اخبار لايف

رغم «طوفان» اليمين بأوروبا.. لماذا انعطفت بريطانيا يسارا؟


رغم «طوفان» اليمين المتطرف الذي اجتاح أوروبا، إلا أن بريطانيا اختارت الانعطاف يسارا بمنح «العمال» الأغلبية البرلمانية.

ويرى الخبراء أن السبب الحقيقي وراء مخالفة بريطانيا هذا الاتجاه والتحول باتجاه اليسار هو البعد عن التنظر وسماع صوت المواطنين، وفقا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن نتائج الانتخابات الأوروبية التي أقيمت، الشهر الماضي، شهدت انتخاب عدد تاريخي من نواب أحزاب اليمين المتطرف لعضوية البرلمان الأوروبي.

وتسببت هذه النتائج في فوضى عارمة دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، فاز في الجولة الأولى منها حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف.

كما تشكلت حكومة يمينية متطرفة في هولندا هذا الأسبوع، ناهيك عن إيطاليا التي تحكمها حكومة تعد الأكثر يمينية منذ حكم الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني.

لكن ذلك لم يجعل من وصول اليمينيين الشعبويين إلى السلطة مفاجأة في أوروبا.

عوامل

يستعرض التقرير عددا من الأسباب وراء “الطفرة الشعبوية”، وغالبا ما تكون مختلفة في كل دولة على حدة.

لكن بشكل عام، ترجع إلى “معاناة عدة دول أوروبية من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدلات الهجرة وزيادة أسعار الطاقة”، ويلقي كثيرون اللوم في تلك الأزمات على الاتحاد الأوروبي وسياساته

لماذا إذن خالفت بريطانيا هذا التوجه نحو اليمين، وهي الدولة الوحيدة التي أدى فيها التشكك بأوروبا إلى إجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي؟

الشبكة أرجعت التوجه إلى اليسار إلى تطرف اليمين في عهد بوريس جونسون، وخلفيه ليز تراس وريشي سوناك، الذي أضعف اقتصاد البلاد وأخرجها من بيئتها الأوروبية.

يضاف إلى ذلك تفاقم المشاكل بسبب تزايد أعداد اللاجئين غير النظاميين الواصلين إلى المملكة المتحدة عبر الزوارق، ثم اندلاع أزمات غير متوقعة، مثل جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية.

أيضا ابتعاد حزب العمال عن السياسات المتشددة التي اتبعها زعيمه السابق، جيرمي كوربين، والبعد عن التنظر والاستجابة لأصوات المواطنين البريطانيين.

وأشارت الشبكة إلى أنه رغم الانتصار الكاسح لحزب العمال، يبدو أن اليمين البريطاني لم يمت بعد على الرغم من ليلته المخيبة للآمال، حيث إن توقعات استطلاعات رأي خلال الحملات الانتخابية، كانت تشير إلى هزيمة أسوأ.

كما لفت التقرير إلى أن حزب الإصلاح، اليميني الشعبوي، بقيادة نايجل فاراج، سيتجاوز التوقعات، وهو الحزب الذي وقف بشدة وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ذات المعضلة

وذكر التقرير أنه من المحتمل أن يكون الانقسام بين فاراج واليمين قد ساعد ستارمر في زيادة أغلبيته البرلمانية، لكن في الوقت نفسه سيكون من المستحيل تجاهل اليمين المتطرف في البرلمان الجديد، حيث “ينمو نفوذه بشكل أكبر”.

وتواجه بريطانيا نفس المشاكل التي تعاني منها دول أوروبية أخرى. وحال تعثر ستارمر كرئيس للوزراء، فإن الفرصة ستكون سانحة أمام استمرار اليمين المتشدد للاستحواذ على عقول العامة، كما حدث في دول أخرى.

واعترف ريشي سوناك، الجمعة، بهزيمته في الانتخابات العامة، وقال بعد فوزه بمقعد في البرلمان “فاز حزب العمال بهذه الانتخابات العامة، اتصلت بالسير كير ستارمر لتهنئته بفوزه”.

وأضاف في تصريحات نقلتها رويترز: “اليوم سيتم تداول السلطة بطريقة سلمية ومنظمة وبحسن نية من جميع الأطراف. وهذا أمر ينبغي أن يمنحنا الثقة جميعا في استقرار بلادنا ومستقبلها”.

واليوم، أعلن سوناك استقالته من زعامة حزب المحافظين مقدما اعتذاره للرأي العام بعد الهزيمة الانتخابية التي لحقت به في الانتخابات.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى