم مخدر موضعي على المنطقة لتخفيف الإزعاج والألم المرافق لها.

٢- تنظير الشرج اليدوي عن طريق منظار الشرج (Anoscope)

يتم باستخدام أداة بلاستيكية شفافة بشكل أنبوب تتيح للطبيب رؤية منطقة الشرج والمستقيم من الداخل.

ويضع الطبيب مخدر موضعي ويدخل المنظار ضمن فتحة الشرج لرؤية البواسير من الداخل.

٣- التنظير الصلب للمستقيم والقولون السيني (Proctosigmoidoscopy)

وهو إجراء مشابه لتنظير الشرج لكن باستخدام أداة 

مختلفة معدنية أطول بقليل من منظار الشرج.

تتيح الأداة فحص ومعاينة منطقة أبعد من الشرج والمستقيم وهي القولون السيني (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة)، وبالتالي التحقق من وجود مشاكل هضمية أخرى مرافقة للحالة.

يجري الطبيب هذا الفحص في العيادة أو في المشفى ويحتاج عادة لتخدير موضعي فقط أو استخدام مرهم مخدر.

٤- التنظير الهضمي السفلي أو تنظير القولون (Colonoscopy)

يحتاج هذا الإجراء إلى تخدير كامل للمريض ويجرى في المشفى أو في عيادة تخصصية، حيث يتم إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا من فتحة الشرج لتقصي حالة الشرج والمستقيم والقولون بشكل كامل.

ويعتبر أدق إجراء لتشخيص الغالبية العظمى من الاضطرابات والمشاكل الهضمية في الأمعاء.

طرق العلاج

هناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن اتباعها للعلاج، وتختلف هذه الخيارات بحسب شدة أعراض وحجم البواسير.

وتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

العلاج المنزلي

ويكون للحالات الخفيفة بشكل أساسي، ويتضمن تغيير نوعية الحياة وتطبيق بعض الإجراءات التي تخفف من حدة الأعراض.

وتتضمن أبرز توصيات العلاج المنزلي ما يلي:

١- مغاطس الماء الساخن

الجلوس وغمر المنطقة بالماء الساخن لفترة ١٠- ٢٠ دقيقة، تفيد المغاطس بتخفيف الأعراض والألم.

٢- دهن جيل الأليوفيرا (ِAleovera gel) على المنطقة

٣- تناول كميات أكبر من الألياف

يفيد تناول الأطعمة التي تحوي نسب عالية من الألياف في تركيبها كالخضار والفواكه في تخفيف الأعراض، لأن ذلك يجعل الفضلات أكثر ليونة وبالتالي يقلل حدوث الإمساك وتهيج البواسير.

٤- دهن كريمات علاج البواسير الموضعية

وهي متوفرة بدون الحاجة لوصفة طبية، حيث تحوي على مواد مسكنة للألم وتخفف التورم والتهيج المرافق.

ويعد مرهم أو جيل الليدوكائين (Lidocaine) أحد أشهر هذه المسكنات، حيث يدهن موضعياً في منطقة الشرج ويعمل على تخدير الألم والحكة.

٥- استعمال الملينات

وهي مستخلصات طبيعية ودوائية يتم تناولها مع الطعام، وتأتي بشكل أقراص أو شراب.

وتعمل هذه الملينات على جعل الفضلات أكثر ليونة وذلك من خلال رفع نسبة الماء في الفضلات الموجودة بالأمعاء الغليظة وهذا يسهّل عملية إفراغ الأمعاء مما يقلل من تهيج البواسير.

وهناك العديد من أنواع الملينات نذكر منها على سبيل المثال دواء Colace و Correctol.

العلاج غير الجراحي

قد يكون هذا الخيار مناسباً في بعض الحالات وفي درجات معينة من البواسير الداخلية، ويتضمن إجراء تداخلات بأجهزة طبية للتخلص من البواسير بدون شق جراحي أو الحاجة لغرفة عمليات باستخدام التخدير الموضعي.

ومن ضمن العلاجات غير الجراحية نذكر:

١- التخثير بالأشعة تحت الحمراء (Infrared Coagulation)

حيث يتم تسليط موجات الأشعة تحت الحمراء على البواسير ليتم كيها والتخلص منها.

٢- الربط برباط مطاطي (Rubber Band Ligation)

وفيه يتم وضع أربطة مطاطية صغيرة حول البواسير المتوسعة، وتسبب هذه الأربطة قطع تروية الدم عنها وبالتالي تخريبها.

٣- التصليب (Sclerotherapy)

يتم فيه حقن البواسير بشكل مباشر بمادة تسبب حدوث تصلب وانسداد فيها.

العلاج الجراحي

يتم في الحالات الشديدة والمستعصية من البواسير، حيث يحتاج المريض لتداخل جراحي تحت التخدير العام أو الموضعي لاستئصال الباسور بشكل كامل.

وهناك عدة خيارات متاحة للعلاج الجراحي، وأشهرها:

١- الاستئصال الجراحي المباشر للبواسير (Excisional Hemorrhoidectomy):

ويحتاج هذا الإجراء لتخدير عام، حيث يكشف الطبيب بشكل مباشر على البواسير في منطقة الشرج ويستأصلها جراحياً ثم يربطها.

وتمنع هذه العملية حدوث نكس للبواسير (عودة الحالة) ولكن سلبيتها هي الألم المرافق بالإضافة لفترة نقاهة طويلة نسبياً بعد العملية.

٢- استئصال البواسير بالتدبيس (Stapled Hemmorrhoidopexy)

يتم استخدام دباسة طبية خاصة تعطي دبابيس دائرية الشكل، يتم خلالها تدبيس الباسور المتوسع وربطه.

الوقاية من الباسور

هناك مجموعة من الأمور التي يمكن العمل عليها للوقاية والحد من حدوث وتطور البواسير، وتتضمن ما يلي:

١- تغيير نوعية الحمية

من خلال زيادة نسبة الألياف في الطعام، بحيث تساعد الألياف في جعل حركة الأمعاء وإخراج الفضلات أسهل، وهذا يقلل من حدوث الإمساك والضغط ضمن البطن.

٢- استعمال الملينات

يفيد استعمال الملينات خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من إمساك مزمن، وذلك لتسهيل عملية إخراج الفضلات وتقليل الضغط والرض على البواسير.

٣- ممارسة التمارين الرياضية

٤- تجنب الجلوس والوقوف لأوقات طويلة

٥- استعمال مغاطس الماء الساخن فهي تقلل من تهيج وتورم الباسور

الخلاصة

يمكننا القول إنه على الرغم من أن مشكلة البواسير قد تكون مزعجة وغير مريحة، وتسبب الحرج للمريض إلا أنها قابلة للحل والسيطرة في معظم حالاتها.

لذلك لا ينبغي التردد عند الشعور بأي أعراض من التواصل مع الطبيب المختص والبدء بالعلاج المناسب بوقت مبكر.


اقرأ ايضاً:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى