اخبار لايف

المنشورات الدينية على المواقع الصحفية.. مهنية أم «مغازلة وجدان»؟ (خاص)


تكثر المنشورات الدينية التي تتضمن أدعية أو أحاديث نبوية أو آيات قرآنية على صفحات المواقع الصحفية.

الظاهرة المنتشرة حديثًا لم تكن موجودة من قبل، لكن بدأت بعض المواقع المصرية في القيام بها، ومن ثم توسعت، وطالت العديد من المنصات الإخبارية العربية.

فلماذا تلجأ المواقع الصحفية لمثل هذه المنشورات؟ وهل هي جزء من العمل الصحفي؟.. “العين الإخبارية” استمعت لرأي العديد من خبراء الإعلام، وتستعرض وجهات نظرهم فيما يلي..

مغازلة لوجدان الشعوب

تقول الدكتورة شاهندة عاطف، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف، إن هدف هذه المنشورات هو خلق traffic علي صفحة المواقع الصحفية على السوشيال ميديا، بهدف وصول الصفحة لأكبر عدد ممكن من المتابعين.

وأضافت عاطف، في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”، أن هذا بالتأكيد لمغازلة شعور ووجدان الشعوب المتدينة وغالبا ما يكون هذا الاتجاه مغذيا لظاهرة التدين الشكلي أو التدين الظاهري.

وأوضحت عاطف أن التفاعل مع هذه المنشورات يكون لإظهار التدين أمام الناس، وهي مرحلة من البحث عن الريتش بدأت بعد فشل اختلاق عناوين مثيرة غير حقيقية أو الإشارة لخبر قديم مثير باعتباره جديدًا.

وشددت على أن “نشر الأدعية ليس عملاً صحفيًا، فهو يدخل تحت نطاق الدعاية”، وأوضحت أن الدعاية ليست شرطًا أن تكون لمنتج إنما قد تكون لفكرة أو اتجاه.

وقالت عاطف إن هذا الأمر به إشكالية ولابد أن يتم الحديث عنه ضمن ميثاق أخلاقي أو كود لتعامل مديري صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالصحف مع الصفحة، حتى لا يعتبروا صفحة الصحيفة الإلكترونية مثل صفحات حساباتهم الشخصية.

أكثر جذبًا للجمهور

من جانبها تقول الدكتورة سارة فوزي، المدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن المنشورات الدينية أكثر جذبًا للجمهور، لكنها لا تدخل ضمن نطاق العمل الصحفي، ولكنها تدخل تحت إطار الدور التوعوي لمؤسسات تنويرية أخرى، مثل المساجد أو الكنائس.

وتوضح فوزي، في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”، أن المؤسسات الصحفية تستخدم هذه المنشورات لزيادة التفاعل مع صفحاتها خلال الفترات التي ليس بها تفاعل من أجل زيادة فاعلية الصفحات.

وترى فوزي أن المنشورات الدينية مكانها المواقع الدينية والمواقع التابعة للمؤسسات الثقافية.

وتضيف فوزي أن الظاهرة بدأت مصرية ثم أصبحت عربية، مشيرة إلى أنها تفضل أن تتحول هذه المنشورات لدور تثقيفي من خلال قولبتها في العمل الصحفي، من خلال شرح الأحداث الدينية أو عمل بروفايلات عن الأحداث والشخصيات الدينية، حتى تخرج من دائرة العمل التوعوي الديني إلى دائرة العمل الصحفي.

شخص يرفع يديه بالدعاء- أرشيفية

سلوك شائع لدى الناس

ويقول الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه يصعب تحديد هل هي ظاهرة مصرية أم عربية عامة، موضحًا أن هدفها جذب التفاعل من المستخدمين، لأنه يتم الرد عليها ومشاركتها بأعداد كبيرة، خصوصًا لو كانت أدعية ويتم التأمين عليها.

ويضيف بركات، في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”، أن مشاركة الأدعية أصبحت سلوكا شائعا لدى الناس، فلذلك تحاول المواقع الصحفية الاستفادة من هذه العادة لزيادة التفاعل عبر صفحاتها، وتوسيع قاعدة جمهورها.

ويشير إلى أن السلوك الديني جزء من ثقافة المجتمع المصري، فلذلك يحب أن يشارك المحتوى الديني ويعلق عليه ويحتفل بالمناسبات الدينية.

ورفض بركات اعتبار هذه المنشورات جزءا من العمل الصحفي، واختتم: “نستطيع أن نقول محتوى لكنه ليس عملا صحفيا بالمعايير المعروفة، فليس مادة إخبارية ولا استقصائية ولا مادة رأي، ويستطيع أن يفعله أي شخص في أي منصة أخرى”.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى