ديني

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وشراء الحلوى.. الإفتاء توضح  

يوافق اليوم الأربعاء الموافق 27 سبتمبر ذكرى المولد النبوي الشريف، والاحتفال بالمولد من الامور التي تعد من عادات المسلمين حول العالم، لكن سؤال يعاد تكراره دائما.. ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

من ناحيتها، قالت دار الإفتاء المصرية إنه لا يجوز شرعًا الطعن فى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.

وشددت دار الإفتاء على رفضها بما قد يحدث في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من أمورٍ محرمةٍ، مؤكدة على إنكارها ما قد يكتنفه من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها –بالحكمة واللِّين- إلى مخالفةِ هذه المُنكراتِ للمقصد الأساس الذى أُقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة’.

وفى سياق متصل، قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بالأمور التى ذاعت وشاعت فى المشرق والمغرب، من إقامة مجالس الصلاة والمديح، أو إطعام الطعام سواء حلوى المولد أو طعام، فهذا كله من أشد القربات إلى الله.

مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات إعلامية له: ‘الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الفرح الذى يرتقى به كل إنسان، حتى أبو لهب، ورد إنه يوم الاثنين يخفف عنه العذاب لأنه فرح بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم’.

واستكمل: ‘الاحتفال ترجم به المسلمون عبر التاريخ، وعرفوا الناس إن رسول الله علمنا الأخلاق والجمال، ولذلك علينا أن نستثمر هذا الاحتفال فى تعليم الناس أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم’.

حكم شراء حلوى المولد النبوى

عن حكم شراء حلوى المولد النبوى علقت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي قائلة: ‘إظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو أمرٌ مستحبٌّ مندوبٌ إليه؛ لتعلقه بحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ولا يعد هذا من البدعة المذمومة ولا من الأصنام في شيء’.

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، وأنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل.

حكم التهادي في المولد النبوي الشريف

وأوضحت دار الإفتاء أن من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، شراء الحلوى والتهادي بها، وذلك فرحًا بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً لما كان يحبه، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلوى والعسل، مضيفة  أن التهادي أمر مطلوب في ذاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا».

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مندوب إذا كان مصحوبًا بالمقاصد الصالحة الأخرى، مثل إدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام، ويكون أكثر مشروعية ومندوبية إذا كان تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

شراء حلوى المولد النبوي

واستكملت دار الإفتاء: يدعي بعض الناس أن شراء الحلوى في المولد النبوي الشريف بدعة وحرام، وأنها أصنام لا يجوز الأكل منها ولا إهداؤها، وهذا الادعاء باطل، ولا أساس له من الصحة، فهو كلام مبتكر لم يقله أحد من علماء المسلمين في القديم ولا الحديث، ويدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه.

فشراء الحلوى في المولد النبوي الشريف ليس بدعة، بل هو من مظاهر الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلوى، كما أن الحلوى ليست أصنامًا، بل هي طعام يُؤكل ويُهدى، وهذا الادعاء يخالف عمل الأمة المحمدية، فالمسلمون عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال في ذكرى المولد الشريف، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار.

حكم شراءُ حلوى المولد النبوي الشريف

وختاما نقول: إن شراءُ حلوى المولد النبوي الشريف، والتهادي بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم؛ فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أَوْلَى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.

وأما الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى