اخبار لايف

ذات الـ 11 ألف نسمة.. ماذا تعني انتخابات «توفالو» لتايوان والصين؟


اهتمام دولي كبير يحيط بانتخابات توفالو المقررة الجمعة، إذ قد تخلف نتائجها عواقب تتجاوز شواطئ الجزيرة وتكون ذات تبعات جيوسياسية.

ويتوجه ناخبو توفالو، الدولة الصغيرة في المحيط الهادئ، غدا الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان المكون من 16 مقعدًا، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

والمعتاد، هو ندرة تصدر الانتخابات في توفالو عناوين الأخبار الدولية، نظراً لأن عدد سكانها لا يتجاوز 11 ألف نسمة، لكن انتخابات هذا العام تستدعي أنظار العالم.

ويتنافس المرشحون في توفالو على مقعدين في كل دائرة من دوائر الجزر الثماني، التي يحتوي معظمها على أقل من 1500 ناخب مؤهل.

في الغالب، لا يفصل بين المرشحين في كل دائرة انتخابية سوى حفنة من الأصوات، كما لا توجد أحزاب سياسية في توفالو، ويترشح جميع المرشحين كمستقلين.

وبمجرد انتهاء عملية فرز الأصوات – وهو ما يتوقع بعد بضع ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع يوم الجمعة – ستبدأ فترة من المفاوضات المعقدة.

إذ يقوم أعضاء البرلمان المنتخبون حديثًا، والبالغ عددهم 16 عضوًا بتشكيل فصائلهم، وستقوم المجموعة الأكبر (الغالبية) بتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الوزراء.

ونتيجة لذلك، حتى في حالة نجاح رئيس الوزراء الحالي، كاوسي ناتانو، في الدفاع عن مقعده البرلماني في فونافوتي، فقد لا يُعاد انتخابه كزعيم للبلاد.

في المقابل، يسعى وزير المالية في حكومة ناتانو، سيف بينيو، إلى تولي منصب رئيس الوزراء، وقد حصل بالفعل على مقعد في البرلمان إذ يخوض الانتخابات دون منافسة في دائرته الانتخابية في نوكولايلاي.

وبحسب الغارديان، يقول بينيو إنه بدأ بالفعل محادثات مع مرشحين آخرين في محاولة لتأكيد قيادته السياسية لتوفالو.

كما يتنافس زعيم المعارضة، إنيلي سوبواغا، أيضًا على الفوز بمنصب رئيس الوزراء، بعد أن خسر المنصب أمام ناتانو في انتخابات 2019 السابقة.

الصين وتايوان

تعتبر توفالو واحدة من 12 دولة فقط في العالم تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، وتخشى الأخيرة أن تغير الانتخابات موقف توفالو.

وكانت دولة ناورو القريبة في المحيط الهادئ حولت ولاءها من تايوان إلى الصين، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أيام فقط من الانتخابات الرئاسية في تايوان.

ووفقا للغارديان، فإن هناك تكهنات بأن توفالو قد تفعل الشيء نفسه بعد انتخاباتها، على الرغم من أن المسؤول في وزارة الخارجية التايوانية، إريك تشين، نفى مثل هذه الشائعات.

وقال تشين، مؤخرا: “أكدت حكومة توفالو مرة أخرى أنها ستعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية معنا”.

وحافظت توفالو على علاقات قوية مع تايوان، تحت إدارة ناتانو الذي زار تايبيه في عام 2022 كجزء من وفد رسمي. 

وأكد ناتانو دعمه لتايوان، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال منتدى جزر المحيط الهادئ، وكشف عن أن بكين اتصلت بحكومته لتشكيل اتحاد دبلوماسي، لكن تم رفضه لأن الصين “لم تسمح لنا بإقامة علاقات دبلوماسية مع تايوان ومعها في آن واحد”.

كما قال زعيم المعارضة سوبواغا، الذي شغل منصب سفير توفالو لدى تايوان، للغارديان، إنه “يعتقد أن توفالو يجب أن تستمر في الاعتراف بتايوان كدولة مستقلة ذات سيادة وصديقة دبلوماسية”.

لكن باينيو قال إنه إذا أصبح رئيسًا للوزراء، فسوف “يراجع” علاقة البلاد مع تايوان والصين، للتأكد من أن سياسة توفالو الخارجية هي الأكثر فائدة للبلاد.

وأضاف لصحيفة الغارديان: “حتى داخل حكومتنا التي قادت توفالو على مدى السنوات الأربع الماضية، لدينا أيضًا آراء مختلفة حول موضوعات معينة، بما في ذلك القضية التايوانية الصينية. لذلك أرى أن هذا أمر مفتوح للمراجعة”.

المنعطف

وقال ميهاي سورا، باحث من برنامج جزر المحيط الهادئ في معهد لوي الأسترالي للأبحاث، إنه منذ عام 2016 كان هناك تسارع عالمي في الدول التي تتخلى عن دعمها لتايوان لصالح الصين.

واعتبر أنه كثيرًا ما كانت الانتخابات بمثابة “نقطة انعطاف للحكومات الجديدة لإجراء” تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية”.

وأردف سورا: “ستشعر الحكومة التايوانية بالقلق الشديد من أن هذه [الانتخابات] قد تؤدي إلى تغيير محتمل آخر، وقد تؤدي إلى خسارة شريك دبلوماسي آخر، وهو رقم يتضاءل باستمرار بالنسبة لتايوان، في جميع أنحاء العالم”.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى