اخبار لايف

الوحدة الصعبة.. ثمن «ضعف» حكومات أوروبا


من فرنسا إلى ألمانيا، تعاني الحكومات الأوروبية من الضعف فيما أصبحت إيطاليا الأكثر استقرارا بعدما اشتهرت بحكوماتها قصيرة العمر.

وأذلت الهزائم الانتخابية المؤلمة كلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، في حين يرأس بيدرو سانشيز حكومة أقلية في إسبانيا التي تمزقها الانقسامات بعد مشروع قانون عفو مثير للجدل.

وربما يكون موقف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أقوى بكثير إلا أنه يتصارع مع ائتلافه الحكومي.

بالنسبة للمطلعين على الاتحاد الأوروبي، فإن مجموعة من الحكومات الضعيفة، أو فقط تلك المشتتة بسبب المشكلات الداخلية مسألة مقلقة وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير طالعته “ألعين الإخبارية”.

عودة ترامب

ويرى المنتقدون أن قادة القارة العجوز ليسوا على قدر المهمة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا في ظل احتمالات العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض.

وقال باس إيكهوت، الذي يشارك في قيادة المجموعة الخضراء في البرلمان الأوروبي، “نحن بحاجة الآن إلى أن تكون أوروبا على القمة وهو ما لا نملكه حاليا”. وأضاف: “لا أرى القيادة.. لن أكون قادرًا على ذكر رئيس دولة واحد أقول بطريقة موثوقة أنه قادر على القيادة”.

وفي ظل المشكلات الداخلية، تحولت الأنظار إلى أورسولا فون دير لاين، التي تشدد قبضتها على السلطة في المفوضية الأوروبية التي تتولى رئاستها لولاية جديدة في الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ومنذ هبوطها على المنصب في تسوية اللحظة الأخيرة عام 2019، أصبحت فون دير لاين من المخضرمين في بروكسل.

وقالت هيذر جرابي من مؤسسة بروغل البحثية: “في ولايتها الثانية، تعرف فون دير لاين ما تفعله.. إنها تعرف القوة التي تمتلكها، وكيفية جعل الآلات تعمل لصالحها وكيفية بيع الأشياء للعواصم.. والسؤال هو، هل يمكنها أيضا تنفيذ السياسات، وهنا تكمن مشكلة حيث تعمل الحكومات الضعيفة ضدها”.

وفي إطار جدول أعمالها أمام البرلمان الأوروبي في يوليو/تموز الماضي، وعدت فون دير لاين بـ “صفقة صناعية نظيفة” تهدف إلى تعزيز الوظائف والصناعات الخضراء في غضون أول 100 يوم لها، وإنفاق دفاعي أوروبي أعلى وأفضل تنسيقا، وجهود متجددة لضم أوكرانيا ودول غرب البلقان إلى الاتحاد.

الانحدار المؤلم

وفي غياب أي تحرك على صعيد الاقتصاد، يخاطر الاتحاد الأوروبي بـ”الانحدار البطيء والمؤلم”، وفقاً لماريو دراجي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق.

حتى الآن، امتنعت فون دير لاين عن تأييد الاقتراض المشترك حيث يقع القرار على عاتق زعماء الاتحاد ال27 لكن ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، صبت الماء البارد على جولة ثانية من الديون المشتركة.

وقال لوك فان ميديلار، وهو مسؤول كبير سابق في الاتحاد الأوروبي ومؤسس مشارك لمعهد بروكسل للجغرافيا السياسية، إن هناك “شعورًا بالإلحاح في بروكسل بشأن حالة العالم وكيف تخسر أوروبا ونحن بحاجة إلى القيام بشيء ما جنبًا إلى جنب مع الحكومات الوطنية الضعيفة.

وبالإضافة إلى التفتت، أحرزت الأحزاب اليمينية المتطرفة تقدماً في مختلف أنحاء القارة، وهي تشارك في الحكومات أو تشكل ائتلافات أو تدعم الحكومات في سبع دول أعضاء في التكتل هي كرواتيا وفنلندا والمجر وإيطاليا وهولندا وسلوفاكيا والسويد كما أصبح اليمين المتطرف هو الحزب الأكبر في النمسا وتعارض هذه الأحزاب المزيد من التكامل الأوروبي.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى