اخبار لايف

بوتين بالقاهرة بحثا عن أرض صلبة في واقع هش


بينما يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة مصر، يرى خبراء أن ساكن الكرملين يبحث عن أرض صلبة للمرور إلى واقع المنطقة الهش.

وتشهد منطقة الشرق الأوسط أزمات ساخنة في لحظة دولية حرجة، إذ تشتعل الحرب في قطاع غزة، فيما حممها تصل إلى ساحات أخرى في المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان وحتى اليمن.

وتسعى روسيا للعب دور أكبر على ساحة الشرق الأوسط، لكنها ترجو أيضا تعزيز العلاقات العربية والأفريقية لتخفيف عبء العقوبات الغربية التي زادت وطأتها منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل نحو عامين.

ويرى الباحث السياسي الروسي المتخصص بالعلاقات الدولية، ديميتري بريجع، أن زيارة بوتين لمصر تأتي في إطار استراتيجية روسية لتعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط لتخطي العقوبات الأوروبية المفروضة على بلاده.

ويضيف في حديث لــ”العين الإخبارية” أن استراتيجية السياسة الخارجية الروسية الجديدة تعمل على التقارب مع العالم الإسلامي ودول الشرق الأقصى.

وأشار الباحث الروسي إلى أن بوتين يريد أن يقف إلى جانب القاهرة لدفع المسار الإصلاحات الاقتصادية في البلد الحليف الذي يواجه عثرات بفعل أزمات المنطقة، كما أنها فرصة لوجود روسي أكبر على خارطة الاستثمار المصري في المشروعات الكبرى.

كما توقع أيضا أن تكون الحرب الإسرائيلية على غزة ضمن ملفات رئيسية يبحثها بوتين في القاهرة في محاولة لتهيئة الظروف من أجل الدفع بحل الدولتين كأساس للاستقرار في المنطقة.

التعددية القطبية

من جانبه، يعتقد الدكتور عمار قناة، أستاذ علوم سياسية في جامعة سيفاستوبول الحكومية الروسية، أن الملفات الشائكة في الشرق الأوسط ستكون على رأس المباحثات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي.

وأشار قناة في حديث لـ”العين الإخبارية” إلى أن الشرق الأوسط يمثل أهمية خاصة في المعادلة الدولية التي تتشكل من أجل الانتقال من الأحادية القطبية إلى التعددية، لافتا إلى أن مصر تمثل حجرا زاوية في رؤية السياسية الخارجية الروسية الاستراتيجية في المنطقة.

وأوضح أنه بالنظر إلى ارتباك منظومة العلاقات الدولية واختلال التوازن العسكري والسياسي في الشرق الأوسط يمكن للعلاقات المصرية الروسية السير بخطوات أكثر استقرارا، ففي ظل الواقع الهش والفجوات الجيوسياسية التي خلفها التعاطي الغربي مع المنطقة يمكن لبوتين السير على أرض صلبة في القاهرة.

الاقتصاد

بدوره، يرى الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية، أحمد رفعت، أن العلاقات المصرية الروسية في أوجه تقاربها وتعاونها.

وخلال زيارته إلى القاهرة يشارك الرئيس الروسي في تدشين أعمال الإنشاء في مفاعل الضبعة النووي غربي مصر.

ويؤكد رفعت أن التعاون الاقتصادي يمثل أحد الوجوه البارزة للزيارة المرتقبة حيث تأمل روسيا في ضخ استثمارات ضخمة في مشروعات تعتزم القاهرة إطلاقها في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس بالإضافة إلى زيادة حصة مصر من الحبوب الروسية وبحث التعامل بالعملات المحلية بعد انضمام مصر لمجموعة البريكس.

وتبلغ حجم الاستثمارات الروسية في مصر ما يقرب من 8 مليارات دولار عبر أكثر من 500 شركة من بينها الشركات الروسية الكبرى الشهيرة في المجالات الثلاثة المهمة وهي “روسنفت” في مجال الاكتشافات البترولية والغازية وكذلك “روس أتوم” في مجال الطاقة النووية وهي الشركة المسؤولة عن بناء وإدارة محطة الضبعة ثم “روس كوسموس” في مجال الفضاء وكانت مسؤولة عن تصنيع القمر الصناعي المصري.

كما يعتقد رفعت أن روسيا ترى أن مصر يمكن أن تمثل بوابة كبرى لدور أكبر على الساحة الأفريقية، إلى جانب أهميتها في الإقليم.

وكان الناطق باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أكد أن الرئيس الروسي، يستعد لزيارة مصر، مؤكدا أهمية العلاقات الوطيدة بين البلدين، مشيرا إلى أن مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين قيد التحضير، إنها مراسم مهمة للغاية ونواصل تعاوننا مع الشركاء المصريين في مختلف المجالات”.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى