اخبار لايف

ثمرة أفغانستان.. أمريكا تتسلح بـ«الذكاء الاصطناعي» إلى حين


بالنسبة لكثر، يعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021، فشلا “غير مسبوق”، لكن البعض الآخر يرى إنجازا وسط الفوضى.

إذ يرى خبراء أن هناك إنجازا رئيسيا واحدا من تجربة أفغانستان، هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تتبع الهجمات الإرهابية.

وفي عام 2019، بدأت القوات الأمريكية وقوات التحالف في تقليص وجودها العسكري في مختلف أنحاء أفغانستان وهو ما قيد قدرات تلك المتبقية على الأرض على الحفاظ على شبكة الاستخبارات البشرية التي كانت تعتمد عليها لمراقبة تحركات عناصر طالبان، وفقا لما ذكرته شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية.

بالتزامن مع ذلك، ارتفع عدد هجمات طالبان التي استهدفت القوات الأمريكية وقوات التحالف حتى أنها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مما دفع قوات الأمن إلى تطوير برنامج الذكاء الاصطناعي المعروف باسم “Raven Sentry”.

وفي تقرير صادر في وقت سابق من العام الجاري، نقلت الكولونيل إيمي توماس سبار، رئيسة قسم الاستراتيجية العسكرية والتخطيط والعمليات في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، عن أ.ج. ب. تايلور (لم يكشف التقرير منصبه)، قوله “كانت الحرب دائمًا أم الاختراع”.

وأشارت سبار إلى عمليات تطوير الدبابات خلال الحرب العالمية الأولى، وتطوير القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية واستخدام الذكاء الاصطناعي في ظل تراجع الحرب الأمريكية الأطول في أفغانستان، كدلالة على أن الحرب أم الاختراع.

وكان الهدف من برنامج “Raven Sentry” هو تخفيف العبء عن المحللين البشريين من خلال فرز كميات هائلة من البيانات التي جرى الحصول عليها من “أنماط الطقس، وأحداث التقويم، والنشاط المتزايد حول المساجد أو المدارس الدينية، والنشاط حول مناطق التجمع التاريخية”.

ومع ظهور بعض التحديات في بداية العمل على هذه التكنولوجيا، اجتمع فريق من ضباط الاستخبارات لتشكيل مجموعة أطلق عليها اسم “nerd locker” لتطوير نظام قادر على “التنبؤ بشكل موثوق” بأي هجوم إرهابي.

“مشكلة مستمرة”

وعلى الرغم من توقف برنامج الذكاء الاصطناعي بسبب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في 30 أغسطس/آب 2021، إلا أن نجاحه يرجع إلى “ثقافة” التسامح مع الفشل المبكر والخبرة التكنولوجية.

وقالت سبار إن الفريق الذي طور البرنامج كان على دراية بمخاوف كبار القادة العسكريين والسياسيين بشأن الرقابة والعلاقة بين البشر والخوارزميات في أنظمة القتال.

وأضافت أن “أي اختبار للذكاء الاصطناعي سيكون محكوما عليه بالفشل إذا لم تتسامح القيادة مع فكرة التجريب عن تطوير مثل هذه البرامج”.

وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2020، أي قبل ما يقل عن عام من الانسحاب، وصل” Raven Sentry ” إلى عتبة دقة 70٪ في التنبؤ بموعد ومكان حدوث الهجوم.

وهذه التكنولوجيا أثبتت أهميتها في الحروب الكبرى اليوم سواء في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، وفقا لما ذكرته سبار.

ومع ذلك، حذرت سبار من أن “الحرب إنسانية في نهاية المطاف، وأن الخصم سوف يتكيف مع التكنولوجيا الأكثر تقدمًا بحلول بسيطة وسليمة، تمامًا كما تعلم العراقيون أن حرق الإطارات في الشوارع يؤدي إلى تدهور رؤية الطائرات الأمريكية أو كما حفر المتمردون الفيتناميون الأنفاق لتجنب المراقبة الجوية”.

وأضافت: “أعداء أمريكا سيتعلمون كيفية خداع أنظمة الذكاء الاصطناعي وإفساد مدخلات البيانات”، مضيفة “في النهاية انتصرت طالبان على الولايات المتحدة وعلى التكنولوجيا المتقدمة لحلف شمال الأطلسي”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى