اخبار لايف

«تهنئة فلسطين».. تأكيد على مواقف الإمارات الراسخة ورسالة عرفان بالدور التاريخي


«مثلت العالم العربي والقضايا العربية في أحد أكثر الأوقات صعوبة مع النهوض بقضية فلسطين»، تهنئة فلسطينية لدولة الإمارات، بمناسبة اختتام عضويتها بمجلس الأمن، أكدت على مواقف الأخيرة الراسخة بشأن القضية الفلسطينية، وكانت بمثابة رسالة عرفان بالدور التاريخي.

فمنذ أن اندلعت حرب غزة، وعكفت دولة الإمارات، متكئة على عضويتها في مجلس الأمن، وعلى ثقلها عربيًا ودوليًا، في تبريد الأزمة، والدفع نحو الحلول السياسية.

فلم يكد يمر يوم دون أن يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مباحثات واتصالات مع قادة ومسؤولي دول العالم لبحث جهود التهدئة والدعوة للحفاظ على أرواح المدنيين وتوفير الحماية لهم، ولفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى القطاع دون عوائق، وبحث سبل إيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة.

كما حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على إبراز القضية في المؤتمرات الدولية التي يشارك فيها أو المباحثات الثنائية التي تجمعه بقادة ومسؤولي العالم.

واختتمت دولة الإمارات في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فترة عضويتها في مجلس الأمن الدولي 2022 -2023، والتي سعت فيها «من خلال الدبلوماسية الإماراتية، بقيادة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إلى أن تكون صوتاً مبدئياً وعملياً على الساحة الدولية المضطربة»، بحسب بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة.

عضوية عكست من خلالها دولة الإمارات، مبادئ وثوابت السياسة الخارجية الإماراتية، التي تعتبر القضية الفلسطينية ذات أهمية استثنائية بالنسبة لها.

وقالت بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في تغريدة عبر حسابها بمنصة «إكس» (تويتر سابقًا)، إن دولة الإمارات عززت خلال فترة عضويتها قيم التسامح والتعايش، «ودافعنا عن فلسطين وغيرها من القضايا العربية، ودافعنا عن أجندة المرأة والسلام والأمن في أفغانستان وهايتي، وعززنا مشاركة المجلس في قضايا المناخ والسلام والأمن».

مواقفة راسخة وثابثة

ورغم «تلك الجهود التي اتسمت بالثبات والاستمرارية إلا أنها لم تكن وليدة اللحظة، فمنذ تأسست دولة الإمارات، ولم تأل جهدًا في دعم الفلسطينيين بكل أشكال الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي»، بحسب الكاتب يوسف جمعة حداد، في مقال له بـ«العين الإخبارية».

ويقول حداد، إن الدعم الإماراتي للقضية الفلسطينية يكتسب مصداقية حقيقية؛ لكونه موجهًا إلى الشعب الفلسطيني، وليس إلى تيار أو فصيل معين، كما أنه يركز على القطاعات التنموية التي تتصل مباشرة بحياة الفلسطينيين، بغرض تحسين حياتهم والنهوض بمستقبلهم.

وأكد الكاتب السياسي، أن موقف دولة الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات مستمرة في دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة، تضع دولة الإمارات في مقدمة الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو المالي أو الشعبي.

فكيف كان شكل الدعم الإماراتي لفلسطين في 2023 وفي أزمتها الأخيرة؟

آخر تلك الجهود، دعوة دولة الإمارات في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقبل انتهاء عضويتها بأيام، مجلس الأمن لعقد اجتماع عاجل، بشأن الوضع المتصاعد سريعاً في الضفة الغربية، وتأثيره على حل الدولتين.

اجتماع قالت عنه بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في بيان صادر عنها -آنذاك، إن عنف المستوطنين المتطرفين، والتقارير التي تتناول الغارات الإسرائيلية، يعرضان الأفق السياسي بين فلسطين وإسرائيل لخطر شديد.

ذلك الاجتماع، جاء بعد أيام من تحقيق دولة الإمارات اختراق تاريخي في مجلس الأمن، باعتماد الأخير، مشروع القرار الذي تقدمت به، بشأن تدفق المساعدات لغزة، والذي كان بمثابة تضميد لجرح ينزف، وإنقاذ أوضاع باتت على شفا الانهيار.

ويدعو القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل، إلى «اتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض».

قرار جاء بعد مفاوضات ماراثونية أجرتها دولة الإمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 5 أيام متتالية، تم خلالها إرجاء التصويت على القرار نحو 4 مرات، لضمان تمريره وعدم استخدام الفيتو الأمريكي، وهو ما نجحت فيه الإمارات بالفعل، نصرة لأهل غزة بشكل خاص والإنسانية بشكل عام.

غيث من فيض

ذلك القرار جاء بعد أيام من تنظيم دولة الإمارات بالتعاون مع مصر زيارة لمندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، لإطلاعهم مباشرة على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية، ولإقناع المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فعلية لوقف الحرب الدائرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

خطوات كانت بمثابة غيث من فيض؛ فلغة الأرقام تؤكد التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم فلسطين، القضية التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها، وحتى اليوم.

ومنذ تجدد التصعيد بغزة، عقد مجلس الأمن 13 جلسة حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة، لم يمر أي منها دون أن تسجل دولة الإمارات رسائل قوية داعمة لغزة، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.

ومن بين تلك الجلسات الـ13 في مجلس الأمن، عقد 8 منها بطلب من دولة الإمارات، قدمت خلال ثلاثة منها (8 و19 و22 ديسمبر) مشروعي قرارين لوقف الحرب في غزة.

وسبق أن اعتمد مجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط الماضي بياناً رئاسياً يعارض التدابير أحادية الجانب والتي من شأنها عرقلة آفاق حل الدولتين في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وكانت دولة الإمارات، بصفتها عضواً منتخباً في مجلس الأمن، قد يسّرت هذا القرار الهام، الذي يعد أول قرار يصدر عن المجلس بشأن ملف الاستيطان منذ أكثر من ست سنوات.

مبادرات إنسانية

بموازاة الجهود الدبلوماسية والسياسية لدعم عزة وفلسطين، أطلقت دولة الإمارات 4 مبادرات إنسانية رئيسية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة، أبرزها «الفارس الشهم 3» والتي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بإطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي من خلالها أعلن عن مبادرات عدة؛ بينها:

  • الإعلان عن إنشاء مستشفى ميداني في غزة (6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي)، والذي افتتح في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
  • الإعلان عن إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح (16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي)، والتي افتتحت في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث تعمل المحطات على تحلية نحو 600 ألف غالون يومياً.
  • إرسال قوافل مساعدات إلى معبر رفح.
  • تسيير جسر جوي إنساني بدأ 6 نوفمبر/تشرين الثاني.

دعم إماراتي متواصل

مبادرات جاءت جنبًا إلى جنب مع توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.

وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، خاصة من الفئات الأكثر ضعفا، وفي مقدمتها الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل)، الذي يأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.

مبادرات، توازت مع رسم أهل دولة الإمارات والمقيمين فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة “تراحم من أجل غزة” التي أطلقت في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة.

تلك الملحمة الإنسانية لدعم أهل غزة أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أمر في الأيام الأولى للحرب وتحديدا في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار (نحو 74 مليون درهم إماراتي).

وارتفع الرقم إلى 154 مليون درهم بعد توجيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 13 أكتوبر/تشرين الأول بتقديم مساعدات عاجلة، بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

دعم تاريخي

قبل اندلاع التصعيد في غزة، اعتادت القيادة الإماراتية التوجيه بتقديم دعم ومساعدات للفلسطينيين، كان أحدثها التوجيه في 6 يوليو/تموز الماضي بمبلغ 15 مليون دولار، لإعادة تأهيل المناطق المتضررة جراء الاعتداءات الإسرائيلية في جنين شمالي فلسطين آنذاك عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وذلك بعد شهر من تقديم 20 مليون دولار لدعم الوكالة نفسها مطلع يونيو/حزيران السابق له.

تخلل هذا الدعم توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم مبلغ 7.3 مليون درهم دعماً لبلدية مدينة الخليل الفلسطينية منتصف يونيو/حزيران الماضي، بعد أن وجه في 16 مارس/آذار الماضي، بتقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية.

وجاء الدعم بعد نحو 4 أشهر من تسليم غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بقيمة 10 ملايين دولار، بتبرع سخي من دولة الإمارات.

وجاء إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من توقيع دولة الإمارات اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار.

ريادة إنسانية لدولة الإمارات في دعم فلسطين، أعادت لذاكرة الفلسطينيين جهود المؤسس والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وعلى درب المؤسس في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مؤكدا بالأفعال والأقوال تضامن بلاده الراسخ مع الشعب الفلسطيني.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى