اخبار لايف

تونس تستقبل «أوسو».. أيام الاستشفاء والبحر والسهر


يطلق التونسيون لفظ “أوسو”، حسب التقويم “الأمازيغي”، على فترة تمتد حوالي 40 يوماً.

تبدأ هذه الفترة يوم 25 يوليو/تموز وتتواصل إلى غاية 2 سبتمبر/أيلول، ويكون فيها الطقس شديد الحرارة.

يقول الباحث في التاريخ وليد العلاوي لـ”العين الإخبارية”: “تاريخياً، (أوسو) هو تسمية إله البحر الذي يدعى (أغسطس)، والذي يكون موجوداً في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يأتون إلى البحر، وفق معتقدات الفينيقيين”.

وأكد أنه “في هذه الفترة تكون الرطوبة عالية كثيراً والحرارة مرتفعة في بعض الأيام، لذلك يتوجه الأهالي إلى البحر في الصباح الباكر قبل شروق الشمس للاستفادة من ماء البحر، والذي يعتبرونه وقاية لأمراض الروماتيزم والعظام والأنف والأذنين”.

وتابع: “كما تعتبر هذه الفترة راحة للمزارعين بعد موسم الزرع والحصاد إلى أن يأتي فصل الخريف وتنطلق مواسم الزراعة”.

وأضاف: “من عادات وتقاليد في أيام أوسو، يتم طبخ مرق الدجاج البلدي في الغداء، وفي الصباح يكون الفطور بسيسة بالماء”.

والبسيسة ورثها التونسيون عن أجدادهم البربر والأمازيغ، وتتكون من الحبوب والبهارات ويتم إعدادها عن طريق وضع دقيق البسيسة في كأس ويضاف إليه الماء البارد مع ملعقة من العسل أو السكر.

وزاد: “أما المناطق البعيدة عن البحر فيقومون خلال موسم أوسو بجمع النباتات الغابية من إكليل (روزماري) والعرعار والضرو ووضعها في الماء في سطل من النحاس وتعريضه للشمس لمدة يوم كامل، ثم يتم الاستحمام به وذلك من أجل وقاية الجسد من أي مرض يمكن أن يصيبه في فصل الشتاء”.

كرنفال أوسو

كرنفال أوسو - أرشيفية

ومع دخول شهر “أوسو”، تحتفي محافظة سوسة الساحلية بكرنفال (مهرجان استعراض- أوسو) وذلك منذ سنة 1958.

ومهرجان “أوسو” التاريخي كان يُسمّى في عهد الاستعمار الفرنسي احتفال “سانتا ماريا” حيث كان يُحتفى بإله البحر “أوسو”، ليصبح بعد الاستقلال مهرجاناً يعانق العالمية ويحمل رسائل حب وسلام ومحبة ذات بعد تاريخي وحضاري لتونس.

وقال رئيس جمعية استعراض أوسو، وليد بن حسين، لـ”العين الإخبارية” إنّ “الأصل هو مهرجان قديم يحتفل بإله البحر في العصر الروماني، والذي يعود تاريخه إلى الفينيقيين، ثم تحولت هذه العادة مع مرور الوقت واقترنت في العصر الحديث بذكرى وطنية وهي عيد إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو/تموز 1957”.

وأكد أن “المهرجان يسعى إلى استعادة بريقه بعودة الدرّ إلى معدنه، لذلك تم تنظيم عرض شماريخ يوم 25 يوليو تزامناً مع الاحتفال بعيد الجمهورية وبدخول موسم أوسو”.

وأضاف أنّ “المهرجان عاد للترويج للوجهة السياحية التونسية وبعث صورة جميلة للعالم عن تونس، مؤكّداً أنّ العديد من السياح جاؤوا خصيصاً لحضور الكرنفال”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى