اخبار لايف

درع البقاء.. أنظمة صحية قوية وصمود في مواجهة المناخ


استضافت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” في ديسمبر/كانون الأول الماضي يومًا صحيًا نتج عنه إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن المناخ والصحة.

ووقعت هذه الدعوة غير الملزمة للعمل من قبل أكثر من 140 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، حيث تسلط الضوء على مخاوف المجتمع بشأن الآثار الصحية لتغير المناخ.

وفتح الإعلان الباب لمزيد من المشاركة المثمرة في هذه الروابط المهمة مع وزارات الصحة في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ.

وبشكل عام تشكل إعلانات مؤتمر الأطراف السنوية أجندة العمل المناخي، وتوجه أولويات الحكومة وتوفر إطارا لأعضاء المجتمع المحلي والناشطين والباحثين وصانعي السياسات للتنظيم والاجتماع وتقديم الالتزامات واتخاذ الإجراءات.

وفي حين اعترفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بالارتباط بين الصحة وتغير المناخ في عام 1990، فإن ديسمبر/كانون الأول الماضي يمثل المرة الأولى التي تجتمع فيها الحكومات حول الصحة وتغير المناخ في مؤتمر الأطراف المعني بالمناخ.

الصحة ودرع الوقاية

حث الإعلان على الالتزام بالتنمية القادرة على الصمود في مواجهة المناخ، وأنظمة صحية قوية، ومجتمعات قادرة على الصمود ومزدهرة. وتعهدت الحكومات بتقديم أكثر من مليار دولار لمشاريع المناخ والصحة، مع التركيز على إجراءات التخفيف والتكيف لتحقيق الأهداف الصحية.

جاء الإعلان، انطلاقًا من “الحق في الصحة” المعترف به في اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، يبرز في جوانب عديدة أبرزها:

أولا: التأثيرات المجتمعية

تظهر التأثيرات الصحية للمناخ في الغالب على مستوى المجتمع المحلي. تشير تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن 3.3 مليار شخص في جميع أنحاء العالم معرضون بشدة لتغير المناخ ويواجهون مخاطر صحية أكبر نتيجة لذلك.

وتتراوح التأثيرات العميقة للمناخ في مجال الصحة من الأمراض الجسدية، بما في ذلك المرض الناجم عن الأحداث المناخية القاسية والأمراض المنقولة بالنواقل، إلى مشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب والإجهاد اللاحق للصدمة.

وتتطلب معالجة الآثار الصحية لتغير المناخ اتباع نهج شامل، بما في ذلك جهود التخفيف للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة واستراتيجيات التكيف لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية وحماية الفئات السكانية الضعيفة.

ويدعو إعلان COP28 إلى اتخاذ إجراءات لبناء مجتمعات قادرة على التكيف مع المناخ من خلال التركيز على التجارب المباشرة لتلك المجتمعات التي تواجه تأثيرات تغير المناخ.

الأنظمة الصحية القوية درع وقاية من التغيرات المناخية

ثانيا: نهج متكامل للتعامل مع الحلول المناخية

من الأهمية بمكان معالجة تغير المناخ بشكل شامل، وجزء أساسي من هذا المنهج اتباع أساليب مثل “الصحة الواحدة” التي أطلقتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي تتضمن صحة البشر والحيوانات والنظم البيئية.

وفي السياق يأتي الفوائد المشتركة لإجراءات التخفيف والتكيف في قطاعات مثل النقل والمياه والتخطيط الحضري والصرف الصحي.

وينعكس هذا النهج المتكامل على نحو متزايد في خطط المناخ الوطنية، حيث تضم 91% من المساهمات المحددة وطنيا الآن اعتبارات صحية.

ويجري استكشاف هذه الاعتبارات من مختلف وجهات نظر تغير المناخ – التخفيف والتكيف والخسائر والأضرار – إلى جانب دعوات التعاون عبر هذه المجالات.

ثالثًا: تحقيق المساواة

بالنظر إلى التأثيرات المتباينة على الفئات السكانية الضعيففإن المشاركة بشكل استباقي في العمل المبكر وأنظمة الإنذار، وتجنب سوء التكيف أو تعميق المخاطر الصحية والتركيز على الإنصاف يصبح ضرورة.

ومع الاعتراف بالحاجة إلى معالجة الانبعاثات الصادرة عن القطاع الصحي نفسه، يجب إعطاء اهتمام أكبر لآثار استخدام الوقود الأحفوري الحالي والمتوقع.

ويعد الاعتراف بالتأثيرات الصحية التفاضلية على الفئات السكانية الضعيفة جانبًا حاسمًا في خلق درع الوقاية من التأثيرات المناخية.

الحاجة لمزيد من التمويل

العالم بحاجة إلى معالجة فجوات التمويل، فيما لا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه لمعالجة فجوات التمويل.

وتشير مراجعة منظمة الصحة العالمية لعام 2023 للصحة في المساهمات المحددة وطنيًا والاستراتيجيات طويلة المدى إلى أنه بشكل عام يتم تخصيص أقل من 0.5% من تمويل المناخ للمشاريع الصحية.

وفي حين أن الالتزام بأكثر من مليار دولار للتخفيف والتكيف وغير ذلك من المشاريع المتعلقة بالمناخ والصحة أمر جدير بالثناء، فإنه أقل بكثير من المطلوب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن 1 فقط من كل 10 مساهمات محددة وطنيًا تتضمن تمويلًا محليًا لبعض أو كل أنشطتها الصحية، مما يشير إلى وجود فجوة كبيرة في التمويل.

ويظل التمويل المجزأ وصعب الوصول إليه وغير الكافي يشكل عائقًا رئيسيًا أمام تنفيذ الحلول المناخية والصحية وتحقيق الأهداف المناخية والصحية.

وسيكون من المهم الاستمرار في تحفيز فرص التمويل المختلط مع تعزيز نهج شامل ومنصف لتمويل حلول المناخ والصحة.

الأنظمة الصحية القوية درع وقاية من التغيرات المناخية

خطوات مهمة على الطريق

منظمات مثل صندوق المناخ الأخضر؛ مؤسسة “روكفلر”، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا؛ تعاونت مع منظمة الصحة العالمية ورئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وآخرين لإصدار مبادئ توجيهية لتمويل حلول المناخ والصحة في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.

وتعترف المبادئ التوجيهية بأن “تغير المناخ هو أحد أكبر التحديات الصحية في عصرنا. وعلى الرغم من الحاجة الماسة إلى العمل.

ويمثل هذا التعاون خطوة مهمة ونهجًا عمليا للتنمية لمنظمات مثل “Pact” لمعالجة اهتمامات المجتمع، واتباع نهج شامل للتنمية وتعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة والخبراء الفنيين.

يشار إلى أن الإعلان التاريحي بشأن الصحة والمناخ الصادر عن cop28 بحاجة إلى خطوات تالية تفعل المبادي والدعوات التي شملها الإعلان.

وسيتم الإشراف على التقدم من خلال التحالف من أجل العمل التحويلي بشأن المناخ والصحة الذي تستضيفه منظمة الصحة العالمية، مع التركيز على النظم الصحية المنخفضة الكربون والقادرة على التكيف مع المناخ.

ويظل الإعلان خطوة إيجابية كبيرة مكنت وزارات الصحة من المشاركة في المفاوضات بشأن التنمية القادرة على التكيف مع المناخ واستكشاف كيفية ربط البنية التحتية للنظام الصحي بتأثيرات المناخ والآثار الصحية المجتمعية اللاحقة.

كما يعد ضمان توافق التزامات التمويل مع الطموحات المنصوص عليها في الإعلان أمرًا بالغ الأهمية أيضًا.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى