اخبار لايف

«حي البرازيل».. خيط رفيع يربط الثقافة اللاتينية بقطاع غزة


“حي البرازيل” اسم حي لا يمكن ربطه بقطاع غزة للوهلة الأولى، لكنه ترسخ كواقع جغرافي واقتصادي وديموغرافي في مدينة رفح جنوبي القطاع الذي يشهد حربا مستمرة منذ أكثر من 7 أشهر.

حي البرازيل ينتظر مثله مثل باقي أحياء رفح، تبعات دق طبول الحرب المحتملة في المدينة، ويمني النفس بهدنة توقف الاجتياح، وتحافظ على ما تبقى من هويته المعمارية والسكانية.

حي البرازيل هو أحد 9 أحياء في محافظة رفح بجنوبي قطاع غزة التي تضم أيضا 6 مخيمات و7 قرى، وسمي بهذا الاسم لأنه كان موقعا لقوات الطوارئ الدولية من البرازيل قبل عام 1967، فيما يطلق عليه أيضا اسم “حي النخلة”.

وتأسس حي البرازيل، جنوب شرق مدينة رفح قرب الحدود المصرية، في يوليو/تموز 1979.

وبعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في مطلع مارس/آذار 1957، وصلت إلى القطاع قوات الطوارئ الدولية التي تشكلت من عدة دول لأخذ مواقعها في أراضيه، حتى ظن أبناء الشعب الفلسطيني أن القطاع قد تم تدويله.

وبناء على هذه الرؤية، اندلعت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة، مطالبة بعودة الإدارة المصرية والتي عادت بالفعل في مارس/آذار 1957، لتدير شؤون القطاع كما كانت قبل العدوان الثلاثي. 

وعلى إثر ذلك، تموضعت معسكرات قوات الطوارئ في المناطق الإستراتيجية الحساسة على طول خط الهدنة، والحدود المصرية الفلسطينية شرق وغرب مدينة رفح، حيث تمركزت كتيبتان إحداها إلى الغرب من رفح مؤلفة من الجنود الكنديين (الكتيبة الكندية)، وأخرى إلى الشرق منها مكونة من الجنود البرازيليين (الكتيبة البرازيلية). 

الأولى كانت محاذية للحدود داخل الأراضي المصرية، والثانية بالقرب من الحدود لكنها داخل الأراضي الفلسطينية في رفح. وقد نعمت حدود رفح في هذه المرحلة من الزمان (1957-1967) بهدوء تام لم تحدث فيه أية اختراقات، وكانت “بوابة رفح” معبراً هادئاً لمرور الفلسطينيين والمصريين دون أي عائق.

وانتعشت على إثر ذلك، المنطقة والقطاع برمته اقتصادياً وعلمياً، حيث توجه الآلاف من أبناء الشعب لاستكمال دراساتهم الجامعية في مصر.

وازداد عدد السكان في رفح حتى بلغ عام 1963 حوالي 58452 نسمة منهم 54219 نسمة من اللاجئين.

وبازدياد عدد السكان اللاجئين المطرد، توسعت مساحة الأراضي المعمورة بهم شرق وغرب المدينة، بموازاة للحدود المصرية-الفلسطينية.

التطور العمراني

يعتبر حي البرازيل من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية في رفح، ويتميز بالتطور العمراني السريع رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.

الكثير من منازل الحي بنيت بشكل غير منتظم بسبب التوسع العشوائي والبناء دون تخطيط حضري منظم.

الظروف الاقتصادية

يعاني الحي من ظروف اقتصادية صعبة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، مما يؤثر على مستوى المعيشة للسكان، إذ أن العديد من سكان الحي يعتمدون على المساعدات الإنسانية والعمل في الوظائف المتاحة محليًا أو في المشاريع الصغيرة.

الأوضاع الأمنية

نظرًا لقرب الحي من الحدود، فإنه يتعرض بين الحين والآخر لتوترات أمنية ومشاكل مرتبطة بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. كما كانت تنتشر الأنفاق الحدودية المستخدمة في التهريب بين مصر وغزة، في المنطقة، مما أثر على استقرار الحي.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى