اخبار لايف

رد إسرائيل على هجوم إيران يحدد مسار الحرب.. ما دور واشنطن؟


بعد الهجوم الصاروخي الإيراني تأمل واشنطن في رد فعل إسرائيلي مدروس، لكن قدرتها على التأثير على حليفتها باتت محدودة.

ولا يتوقع كثيرون أن يكون الرد الإسرائيلي ضيقًا وهو ما يشكل اختبارًا جديدًا لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل سعيها إلى تجنب دوامة جديدة من التصعيد وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وقال جوناثان بانيكوف، ضابط استخبارات أمريكي سابق يعمل الآن في مركز أبحاث “المجلس الأطلسي” بواشنطن إن “الولايات المتحدة تفتقر بالفعل إلى النفوذ الدبلوماسي الكافي لفرض وقف إطلاق النار في غزة ولبنان”.

وأضاف أن “التحدي المتمثل في تجنب الحرب الإقليمية وصل إلى أصعب نقطة له منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعدما أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، التي يبدو أنها عازمة على تنفيذ رد قوي”.

وحتى الآن، كانت إدارة بايدن تحاول منع إسرائيل من الرد بقوة شديدة من خلال تأكيد المسؤولين الأمريكيين على أن الهجوم الصاروخي الإيراني أحبطته الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية والأمريكية.

وفي حين أقر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بأن وابل الصواريخ الإيراني يمثل “تصعيدًا كبيرًا”، إلا أنه أكد أن الهجوم “هُزم وأصبح غير فعال”.

وتعهدت إدارة بايدن بأن تضمن الولايات المتحدة أن تواجه إيران “عواقب وخيمة” بغض النظر عن كيفية رد إسرائيل، وهو الأمر الذي لم يوضحه المسؤولون الأمريكيون بعد، لكن بعض المحللين قالوا إنه قد يعني فرض عقوبات مشددة.

ومع ذلك، لا يبدو أن أيًا من الخطوات الأمريكية قد يمكنها وقف إسرائيل وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عندما أعلن أن إيران “ارتكبت خطأً فادحًا” و”ستدفع ثمنه”.

ولا تحتاج إسرائيل إلى الخوف من أن يؤدي الرد على إيران إلى اندلاع صدام كبير مع حزب الله، وذلك بعدما أدت هجماتها الأخيرة على الجماعة اللبنانية إلى تقليص قدراتها إلى حد كبير.

ويتعين على إسرائيل التفكير في الرد الإيراني المحتمل على أي هجوم تشنه عليها الآن وأمس الثلاثاء، قالت طهران إن وابل الصواريخ الذي أطلقته جاء ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وهددت بـ”هجمات ساحقة” إذا ردت إسرائيل.

كانت إسرائيل قد رضخت لضغوط واشنطن في أبريل/نيسان الماضي عندما ردت على الهجوم الصاروخي الإيراني بهجوم محدود استهدف نظام مضاد للصواريخ إس300 بالقرب من أصفهان.

لكن هذه المرة من غير المتوقع أن يكون رد إسرائيل محدودا ومع ذلك توقع بعض المسؤولين السابقين أن تظهر تل أبيب بعضا من ضبط النفس تجاه طهران.

وحذر بعض المحللين من أن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية النفطية سيرفع المخاطر إلى حد كبير وقد يؤدي إلى استفزاز طهران لإطلاق وابل صاروخي أكبر، وتنظيم هجمات إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية في الخارج، وتكثيف برنامجها النووي، مما يعجل بمسارها نحو امتلاك قنبلة نووية.

وقال نورمان رول، كبير ضباط الاستخبارات الأمريكية بشأن إيران سابقا إن إسرائيل “ستسعى إلى تعزيز فكرة أن تفوقها التكنولوجي ومهارتها العسكرية تسمح لها بضرب أي هدف في إيران” لكنه رجح أن تتجنب تل أبيب ضرب الأهداف التي قد تشعل حربًا شاملة مع طهران.

وأضاف “ستتطلب الحرب مع إيران الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، إن لم يكن المشاركة من جانب الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن إسرائيل “تدرك بلا شك أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع”.

من جانبها، كانت إيران تبحث عن طريقة للهجوم على إسرائيل دون إشعال الحرب الإقليمية الكاملة التي سعت إلى تجنبها لمدة أربعة عقود.

ويُنظر على نطاق واسع إلى وجود حزب الله على حدود إسرائيل، على أنه بوليصة التأمين الأساسية لإيران ضد أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية أو قيادتها في طهران.

ومع ضعف حزب الله تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية سعت إيران إلى إيجاد طريقة لإظهار أنها لا تزال جادة في حماية “محور المقاومة” دون إثارة ردود فعل انتقامية قد تعرض أمنها للخطر.

وقال والتر بوش، الباحث البارز في أكاديمية الدفاع الوطني في فيينا إن إيران بعدما شاهدت إسرائيل تضرب حزب الله، ربما اختارت “استفزازًا محسوبًا” بدلاً من التراجع.

وأضاف “في النهاية، رأى صناع القرار في طهران أن ضبط النفس لن يساعد في تجنب مواجهة أكبر على أي حال”.

وأثناء التخطيط للهجوم، كان على طهران أن تأخذ في الاعتبار مدى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية للأمن الإيراني وأمن بعض حلفائها الإقليميين وهو ما يفسر عدم وجود هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة من قبل الحوثيين أو حماس أو حزب الله أو المليشيات العراقية بالتزامن مع هجوم طهران لأن ذلك كان سيتطلب تنسيقًا مسبقًا وربما ينبه جواسيس إسرائيل.

وتساءل أفشون أوستوفار، الخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بولاية كاليفورنيا، عما إذا كان الهجوم الإيراني يخدم غرضًا كبيرًا يتجاوز “الأمل الضعيف” في ردع إسرائيل وقال “كان هذا انتقامًا. ببساطة، لقد وضعت إيران نفسها في الزاوية”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى