اخبار لايف

تصريح الأربع سنوات «يورط» ترامب.. هدف عكسي ينعش آمال الديمقراطيين


مع دخول نائبة الرئيس الأمريكي على خط السباق إلى البيت الأبيض، احتدمت المنافسة من جديد، وعاد الجمهوريون والديمقراطيون مجددًا، إلى هواية تصيد الأخطاء.

فقبل يومين أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحًا، في ختام خطابه بمؤتمر في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، قال فيه: «أيها المسيحيون، اخرجوا وادلوا بأصواتكم، هذه المرة فقط. لن تضطروا إلى فعل ذلك بعد الآن.. عليكم أن تخرجوا وتصوتوا. بعد أربع سنوات، لن تضطروا إلى التصويت مرة أخرى. سنعمل على إصلاح الأمر بشكل جيد بحيث لن تضطروا إلى التصويت».

تصريح، اعتبره بعض الديمقراطيين إشارة إلى أن ترامب ماض في خططه «لأن يصبح ديكتاتورا»، إلا أن حملته تقول إنه كان يتحدث عن «توحيد» البلاد.

وانضم المشرعون الديمقراطيون وحملة نائبة الرئيس هاريس إلى منتقدي تصريحات دونالد ترامب الموجهة إلى جمهور مسيحي يوم الجمعة، زاعمين أن الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري الحالي كان قد أشار إلى أنه سينهي الانتخابات في الولايات المتحدة إذا فاز بفترة ولاية ثانية، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

وفسر الديمقراطيون وغيرهم هذه التعليقات على أنها إشارة إلى كيفية إدارة ترامب لفترة رئاسته الثانية، وتذكير بأنه قال سابقًا إنه لن يكون ديكتاتورا عند عودته إلى منصبه «باستثناء اليوم الأول».

وشارك النائب آدم شيف (ديمقراطي من كاليفورنيا، مقطع فيديو لخطاب ترامب على منصة «إكس» (تويتر سابقا، قائلا: «هذا العام، الديمقراطية على ورقة الاقتراع، وإذا أردنا إنقاذها، فيجب أن نصوت ضد الاستبداد. هنا يذكرنا ترامب بشكل مفيد بأن البديل هو عدم الحصول على فرصة التصويت مرة أخرى».

تصريحات «مرعبة»

ووصفت النائبة براميلا جايابال (ديمقراطية من واشنطن) تعليقات ترامب بأنها «مرعبة». وقال النائب دان جولدمان (ديمقراطي من نيويورك): «الطريقة الوحيدة التي لن تضطر بها إلى التصويت بعد الآن هي أن يصبح دونالد ترامب ديكتاتورًا».

لكن حملة ترامب تقول إن التعليقات التي أدلى بها في الحدث الذي استضافته مجموعة «تيرننج بوينت أكشن» المحافظة كانت تتعلق بكيفية توحيد ترامب للبلاد. وعندما طُلب منه توضيح ما يعنيه ترامب، قال ستيفن تشيونج، المتحدث باسم الحملة، في بيان يوم السبت إن الرئيس السابق «كان يتحدث عن توحيد هذا البلد وتحقيق الرخاء لكل أمريكي، على عكس البيئة السياسية الانقسامية التي زرعت الكثير من الانقسام وحتى أدت إلى محاولة اغتيال».

ترامب، الذي واصل التأكيد دون دليل على أن انتخابات 2020 كانت مزورة ضده، سبق تعليقاته حول عدم الاضطرار إلى التصويت مرة أخرى بإخبار الجمهور أن الديمقراطيين «لا يريدون الموافقة على هوية الناخب – وذلك لأنهم يريدون الغش. ولكن حتى ذلك الحين، يجب أن يفوز الجمهوريون.. نريد فوزًا ساحقًا لا يمكن تزويره». ووصفت حملة هاريس تصريحات ترامب بأنها «تعهد بإنهاء الديمقراطية».

وقال المتحدث باسم حملة هاريس جيمس سينجر في بيان صحفي يوم السبت: «عندما تقول نائبة الرئيس هاريس إن هذه الانتخابات تدور حول الحرية، فهي تعني ذلك حقًا. إن ديمقراطيتنا تتعرض للهجوم من قبل دونالد ترامب: بعد الانتخابات الأخيرة التي خسرها ترامب، أرسل حشدًا لقلب النتائج. وفي هذه الحملة، وعد بالعنف إذا خسر، ونهاية انتخاباتنا إذا فاز، وإنهاء الدستور لتمكينه من أن يكون دكتاتورًا لتنفيذ أجندته الخطيرة مشروع 2025 على أمريكا».

ومشروع 2025 هو وثيقة صادرة عن مؤسسة بحثية تحدد أولويات السياسة للرئيس الجمهوري القادم. شارك العديد من حلفاء ترامب ومسؤولي الإدارة السابقة في صياغة الوثيقة، لكن حملته سعت إلى نفي صلة الرئيس السابق بها.

وأثارت تعليقات ترامب أيضًا بعض القلق بين المسيحيين اليمينيين، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

وقال ديفيد لين، أحد منظمي القساوسة المسيحيين المحافظين، إن ترامب «ربما يكون قد تجاوز حدوده»، مضيفًا: أن الإنجيليين في أعوام 2028 و2032 و2036 يجب أن يرفعوا من مستوى أدائهم المدني إلى مستوى جديد إذا كانت أمريكا تريد العودة إلى التراث اليهودي المسيحي والثقافة القائمة على الكتاب المقدس التي وضعها المؤسسون.

وفي الشهر الماضي، أمام جمهور مسيحي مختلف، قدم ترامب اقتراحا مماثلا بشأن عدم حاجة المسيحيين إلى التصويت بعد انتخابات هذا العام.

وفي فعالية نظمتها ائتلاف الإيمان والحرية في واشنطن، قال الرئيس السابق إن المسيحيين «لا يصوتون بالقدر الذي ينبغي لهم».

سلوك الماضي

وقالت إيريكا دي بروين، أستاذة الحكومة في كلية هاملتون التي تركز أبحاثها على العلاقات المدنية العسكرية والحرب الأهلية والشرطة، إن «ترامب يدلي في كثير من الأحيان بمثل هذه التصريحات الغامضة المتعمدة والتي يمكن تفسيرها بطرق متعددة».

لكنها أضافت أنه “لفهم ما قد ينطوي عليه تولي ترامب رئاسة أخرى، أعتقد أنه من المفيد أكثر أن ننظر إلى سلوكه في الماضي بدلاً من محاولة تحليل ما قد يكون “المعنى الحقيقي” لأي مجموعة فردية من التصريحات التي يدلي بها”. وأشارت إلى أنه في المرة الأخيرة التي تولى فيها منصبه، “حاول تقويض نتيجة الانتخابات والبقاء في السلطة لفترة أطول من تصويت الجمهور الأمريكي لإبقائه في منصبه”.

وقال ستيفن ليفيتسكي، الأستاذ في جامعة هارفارد والمؤلف المشارك لكتاب «استبداد الأقليات: لماذا وصلت الديمقراطية الأمريكية إلى نقطة الانهيار»، إنه في حين لا يعتقد أن تعليق ترامب الأخير «مؤشر على مؤامرة منظمة لإنهاء الانتخابات في الولايات المتحدة»، إلا أنه يمثل علامة أخرى على أن «الرجل لديه ردود أفعال استبدادية».

وأضاف ليفيتسكي: «على مدار 10 أو 15 عامًا، أقنع عدد متزايد من الجمهوريين أنفسهم بأنهم لن يتمكنوا من الفوز بالانتخابات في هذه أمريكا الجديدة متعددة الأعراق. لست متأكدًا تمامًا من صحة ذلك، لكنهم كانوا خائفين بشدة من أن يكون ذلك صحيحًا. لذا أعتقد أن ترامب يشعر أكثر من أي شيء آخر.. إلى أين يتجهون وما يشعرون به».

ويشكل المحافظون المسيحيون ــ الإنجيليون البيض على وجه التحديد ــ جزءا كبيرا من قاعدة الناخبين التي كان ترامب يسعى إلى استقطابها منذ حملته الانتخابية في عام 2016.

وفي عامي 2016 و2020، جاء ثلث دعم ترامب من البروتستانت الإنجيليين البيض. لذا فإن واحدًا من كل ثلاثة أصوات حصل عليها ترامب جاء من البروتستانت الإنجيليين البيض، وهي المجموعة التي يقدر معهد أبحاث الدين أنها تشكل 14% من السكان.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى