اخبار لايف

زيارة محمد بن زايد لواشنطن ترسم مستقبل علاقات البلدين


أصداء بالغة التأثير حملتها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتعكس هذه الزيارة عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، التي امتدت لتشمل رؤى مستقبلية واعدة في مجالات التكنولوجيا، الطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء.

على هامش هذه الزيارة، التقت “العـين الإخباريـة” السفيرة الأمريكية في دولة الإمارات، مارتينا سترونغ خلال تواجدها في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وقالت السفيرة الأمريكية خلال المقابلة، إن هذه الزيارة ترسم مستقبل العلاقات بين البلدين، عبر توسيع التعاون في مجالات رئيسية مثل الدفاع، والتجارة والاستثمار، والمناخ، والتكنولوجيا.

وشددت على أن تصنيف دولة الإمارات شريك دفاع رئيسي يعكس الالتزام المتبادل بالأمن وتعزيز القدرات الدفاعية، ما يمكّن من التعاون غير المسبوق من خلال التدريب المشترك والتمارين، والتعاون العسكري بين البلدين.

وأوضحت أن دولة الإمارات تستثمر نحو تريليون دولار في الولايات المتحدة، عبر قطاعات متنوعة، بينها التكنولوجيا والبنية التحتية، والطاقة النظيفة.. وإلي نص الحوار:

• كيف يمكن قراءة أول زيارة يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى واشنطن منذ توليه منصبه، خاصة وسط ما تعانيه المنطقة والعالم من صراعات؟

زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى واشنطن العاصمة باعتباره رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، حدث تاريخي يعزز ويعمق الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين البلدين.

ووضع الرئيسان اتجاهًا طموحًا لشراكتنا خلال فترة حاسمة، حيث نعمل على توسيع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والفضاء، وانتقال الطاقة، وسلاسل التوريد الحيوية، بينما نتعاون أيضًا لحل التحديات الإقليمية المعقدة والقضايا العالمية مثل تغير المناخ.

وأظهرت لقاءات رئيس دولة الإمارات مع نظيره الأمريكي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، ومسؤولين أمريكيين بارزين آخرين، الالتزام المتبادل، والصداقة الوثيقة التي تربط أمريكا ودولة الإمارات، التي حققت تقدمًا وأمنًا وازدهارًا لشعبينا.

 قضايا إقليمية ودولية مٌلحة

• هل حظيت قضايا إقليمية أو دولية بتركيز خاص خلال المباحثات الثنائية بين قادة الدولتين؟

تطرق جو بايدن والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى مجموعة واسعة من الأولويات المشتركة؛ منها التركيز على عمق وشمولية التعاون بين البلدين، وجددا التزامهما بالسلام والاستقرار الإقليمي، وضرورة العمل على خفض التصعيد، والتهديدات، والعنف، والنزاعات.

كما بحثا الجهود الإنسانية المستمرة حول معالجة الاحتياجات العاجلة في غزة والسودان، وأهمية استمرار هذه الجهود في مكافحة الإرهاب والدفاع.

ولقد تعزز التعاون الأمني الثنائي بالفعل بفضل التصنيف الجديد للإمارات كشريك دفاع رئيسي. للولايات المتحدة، كما تم التركيز بشكل خاص على البنية التحتية العالمية والاتصال، لا سيما الممر الاقتصادي الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي (IMEC)، الذي سيوفر نقلة نوعية للتجارة واللوجستيات، والاتصال بين دول جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.

 وأعاد الزعيمان التأكيد على أهدافهما المشتركة ضمن شراكة الولايات المتحدة ودولة الإمارات، نحو تسريع الطاقة النظيفة (PACE)، وبرزت قيادتهما في دفع العمل المناخي، كما كان واضحا خلال مؤتمر COP28.

كما تعهدا بتعميق التعاون في التكنولوجيا والابتكار، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المتقدمة. وحدد الزعيمان مسارًا استراتيجيًا للتعاون المستقبلي في هذه القطاعات المتطورة.

• كيف تؤثر هذه الزيارة في تشكيل مستقبل العلاقات الأمريكية الإماراتية، وخاصة في مجالات الدفاع والتجارة؟

ترسم هذه الزيارة مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات، عبر توسيع التعاون في مجالات رئيسية مثل الدفاع، والتجارة والاستثمار، والمناخ، والتكنولوجيا.

ويعكس تصنيف دولة الإمارات كشريك دفاع رئيسي، الالتزام المتبادل بالأمن وتعزيز القدرات الدفاعية، ما يمكّن من تعاون غير مسبوق من خلال التدريب المشترك، والتمارين، والتعاون العسكري بين البلدين.

ودعني أكشف لك كذلك، أن المناقشات سلطت الضوء على التجارة والروابط الاقتصادية القوية بين البلدين، حيث تجاوزت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين 40 مليار دولار، مع استثمارات إماراتية كبيرة في قطاعات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وأشباه الموصلات، والبنية التحتية في الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، تعكس أجندة الطاقة النظيفة، المدعومة بمبادرة (PACE)، التزامًا مشتركًا بالقيادة المناخية، حيث يتم العمل للانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة، مع تعزيز الابتكار في مجالات مثل طاقة الاندماج وإنتاج الهيدروجين.

وترسل هذه الزيارة إشارة قوية حول مرونة وقدرة العلاقات الأمريكية – الإماراتية على التكيف، لاسيما وأن الشراكة ليست قائمة فقط على المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة، بل أيضًا على رؤية مستقبلية تمنح الأولوية للابتكار التكنولوجي والبيئي من أجل الأجيال القادمة.

استثمارات الإمارات في أمريكا

• ما هي أهم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة، وكيف تساهم في الاقتصاد الأمريكي؟

العلاقة الاقتصادية بين أمريكا ودولة الإمارات ديناميكية، حيث تستند إلى تدفقات قوية في مجالات التجارة والاستثمار، التي تعود بالفائدة على البلدين.

وتستثمر دولة الإمارات أكثر من تريليون دولار في الولايات المتحدة عبر قطاعات متنوعة، بما في ذلك التكنولوجيا، والبنية التحتية، والطاقة النظيفة.

وتساعد الاستثمارات الاستراتيجية لدولة الإمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة النظيفة في تعزيز الابتكار والمرونة عبر عدة قطاعات.

وتُعزّز هذه الروابط الاقتصادية أكثر مكانة دولة الإمارات كأكبر سوق تصدير للسلع الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث تجاوزت التجارة الثنائية 31 مليار دولار في عام 2023. ويوجد أكثر من 1500 شركة أمريكية في دولة الإمارات.

ريادة في الذكاء الاصطناعي

• ماذا عن المشاريع الأمريكية الكبرى في دولة الإمارات، وأهم القطاعات التي ترتكز عليها هذه الاستثمارات؟

تشمل المشاريع الكبرى الأمريكية في دولة الإمارات مجموعة متنوعة من القطاعات، بدءًا من التكنولوجيا مرورا بالقطاعات المالية وصولاً إلى الطاقة المتجددة والبنية التحتية.

على سبيل المثال، تُحدث الشراكة بين مايكروسوفت وG42 الإماراتية ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية في المنطقة، إلى جانب تأثيرها الإيجابي في أسواق بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى.

 ويعزز هذا التعاون طموحات دولة الإمارات لتصبح رائدة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، ما يوفر فرصًا جديدة للنمو الاقتصادي والمزيد من الوظائف.

في قطاع الطاقة النظيفة على سبيل المثال، تمكّن الشراكة بين أمريكا ودولة الإمارات تحت مبادرة PACE”من إحراز تقدم كبير في مشاريع الطاقة المتجددة.

وتفيد هذه الشراكة ليس فقط العلاقة الثنائية بين البلدين، بل تعزز التعاون العالمي في مواجهة التحديات الملحة مثل تغير المناخ وأمن الطاقة.

ومن التجارة الديناميكية إلى الاستثمارات الواسعة في البنية التحتية وسلاسل التوريد المرنة، تبني الولايات المتحدة ودولة الإمارات أساسًا لازدهار أوسع.

استكشاف مشترك للقمر

• كيف يدعم التعاون الثنائي في استكشاف الفضاء الجهود الدولية في هذا المجال، وهل هناك أي خطط لتعاون أعمق، مثل انضمام رائد فضاء إماراتي إلى بعثات قمرية مستقبلية؟

تسلط الشراكة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات في استكشاف الفضاء الضوء على تعاون رائد، يُظهر التزام كلا البلدين المشترك بتعزيز المعرفة البشرية وتوسيع آفاق الاكتشاف العلمي.

كأعضاء مؤسسين في اتفاقيات “آرتميس”، تتوافق كل من أمريكا ودولة الإمارات في رؤيتهما لاستكشاف الفضاء بشكل سلمي وتعاوني.

 يُعتبر برنامج آرتميس التابع لناسا، الذي يركز على إعادة البشر إلى القمر، ركيزة أساسية في هذه الشراكة، حيث تقوم دولة الإمارات ببناء وحدة الإغلاق الهوائي الحيوية لمحطة القمر، وهي محطة فضائية ستدور حول القمر.

ويمثل انخراط دولة الإمارات، بما في ذلك خطط إرسال رائد فضاء إماراتي إلى محطة القمر، علامة فارقة مهمة في التعاون الفضائي بين الدولتين.

ويبني هذا التعاون على النجاحات السابقة، مثل إطلاق مسبار الأمل الإماراتي، وهو أول مهمة عربية إلى المريخ، التي تضيف إلى جهود ناسا الأوسع في أبحاث الفضاء. لقد ساهمت هذه الشراكة في تعزيز التعاون العلمي المستمر، بما في ذلك مهمة وكالة الفضاء الإماراتية إلى حزام الكويكبات، المنفذة بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.

تستمر الدولتان في تعميق روابطهما في مجال رحلات الفضاء البشرية، كما يتجلى ذلك في التعاون حول مهام رواد الفضاء الإماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية، والاستكشاف المشترك المستقبلي للقمر.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى