اخبار لايف

حرب غزة في يومها الـ140.. محنة فلسطينية تتفاقم وعزلة إسرائيلية تتزايد


عندما تم تحذير ديفيد بن غوريون، أحد مؤسسي إسرائيل، عام 1955 من أن خطته للاستيلاء على قطاع غزة، ستثير رد فعل أممي عنيفا، سخر من المنظمة الدولية، مستخدما اختصارها العبري، “أم”. -شموم”.

وجاءت هذه العبارة لترمز إلى استعداد إسرائيل لتحدي المنظمات الدولية عندما تعتقد أن مصالحها الأساسية معرضة للخطر.

والجزء الأول من المصطلح “أم” هو اختصار لأحرف الأمم المتحدة بالعبرية، أما “شموم” فتشير إلى السخرية، والتي تعني ضمنيا بأن المنظمة الدولية ليست ذات أهمية بنظر إسرائيل.

وبعد مرور ما يقرب من 70 عاما، وبنفس التحدي، تواجه إسرائيل موجة أخرى من الإدانات الدولية، سواء على صعيد المنظمات أو الدول بسبب حربها المتواصلة على قطاع غزة، لليوم الـ140 على التوالي.

وأسفرت الحرب عن مقتل قرابة 30 ألف فلسطيني، كثير منهم من النساء والأطفال. في وقت نزح أكثر من مليون شخص إلى العراء.

نقطة الانهيار

وفي رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، من أن الوكالة وصلت إلى “نقطة الانهيار”.

وقال لازاريني في الرسالة “إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة”.

ونوّه بأن  “قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة”.

وتوظف “الأونروا” التي تأسست بموجب هذا القرار الذي تم تبنيه عام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا.

ومع استمرار الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، باتت تقارير المنظمات الإنسانية حول الوضع في قطاع غزة تثير قلقا متزايدا.

وتؤكد وكالات الأمم المتحدة أن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا “نادرين جدا” في القطاع الفلسطيني المحاصر، وأن جميع الأطفال الصغار تقريبا يُعانون أمراضا مُعدية.

أطفال في غزة ينتظرون وجبة طعام نادرا ما يحصلون عليها

عزلة إسرائيل

وترى صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الضغوط الدولية الكبيرة تركت الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في عزلة شديدة، باستثناء أقوى حليف لها، الولايات المتحدة.

لكن هذه المرة، تواجه إسرائيل قطيعة نادرة مع واشنطن. إذ تعمم إدارة الرئيس جو بايدن مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يحذر الجيش الإسرائيلي من شن هجوم بري في رفح، جنوبي قطاع غزة، حيث يقيم أكثر من مليون نازح فلسطيني.

كما سيدعو المقترح الأمريكي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن.

وقال مارتن إس إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: “إنها مشكلة كبيرة للحكومة الإسرائيلية لأنها كانت قادرة في السابق على الاختباء خلف حماية الولايات المتحدة”. “لكن بايدن يشير الآن إلى أن نتنياهو لم يعد قادرا على اعتبار هذه الحماية أمرا مفروغا منه”.

وأضاف إنديك: “هناك سياق أوسع من الإدانة من قبل الرأي العام الدولي، وهو أمر غير مسبوق من حيث الاتساع والعمق، والذي امتد إلى الولايات المتحدة”.

متابعا “لقد أصبحت الدوائر الانتخابية التقدمية والشبابية والعرب الأمريكيين في الحزب الديمقراطي غاضبة وتنتقد بشدة بايدن لدعمه لإسرائيل”.

لكن حتى الآن، لم يسمح بايدن للضغوط الدولية أو المحلية بالتأثير على نتنياهو.

والثلاثاء الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع صدور قرار، برعاية الجزائر، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وهذه هي المرة الثالثة خلال حرب غزة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة (الفيتو) ضد قرار يضغط على إسرائيل.

أطفال في غزة ينتظرون وجبة طعام نادرا ما يحصلون عليها

40 مرة وإسرائيل في حماية أمريكا

ومنذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945، أي قبل قيام إسرائيل بثلاث سنوات، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض أكثر من 40 مرة لحماية إسرائيل من مجلس الأمن.

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث الأمريكيون مجرد صوت آخر، أصبحت القرارات ضد إسرائيل أمرا شائعا.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، صوت المجلس بأغلبية 153 صوتا مقابل 10، مع امتناع 23 عضوا عن التصويت، على وقف فوري لإطلاق النار.

وفي هذا الصدد، قال مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، عن الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وهيئات أخرى: “فيما يتعلق بالإسرائيليين، فإن هذه المنظمات تقف ضدنا”.  مضيفا “ما يفعلونه لا يؤثر علينا استراتيجيا أو تكتيكيا أو تشغيليا”.

غير أن أورين أقرّ بأن أي قطيعة مع الولايات المتحدة، أكبر مورد لها للأسلحة، وحليفها السياسي القوي، والمدافع الدولي الرئيسي عنها، سيكون بمثابة “إبريق سمك مختلف تماما”.

وبينما تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة منذ الأيام الأولى لهجومها على غزة، فإن جوقة الأصوات من العواصم الأجنبية أصبحت مدوية في الأيام الأخيرة.

وفي لندن، دعا حزب العمال المعارض، الثلاثاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار، مغيّراً موقفه عن حزب المحافظين الحاكم، في ظل تفاقم الوضع.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى