اخبار لايف

«سان دوني».. «باريس مصغرة» تسير على «أشواك» اليمين المتطرف


سان دوني، ضاحية باريسية تحمل ملامح “فرنسا الجديدة” متعددة الأعراق، لكنها تواجه “التجاهل” من اليمين المتطرف، وتعاقبه في نفس الوقت.

ويخشى الناخبون في ضاحية سان دوني التي يقطنها العديد من المهاجرين والمسلمين، من صعود اليمين المتطرف، ولكنهم مستاؤون أيضًا من إيمانويل ماكرون.

وسان دوني هي رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا وتجسيد لكل ما يحتقره في فرنسا الحديثة، وفق مجلة بولتيكو الأمريكية.

ووفق المجلة، فإنها واحدة من أكثر الضواحي الباريسية اكتظاظًا بالسكان، حيث واحد من كل ثلاثة من سكانها مهاجر.

وفي سان دوني، يجاور بائع جبن فرنسي تقليدي، مع جزار للحم الحلال؛ ويجلس بائع هواتف بجانب شخص يبيع الملابس الإسلامية التقليدية؛ وتتجول النساء المحجبات في الأكشاك؛ ويستمتع موظفو المكاتب الشباب، بالمقاهي العصرية.

لكن بالنسبة لبارديلا، الذي يحظى بفرصة أن يصبح رئيسًا للوزراء عن حزب التجمع الوطني المناهض للمهاجرين بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 30 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز، فإن هذا التنوع ليس فرنسا التي يريدها. 

وقال بارديلا الذي نشأ في سان دوني، إن تجارب طفولته دفعته إلى خوض غمار السياسة، موضحا: “لقد اختبرت حتى النخاع الشعور بأنك أجنبي في بلدك. لقد اختبرت أسلمة الحي الذي أعيش فيه”.

غياب واضح

وفي صباح يوم حارق قبل أيام فقط من الانتخابات المبكرة التاريخية في فرنسا، كان سوق سان دوني الرئيسي يعج بالنشطاء السياسيين الذين يروجون لمرشحيهم. حيث انضمت جميع الأحزاب إلى السباق على أصوات الضاحية، باستثناء حزب واحد: التجمع الوطني.

وقال لويس أوكسيل مايار، الذي يترشح عن حزب الجمهوريين المحافظ: “هناك رفض عميق لحزب التجمع الوطني هنا”، مضيفا “لا يمكن لمرشح حزب التجمع الوطني أن يضع وجهه على ملصقات خوفًا من الانتقام. أنا نفسي واجهت بعض الاعتداءات عندما يرى الناس اللون الأزرق على منشوراتي ويربطونني بحزب التجمع الوطني”.

وبينما يتقدم التجمع الوطني في استطلاعات الرأي على منافسيه على مستوى البلاد، فإن سان دوني بعيدة كل البعد عن ذلك.

سيطرة اليسار؟

وباستثناء حدوث مفاجأة كبيرة، ستظل دائرة سان دوني الانتخابية على يسار الطيف السياسي. إذ يحظى عضو الحزب الشيوعي ستيفان بيو بدعم تحالف يساري واسع يضم حزبه، وحركة فرنسا الأبية اليسارية الراديكالية بزعامة جان لوك ميلنشون، والاشتراكيين والخضر. 

وساعد هذا التحالف، بيو، قبل عامين على الفوز في انتخابات البرلمان بشكل مريح بحصوله على ما يقرب من 80 في المئة من الأصوات في جولة الإعادة ضد مرشح مدعوم من الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقالت كاديا خريز، وهي معلمة من أصل جزائري في سان دوني، تعيش عائلتها في فرنسا منذ ثلاثة أجيال: “في صالة المعلمين، هناك قدر كبير من القلق المتزايد” من احتمال فوز التجمع الوطني.

وهناك خوف من اليمين المتطرف وسياساته تجاه المسلمين، والتي تشمل خططًا لحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وفق “بولتيكو”.

وفي نفس الوقت، قال العديد من سكان سان دوني إنهم مستاؤون من بعض التشريعات الرئيسية التي تم تمريرها في ظل رئاسة ماكرون، بما في ذلك قرار حظر العباءات، وهي فساتين طويلة ترتديها بعض النساء المسلمات، في المدارس.

هنا، قالت خريز: “عندما تنظر إلى القوانين التي تم تمريرها، فإن تهديدنا بانتصار حزب التجمع الوطني ليس مؤثرًا لأنه يشعرنا بالفعل بأن التنوع الذي نعتز به في منطقتنا يتعرض للهجوم”.

وتابعت “في بعض الأحيان، وجدت نفسي أفكر: ربما يجب أن يفوزوا (تقصد اليمين المتطرف) حتى ينتهي كل شيء. ولكن كلما اقترب انتصارهم، عدت عن ذلك التفكير.”

لقد جاء أكثر المنتقدين صراحةً للإجراءات التي تم سنها في عهد ماكرون من حركة “فرنسا الأبية” التي يتزعمها ميلنشون، والتي تحدثت مرارًا وتكرارًا ضد ما اعتبرته سياسات معادية للإسلام.

وربنا يؤتي هذا الموقف ثماره: فقد اختار نحو 62 في المئة من الناخبين المسلمين مرشحي حركة “فرنسا الأبية” في الانتخابات الأوروبية التي جرت في أوائل يونيو/حزيران الماضي، وفقًا لاستطلاع أجراه الاتحاد الدولي للأحزاب السياسية. 

وفي سان دوني حصلت حركة “فرنسا الأبية” على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، مقارنة بأقل من 10 في عموم البلاد. 

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى