اخبار لايف

«انتخابات الحسم» بباكستان.. إجراءات أمنية استثنائية ونواز شريف الأوفر حظًا


على وقع تفجيرات دموية، انطلقت انتخابات حاسمة في باكستان إذ يقبع سياسي يحظى بشعبية واسعة في السجن بينما يرجّح فوز رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف وسط إجراءات أمنية استثنائية.

ويتنافس حوالى 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني وأربعة مجالس محافظات. تجري المنافسة على 266 مقعدا في البرلمان الوطني (مع 70 مقعدا إضافيا مخصصا للنساء والأقليات) و749 مقعدا في البرلمانات الإقليمية.

وبعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان والسجالات بين حزبه “حركة إنصاف” والمؤسسة العسكرية، توقّعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة في أوساط الناخبين المؤهلين للتصويت رغم دعوات خان لأنصاره للتصويت بكثافة.

وعقب أعمال عنف دامية بينها انفجاران الأربعاء أسفرا عن مقتل 28 شخصا، أعلنت السلطات تعليق خدمات الهواتف المحمولة عبر البلاد “للمحافظة على القانون والنظام”، وسط توقعات بأن يفوز حزب “الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز” بمعظم المقاعد الخميس.

وخارج مركز اقتراع في إسلام آباد، أكدت طالبة علم النفس البالغة 22 عاما حليمة شفيق أنها عازمة على الإدلاء بصوتها.

وقالت لوكالة فرانس برس “أؤمن بالديمقراطية. أريد حكومة يمكنها جعل باكستان أكثر أمانا بالنسبة إلى الفتيات”.

لكنّ ناخبا آخر عبّر عن الشكوك ذاتها التي تراود كثر.

وقال عامل البناء سيد تصوّر (39 عاما) “مصدر قلقي الوحيد يتمثّل في مسألة إن كان سيحسب صوتي للحزب الذي أدليت به من أجله. في الوقت ذاته، بالنسبة إلى الفقراء، لا فرق في من يحكم. نحتاج إلى حكومة يمكنها السيطرة على التضخم”.

وفتحت مراكز الاقتراع عند الثامنة صباحا (03,00 بتوقيت غرينتش) ومن المقرر أن تغلق أبوابها تمام الساعة 17,00 مع مهلة ساعة إضافية للناخبين الموجودين داخل المراكز.

ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لتأمين الانتخابات التي شهدت أعمال عنف.

إجراءات أمنية

قُتل 28 شخصا على الأقل الأربعاء وأصيب أكثر من 30 بجروح في تفجيرين وقعا خارج مكاتب مرشحين في جنوب غرب باكستان، تبناهما تنظيم داعش الإرهابي بعد ساعات.

وقال ناطق باسم وزارة الداخلية “خسرنا أرواحا ثمينة” في الهجمات الأخيرة في باكستان، مضيفا أن “الإجراءات الأمنية ضرورية للمحافظة على القانون والنظام والتعامل مع أي تهديدات محتملة”.

وأفاد في بيان “اتّخذ قرار بتعليق خدمة الهواتف المحمولة عبر البلاد مؤقتا”.

وذكرت وزارة الخارجية أنه سيتم أيضا إغلاق الحدود البرية مع إيران وأفغانستان المجاورتين أمام حركة السير الخميس كإجراء أمني.

انقلاب الحال

وتذكّر انتخابات الخميس باقتراع العام 2018 لكن مع انقلاب الحال. فحينذاك، استُبعد شريف من الترشح بسبب إدانته بالفساد في قضايا عدة بينما وصل خان إلى السلطة بفضل دعم الجيش له وتمتّعه بتأييد شعبي.

وقال المدير التنفيذي لمجموعة “غالوب باكستان” للاستطلاعات بلال غيلاني إن “تاريخ الانتخابات الباكستانية مليء باتهامات التزوير لكن أيضا محاباة حزب سياسي معين. شهد العام 2018 ظروفا مشابهة جدا”.

لكن بخلاف الانتخابات الأخيرة، حُذف اسم حزب المعارضة من بطاقات الاقتراع، ما أجبر مرشحي حركة إنصاف على الترشّح كمستقلين.

وحُكم على خان، لاعب الكريكيت الدولي السابق الذي قاد باكستان للنصر في كأس العالم عام 1992، بالسجن لفترات طويلة بتهم “الخيانة والفساد إلى جانب زواج غير شرعي”.

وما لم يحصل شريف على الأغلبية التي تمكنه من الحكم، سيتولى السلطة على الأرجح من خلال ائتلاف مع شريك أو أكثر أصغر، بما في ذلك “حزب الشعب الباكستاني”، وهو حزب عائلي يقوده بيلاوال بوتو زرداري.

وأشارت الاستطلاعات إلى أن الانتخابات تركت لدى السكان شعورا “بالإحباط” إلى حد غير مسبوق منذ سنوات.

ويؤكد مراقبون أن الفائز سيرث دولة تعاني انقسامات عميقة واقتصادا منهارا.

ووصل معدل التضخم إلى نحو 30 في المئة بينما الروبية في حالة انهيار منذ ثلاث سنوات فيما أدى العجز في ميزان المدفوعات إلى تجميد الواردات وعرقلة النمو الصناعي بشكل كبير.

رسالة من خان

وفي محاولة لإثبات الوجود، حث رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون عمران خان أنصاره، الأربعاء، على الانتظار خارج مراكز الاقتراع بعد الإدلاء بأصواتهم.

وقال خان عبر صفحته على منصة إكس للتواصل الاجتماعي مصحوبة بصورة غير مؤرخة تظهره وهو يرتدي ملابس سوداء بسيطة “شجعوا أكبر عدد ممكن من الأشخاص على التصويت وانتظروا عند مراكز الاقتراع.. ثم امكثوا بشكل سلمي خارج مكتب مسؤول الانتخابات حتى إعلان النتائج النهائية”.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى