«الماموث».. ما لا نعرفه عن أكبر مصنع لاحتجاز الكربون في العالم
بعد عقود من والتشكيك في جدواها، بدأت المصانع العملاقة التي يمكنها سحب آلاف الأطنان من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي في العمل.
وسلطت واشنطن بوست، الضوء عبر هذا التقرير على أفتتاح أكبر مصنع لاحتجاز الكربون في العالم، والذي بدأ العمل رسميا هذا الأسبوع من مايو 2024.
وذكرت الصحيفة أن المصنع، افتتحت شركة Climeworks، وهي شركة سويسرية ناشئة، ويعتبر أكبر مصنع لامتصاص الكربون يعرفه العالم حتى الآن.
المصنع افتتح رسميا الأسبوع الماضي ويقع في مدينة هيليسيدي، بدولة أيسلندا.
وتم تصميم المصنع الذي يطلق عليه اسم “الماموث”، في إشارة للضخامة، لإزالة 36 ألف طن متري من الكربون كل عام، وهو ما يعادل إستخراج انبعاثات 8600 سيارة من الطريق.
وهذا يجعل المصنع الجديد أكبر بتسع مرات من صاحب الرقم القياسي السابق في حجم استخراج الكربون من الغلاف الجوي، وهو مصنع “Orca” التابع أيضا لشركة Climeworks المشغلة لمصنع الماموث، والذي سبق وافتتح في أيسلندا في عام 2021.
ورغم القدرات الهائلة المعلن عنها بالنصبة لمصنع “الماموث” الجديد، لا تزال كميات الكربون القادر على استخراجها صغيرة، بالنظر لملايين الأطنان التي يقول خبراء الكربون إن العالم سيحتاج إلى سحبها من العالم لتحقيق الحياد المناخي بالمستقبل، ولتنقية الهواء للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين قبل نهاية هذا القرن.
في الوقت نفسه، مصنع الماموث”، يظهر أن صناعة استخراج الكربون من الهواء، بدأت في النمو إلى ما هو أبعد من المصانع التجريبية والتجارب المعملية.
ونقلت واشنطن بوست تصريحات، لـ كلاوس لاكنر، الذي يرأس مركز انبعاثات الكربون السلبية في جامعة ولاية أريزونا، حيث قال “المصنع الجديد يمثل قطرة في دلو، لكنه أيضا قطرة أكبر بكثير من أي قطرة رأيناها حتى الآن”.
كيف يعمل مصنع “الماموث”؟
مصنع Climeworks Mammoth هو في الأساس “فلتر” عملاق لتقنية الهواء.
وتقوم المراوح العاملة بالمصنع بسحب الهواء من خلال سلسلة من المرشحات المصممة لالتقاط جزيئات ثاني أكسيد الكربون الضالة، والتي تشكل حصة صغيرة من كتلة الهواء – فقط 0.04%.
وثم تقوم شركة أخرى تدعى كاربفيكس بخلط ثاني أكسيد الكربون مع الماء وضخه إلى أعماق الأرض، حيث يتفاعل مع الصخور البازلتية لتكون نهاية الدورة بتحويل الكربون لحجر.
وتعتمد العملية برمتها على الطاقة الحرارية الأرضية الوفيرة في أيسلندا، لذا فإن تشغيل الآلات لا يؤدي إلى المزيد من انبعاثات الكربون.
خدمة لا يقدر عليها سوى الأثرياء
وأكد علماء أن مشروع مصنع Climeworks Orca، صاحب الرقم القياسي السابق، والمصنع التجريبي السابق لهذه العملية، يزيلان الكربون بالفعل بينما ينتجان عددًا قليلاً جدًا من الانبعاثات في تحليل عام 2021 المنشور في مجلة Nature، ما يعكس تفاؤل بشأن ما سيحققه مصنع “الماموث” الجديد من أرقام كبيرة في حجم سحب الكربون.
وتقوم شركة Climeworks ببيع تعويضات بناءً على الكربون المحتجز، وهي لا تذكر علنًا المبلغ الذي تفرضه على عملائها من الشركات الكبرى، بما في ذلك Microsoft وShopify وStripe، مقابل خدمها بسحب انبعاثات هذه الشركات.
في الوقت نفسه، تقدم الشركة المشغلة لمصنع “الماموث” خدماتها للأفراد المدنيين، عبر اشتراكات لإزالة الكربون للأشخاص العاديين بسعر 1500 دولار لكل طن متري من الكربون الذي تتم إزالته.
وسبق أن استقبلت الشركة تسجيلات حجز للحصول على خدماتها، تقدم بها أكثر من 20 ألف شخص، بحسب الموقع الإلكتروني للشركة.
وأوضحت واشنطن بوست ان المستفيدين البارزين من خدمات شركة مثل Climeworks في عمليات حجز الكربون، يكونون غالبا من الأفراد الاثرياء القادرين على دفع قيمة خدمات الشركة، وأيضا الشركات العلاقة ذات رؤوس الأموال الكبيرة، بحسب ما افاد “رودي كاسار” مدير عمليات ازالة ثاني اكسيد الكربون بشركة الطاقة النظيفة RMI.
وأضاف كلاوس لاكنر، مركز انبعاثات الكربون السلبية في جامعة ولاية أريزونا، بقوله إنه مع ظهور المزيد من مصانع إزالة الكربون وزيادة حجمها، يأمل الخبراء أن تنخفض التكاليف إلى ما يقرب من 100 دولار للطن، وهو السعر المستهدف الذي تهدف إليه العديد من الشركات الناشئة.
مصانع تفتتح قريبا ستتخطى “الماموث”
وكشفت “واشنطن بوست”، عن أن الرقم القياسي الذي يتمتع به حاليا مصنع “الماموث” كأكبر مصنع لاستخراج الكربون في العالم، من المحتمل أن يذهب لمصانع أخرى عملاقة من المنتظر افتتاحها مستقبلا.
وقد يتضاءل معدل سحب مصنع الماموث للكربون، صاحب الرقم القياسي، قريبًا أمام منشآت أكبر بكثير من المقرر افتتاحها هذا العقد.
وفي العام المقبل، تخطط إحدى الشركات التابعة لشركة النفط أوكسيدنتال بتروليوم لفتح مصنع في تكساس قادر على إزالة 500 ألف طن متري من الكربون سنويا – أي ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن 119 ألف سيارة.
وتقوم شركة Climeworks المشغلة لمصنع “الماموث”، بتصميم مصنع آخر في لويزيانا بالولايات المتحدة، تقول إنه سيكون قادرا على أن يلتقط مليون طن من الكربون سنويًا بحلول عام 2030، أي ما يعادل انبعاثات 238 ألف سيارة.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز
