اخبار لايف

ترامب والولاية الثانية.. رصاصة ترفع رصيد «الفوز»


صورة ترامب الملطخ بالدماء والمتحدي، بدت وكأنها تشكل كلمة “قتال” في ساحة معركة يراها البعض أنها قد حُسمت.

والسبت، تحولت شاشات التلفزة حول العالم إلى الولايات المتحدة، لنقل لحظة نجاة المرشح الجمهوري دونالد ترامب (78 عاما)، من محاولة اغتيال من قبل ناخب جمهوري، خلال حشد انتخابي.

لحظة تقول وكالة “بلومبيرغ” إنها أدت إلى قلب حملة متقلبة بالفعل ولا يمكن التنبؤ بها، تخللتها خطابات مشحونة ووجهات نظر متطرفة، ويبدو أنها أيضا تغير المشهد السياسي بشكل لا رجعة فيه لصالح ترامب قبل انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

فترامب، لم ينج من الرصاصة التي خدشت أذنه فحسب، لكنها لفت الرجل بهالة من الصدق والقوة، لطالما حاول على مدار سنين أن يروجهما عن نفسه.

ووصفه أحد مساعديه في الحزب الجمهوري بأنه لا يمكن إيقافه. وسرعان ما أرسلت حملته رسالة نصية لجمع التبرعات نقلت عن ترامب قوله: “لن أستسلم أبدا!”.

في هذه الأثناء، يعاني الديمقراطيون من حالة من الفوضى حيث يتمسك الرئيس جو بايدن (81 عاما) بعناد، حتى مع مطاردة الشكوك حول عمره وقدرته العقلية، مع تزايد الدعوات لتنحيه بشكل مطّرد.

موقع “vox” الأمريكي، هو الآخر، استشهد بمحاولات اغتيال عديدة خرج أصحابها منها بنتيجة أعلى.

وبالنسبة لحالة ترامب، لفت الموقع إلى أن الكثيرين بما في ذلك بعض منتقدي ترامب الصاخبين، يعتقدون أن ما حدث، سيساعد بشكل كبير في دفع فرصه.

دفعة استطلاعية

كذلك من المرجح ألا يتمكن الرئيس جو بايدن من إرسال رسائل بقوة كالمعتاد، لاسيما فيما يتعلق بتهديد ترامب المفترض للديمقراطية، وفق ما طالعته “العين الإخبارية” في قناة “آي بي سي” الأمريكية.

في حين يتوقع الاستراتيجيون الديمقراطيون أن الرئيس السابق سيحصل على دفعة في استطلاعات الرأي من إطلاق النار ومن المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري هذا الأسبوع.

في الواقع، ظل هامش تقدم دونالد ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية – الذي يبلغ الآن 3 نقاط (47% مقابل 44%) وفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة RealClearPolitics، ثابتًا بشكل ملحوظ منذ أشهر. ويتوقع أن يشهد دفعة في الفترة المقبلة بعد محاولة الاغتيال.  

وقال مصدر مطلع على استراتيجية حملة بايدن للقناة نفسها: “هذا يجعل طريق بايدن أكثر صعوبة لأنه يجعل من الصعب عليه تسليط الضوء على الخطر الذي يشكله ترامب، خاصة على المدى القصير”.

بعد أداء بايدن الذي وصفه كثيرون بأنه “هش” في المناظرة التاريخية أمام ترامب، الشهر الماضي، بدأت حملته في طرح استراتيجية أكثر حيوية، حيث نُقل بايدن جوا إلى الولايات المتأرجحة الرئيسية بوتيرة سريعة، وأجرى مقابلات مرتجلة مع وسائل الإعلام لطمأنة الناخبين أنه مستعد لأربع سنوات أخرى.

لكن أحد مسؤولي الحملة قال للقناة، إن فريق بايدن “يوقف جميع الاتصالات الخارجية مؤقتا ويعمل على سحب الإعلانات التلفزيونية في أسرع وقت ممكن”.

كما أرجأت نائبة الرئيس كامالا هاريس زيارتها، الثلاثاء، إلى مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا، الفناء الخلفي لترامب، للحديث عن حقوق الإجهاض، بحسب مسؤول في الحملة.

ومساء أمس، حث بايدن في تصريحات له، على الوحدة بعد حادثة إطلاق النار، قائلا إنه ممتن لأن ترامب “آمن”.

وتعليقا على تأثير محاولة الاغتيال على السباق، قالت المعلقة أروى مهداوي في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية، “الديمقراطيون سيقضون الأسبوعين المقبلين في الحديث عن التحضر والتنديد بالعنف، بدلا من إثارة قضايا تهديد ترامب للديمقراطية، ما يسلب الحزب الحاكم نقطة قوة اعتمد عليها طويلا”.

وتابعت: “وفي حين أن نقاط الحوار الرئيسية للديمقراطيين قد ضعفت، فإن توصيف ترامب لنفسه كسياسي شجاع ومستهدف تعزز بشكل غير مسبوق، بعد محاولة الاغتيال”. 

وأضافت: “كان بايدن يبدو بالفعل وكأنه رجل عجوز ضعيف مقارنة بترامب (الذي يصغره بثلاث سنوات فقط). أما الآن فقد ازداد هذا التباين بشكل غير عادي، ما يؤثر بشكل كبير على اختيار الناخبين المستقلين لترامب في الاقتراع”.

“العبرة بما سبق”

ومن آسيا إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية، شهدت السنوات القليلة الماضية محاولات اغتيال ضد مجموعة من كبار القادة السياسيين في وضح النهار.

وفي مايو/أيار الماضي، تعرض رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو – وهو زعيم شعبوي على غرار ترامب – لإطلاق النار أربع مرات من مسافة قريبة.

ونجا فيكو من محاولة الاغتيال التي كثّف بعدها هجومه على المعارضة.

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وهو شخصية سياسية تكاد تكون نسخة أمريكا اللاتينية من ترامب، تعرض للطعن في بطنه عام 2018، خلال تجمع انتخابي قبل شهر من الانتخابات.

وتشير “بلومبيرغ” إلى أن تلك اللحظة الحاسمة ألهمت قاعدته الانتخابية ودفعته إلى السلطة.

ووصفت هادريانا لوينكرون، مراسلة بلومبيرغ، الثواني التي أعقبت محاولة اغتيال ترامب بأنها اتسمت بمزيد من الارتباك والحيرة أكثر من الفوضى.

إذ وجدت المراسلة نفسها بين بحر من مؤيدي ترامب، في بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات الست الحاسمة المتأرجحة في الانتخابات.

المنفذ

وتعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي على المشتبه به وهو توماس ماثيو كروكس، 20 عاما، من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا، والذي قتل في موقع الهجوم على ترامب.

وقالت وسائل إعلام أمريكية، إن مطلق النار على ترامب كان ناخبا جمهوريا وليس له أي سجل إجرامي سابق.

وتظهر سجلات تمويل الحملات الفيدرالية -أيضا- أنه تبرعه بمبلغ 15 دولارا لمشروع يهدف إلى حشد الناخبين الديمقراطيين، في يناير/كانون الثاني 2021.

ووسط توتر شديد، يعقد الحزب الجمهوري الأمريكي ابتداء من الإثنين ولغاية الخميس مؤتمره العام في ويسكونسن من أجل اختيار مرشح له يخوض غمار الانتخابات الرئاسية.

تتويج ترامب؟

ويقول مراقبون إن المؤتمر سيكون بمثابة تتويج ترامب كمرشح رسمي للحزب الجمهوري، حيث يعتزم الرئيس السابق الحضور وسط توقعات بإجراءات أمنية مشددة.

في غضون ذلك، حصل ترامب على دعم قوي؛ إذ كتب إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، رسالة على منصة “إكس” (تويتر سابقا): “أنا أؤيد تماما الرئيس ترامب وآمل في تعافيه السريع”.

ووفق تقارير إعلامية أمريكية، تبرع ماسك للجنة عمل سياسية عليا تعمل على انتخاب ترامب للبيت الأبيض.

وفي حين أنه من غير الواضح مقدار ما تبرع به، إلا أنهم وصفوا الرقم بأنه مبلغ كبير.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى