«الغاز» كلمة السر.. تحول «دراماتيكي» تسبب في أزمة الكهرباء بمصر
فتحت أزمة انقطاع الكهرباء مع بداية فصل الصيف الباب حول العديد من التساؤلات عن خريطة الغاز في مصر، وحجم الإنتاج والاستهلاك، ومن أين تستورد مصر الغاز؟
كل هذه التساؤلات جاءت في أعقاب حديث رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفي مدبولي عن أزمة انقطاع الكهرباء ومد ساعات الانقطاع إلى 3 ساعات بدلاً من ساعتين حتى نهاية الأسبوع الجاري، على أن يتم العودة لتخفيف الأحمال لمدة ساعتين حتى الأسبوع الثالث من شهر يوليو/تموز المقبل.
وأشار رئيس الوزراء المصري في سياق حديثه إلى أن “أزمة الكهرباء” تزايدات مع توقف أحد حقول الغاز في دولة مجاورة لفترة ما انعكس على الإمدادات إلى مصر .
وبدأت الحكومة المصرية في التعاقد على شحنات غاز عددها 17 شحنة بهدف سد احتياجاتها من الغاز خلال فترة الصيف، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء.
إنتاج مصر من الغاز
تراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في عام 2023 بمقدار 7.675 مليار متر مكعب، وهو انخفاض سنوي يزيد من تحديات قطاع الكهرباء الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز في إنتاج الطاقة.
ووفقا لبيانات اطلعت عليها “العين الإخبارية”، فإن إنتاج الغاز في مصر شهد تراجعا للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث فقد 39 مليون متر مكعب شهريًا، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ أبريل/نيسان 2020.
خلال العام الماضي 2023، شهدت مصر تراجعا كبيرا في إنتاج الغاز، مما أثر سلبا على قطاع الكهرباء. ومع ارتفاع استهلاك القطاع، اضطرت الحكومة إلى اتباع سياسة تخفيف الأحمال، حيث وصلت ساعات انقطاع التيار في بعض المناطق إلى 6 ساعات في صيف 2023، ومن المتوقع استمرار هذا الوضع في 2024 وفقا لتصريحات رئيس الوزراء، بينما يشكك خبراء في قدرة الحكومة على تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء في 2024.
وقال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق أنه من المستبعد أن تنتهى أزمة الكهرباء في مصر خلال العام الجاري، مؤكدا أن مصر حصلت على حصتها من الوقود في الغاز المستخرج من الحقول في مصر، إلى جانب جزء من حصة الشركاء الأجانب لتشغيل محطات الكهرباء ما أدى لتراكم مديونيات للشركاء الأجانب، وهو ما أدى إلى عدم قدرة مصر على الحصول على كميات أخري من حصة الشركاء الأجانب دون سداد المديونيات.
وتشير البيانات إلى ارتفاع استهلاك مصر للغاز الطبيعي خلال 2023 بمقدار 487 مليون متر مكعب، مقارنة بعام 2022.
وفيما يتعلق بإنتاج الغاز في مصر خلال عام 2023، فقد بلغ إجمالي الإنتاج 59.285 مليار متر مكعب، بانخفاض نسبته 11.46% مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ الإنتاج 66.96 مليار متر مكعب. وبذلك، انخفض متوسط إنتاج الغاز في مصر شهريا خلال العام الماضي إلى 4.94 مليار متر مكعب، مقارنة بـ5.58 مليار متر مكعب في عام 2022.
خلال الربع الأول من عام 2023، انخفض إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى 15.53 مليار متر مكعب، مقارنة بـ16.96 مليار متر مكعب في نفس الفترة من عام 2022، مما أدى إلى خسارة إنتاج البلاد من الغاز بمقدار 1.43 مليار متر مكعب سنويًا.
واستمر إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في التراجع خلال الربع الثاني من العام الماضي إلى 14.94 مليار متر مكعب، مقابل 16.64 مليار متر مكعب في نفس الفترة من عام 2022، بانخفاض سنوي يصل إلى 1.7 مليار متر مكعب.
وشهد الربع الثالث استمرار التراجع إلى 14.716 مليار متر مكعب، مقابل 16.84 مليار متر مكعب في عام 2022، بانخفاض سنوي بمقدار 2.124 مليار متر مكعب.
وسجّل الربع الأخير أدنى مستوى في إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال عام 2023 حيث انخفض إلى 14.099 مليار متر مكعب، مقابل 16.53 مليار متر مكعب في عام 2022، ليفقد نحو 2.431 مليار متر مكعب سنويًا.
تشير البيانات إلى أن إجمالي استهلاك مصر من الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء والتدفئة ارتفع خلال العام الماضي إلى 35.157 مليار متر مكعب، مقارنة بـ34.67 مليار متر مكعب في عام 2022.
وفي الربع الأول من العام الماضي، شهد استهلاك مصر من الغاز الطبيعي انخفاضًا إلى 7.62 مليار متر مكعب خلال عام 2023، مقابل 8.05 مليار متر مكعب في نفس الفترة من عام 2022.
أما في الربع الثاني من عام 2023، فقد ارتفع استهلاك مصر من الغاز في توليد الكهرباء والتدفئة إلى 8.78 مليار متر مكعب على أساس سنوي وربعي، مقارنة بـ8.67 مليار متر مكعب في نفس الفترة من عام 2022.
واستمر استهلاك الغاز في مصر في الربع الثالث من العام الماضي في الارتفاع إلى 10.29 مليار متر مكعب على أساس سنوي وربعي، مقارنة بـ10.03 مليار متر مكعب في نفس الفترة من العام السابق.
أما في الربع الأخير من العام الماضي، فقد شهد استهلاك مصر من الغاز في توليد الكهرباء والتدفئة انخفاضًا إلى 8.467 مليار متر مكعب على أساس ربعي، ولكنه كان أعلى من المدة نفسها في عام 2022 التي بلغ فيها 7.92 مليار متر مكعب.
وفي ظل انخفاض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في عام 2023، بداأت وزارة الكهرباء والبترول في وضع استراتيجية لمواجهة أزمة اتقطاع الكهرباء الذي يعتمد بنسبة 60% على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء
وتستورد مصر نحو 7 مليارات قدم من حقلي تمار وليفياثان الإسرائيليين ما يمثل 10% من استهلاك مصر من الغاز تقريبا.
وفي الفترة الأخيرة بدأت مصر خطة للتحول إلى مركز لتصدير الطاقة إلى أوروبا عبر استيراده من الدول وتصديره بعد إسالته.
برنامج للتنقيب عن الغاز
وبدأت مصر العام الماضي برنامجا بقيمة 1.8 مليار دولار للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط ودلتا النيل يهدف إلى حفر 35 بئرا خلال عامين.
في يونيو/حزيران 2022، وقعت مصر مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف تزويد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط على البحر المتوسط.
ويبلغ استهلاك مصر الحالي من الغاز الطبيعي نحو 6 مليارات قدم مكعب يوميا وفقا لأخر أرقام صادرة عن وزارة البترول ويرتفع إلى ما بين 6.2 و6.3 مليار قدم مكعب يوميًا خلال أشهر الصيف.
وأصبحت مصر مستوردا للغاز الطبيعي خلال النصف الأول من العام الماضي، عبر زيادة واردات الغاز من الأنابيب لتلبية جميع احتياجات السوق المحلية وقطاع الكهرباء.
بحسب مسؤول حكومي لـ”العين الإخبارية” فان الإنتاج المحلي من الغاز 5 مليارات قدم مكعب يتم ضخها في السوق، إلى جانب 1.15 مليار قدم مكعب مستورة من الغاز الإسرائيلي الذى يتم ضخه في خط نقل الغاز بين البلدين إلى جانب خط غاز الأردن.
ووفقا لبيانات سابقة فإن حجم واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تقلصت منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار، عقب اندلاع الحرب في غزة، لتسجل نحو 350 مليون قدم مكعب يومياً، بعد أن كانت تتجاوز 900 مليون قبل توقف إنتاج الحقل في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتنتظر مصر انتهاء شركة شيفرون الأمريكية من زيادة الإنتاج من جقل تمار للغاز خلال الفترة المقبلة إلى 1.6 مليار قدم مكعب يوميًا.
حقول مصر من الغاز
اكتشفت مصر عدد من حقول الغاز خلال السنوات الماضية ساهمت في زيادة احتياطيات الغاز ووضعها على قائمة الدول المصدرة، قبل أن يتراجع الإنتاج مجددًا وتتحول لدولة مستوردة للغاز وكان من بين هذه الحقول حقل ظهر، و حقول شمال الإسكندرية وحقل نرجس وحقل نورس و حقل أتول.
وقال نائب رئيس هئة المحطات النووية الأسبق الدكتور على عبد النبي إن نحو 60% من إنتاج الكهرباء في مصر يعتمد على الغاز الطبيعي.
وأشار نائب هيئة المحطات النووية، إلى أن وزارة الكهرباء وضعت خطة لتقليل الاعتماد على الغاز بحلول 2035، والاعتماد أكثر على مصادر الطاقة الأخرى مثل؛ النووية والرياح والشمس، مؤكدا أن الغاز الطبيعي غير مضمون.
وأوضح عبدالنبي، أن حقل ظهر يمثل نحو 50% من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، ومع اكتشاف الحقل في 2018 حدثت انفراجة كبيرة، وبدأت مصر في تصدير الغاز.
انخفاض إنتاج الغاز السبب في أزمة الكهرباء
وبيّن أن إنتاج حقل ظهر تراجع، ما أدى إلى انخفاض إنتاج مصر من 5.7 إلى 5.3 مليار قدم مكعب الغاز.
وتابع عبدالنبي، “المفروض قبل ما ينخفض إنتاج حقل ظهر كان يحصل فيه تنمية، عبر تزويد عدد الآبار الموجودة من 19 إلى 20 أو 22 ولكن هذا لم يحدث.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز
