اخبار لايف

ظلال «وراء الأفق».. لماذا حذر نصر الله قبرص؟


تهديد مفاجئ وجهه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لدولة قبرص، أثار العديد من التساؤلات حول أسبابه وعلاقتها بإسرائيل.

هذا التهديد دفع السفير القبرصي في تل أبيب إلى المسارعة بالنأي ببلاده عن أي تعاون مع إسرائيل في هجوم محتمل على لبنان.

بالمقابل، التزمت إسرائيل الصمت إزاء تهديد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لقبرص بأنه سيتم التعامل معها كجزء من الحرب في حال قيامها بفتح المطارات والقواعد القبرصية للجيش الإسرائيلي لاستهداف لبنان.

وشهدت العلاقات الإسرائيلية-القبرصية تعاونا ملحوظا في السنوات الماضية بما في ذلك السماح بإجراء مناورة على الأراضي القبرصية حاكت في جزء منها حربا إسرائيلية على الجبهة الشمالية.

 هل قصد مناورة “ما وراء الأفق”؟

ومناورة “ما وراء الأفق” جرت على أراضي قبرص في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2022 كجزء من مناورة أوسع أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “عربات النار”.

في حينه قال الجيش الإسرائيلي إن مناورة “ما وراء الأفق” هي “تمرين فريد من نوعه يأتي لفحص جاهزية قوات جيش الدفاع من حيث المدة والحجم حيث حاكى التمرين سيناريوهات مختلفة لضرب أهداف العدو الحيوية وتعامل القوات مع تحديات مرتقبة في أرض المعركة”.

وأضاف: “تدربت القوات على مساندة الاجتياح البري وقيادة القوات في عمق أراضي العدو مع ضمان التواصل والتفاعل متعدد الأذرع، كما حاكى التمرين التعاون مع قوات جوية وبحرية وبرية دولية لتبادل الخبرات”

وفسر الجيش الإسرائيلي تنفيذ المناورة في قبرص بالقول: “تم اختيار جزيرة قبرص مسرحًا للتمرين من حيث تميزها بجغرافية تجمع ما بين المناطق الجبلية والساحلية مما يسمح بالتدريب على مجموعة متنوعة من التضاريس المختلفة وعلى بعد مئات الكيلومترات من إسرائيل”.

وتمت المناورة بعد زيارة قام بها في شهر مايو/أيار 2022، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك أفيف كوخافي والتقى خلالها رئيس أركان الجيش القبرصي، الجنرال ديموقريطوس زرفاكيس”.

وأشار الجيش الإسرائيلي في حينه إلى أن كوخافي “قام بجولة في مركز التدريبات المشتركة للجيشين الإسرائيلي والقبرصي، حيث استعرض قائد مركز التدريب البري، العميد ديفيد زيني، على آليات التخطيط للتمرين ونشر القوات على الأرض، من وحدات الاستخبارات، سلاح البحرية، ووحدات خاصة إضافية”.

وفي حينه قال كوخافي: “إن تمرين (ما وراء الأفق)، الذي يُجرى على الأراضي القبرصية يعد تحديًا في جوهره، إذ يسمح للقوات بالتدرب على سلسلة من النشاطات في مختلف الخطوط العريضة التي تجسد استعداد الجيش الإسرائيلي لمجموعة متنوعة من سيناريوهات التهديد في ساحة المعركة”.

 ما علاقة المناورة بلبنان؟

في 2 يونيو/حزيران 2022، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء شهر “مناورة عربات النار” بما فيها مناورة “ما وراء الأفق”.

لكن الجيش الإسرائيلي أوضح في حينه أن “مناورة “عربات النار” التدريبية، الأوسع والأكبر، حاكت على مدى أربعة أسابيع التحديات والأحداث المتصاعدة على عدة جبهات قتالية مع التركيز على الجبهة الشمالية”، وهي لبنان.

وقال في حينه: “في الأسبوع الأخير نفذ تمرين “ما وراء الأفق” في قبرص، والذي يعد تمرين متعدد الأذرع بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية وأخرى. شمل قوات نظامية واحتياط من فرقة النار بالإضافة إلى أسراب من سلاح الجو، قوات خاصة إضافية لسلاح البحرية بالتعاون مع الجيش القبرصية”.

وأضاف الجيش الإسرائيلي: “لتكثيف التعاون بين الجيشين، تم التدرب مع قوات قبرصية في مركز التدريب التكتيكي جنبًا إلى جنب مع القوات البرية”.

تدريبات ولكن

ولكن موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي، قال، الأربعاء: “من غير المعروف أن قبرص عرضت أي مرافق برية أو قاعدة للجيش الإسرائيلي، لكنها سمحت في الماضي لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي الشاسع – منطقة معلومات الطيران الخاصة بها – لإجراء تدريبات جوية من حين لآخر، ولكن لم يحدث ذلك مطلقًا أثناء الحرب”.

 ماذا قال نصر الله؟

ووجه نصر الله تهديدا مباشرا إلى الحكومة القبرصية بقوله: “فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية جزء من الحرب وسنتعاطى معها بناء على ذلك”.

وكان هذا التحذير غير مسبوق من قبل حزب الله لدولة غير إسرائيل في صراع الحزب مع الجيش الإسرائيلي.

رد سفير قبرص

وردا على تهديد نصر الله، قال السفير القبرصي في تل أبيب كورنيليوس كورنيليا لموقع “واينت”، مساء الأربعاء، إنه “عندما يهدد مثل هذا الشخص، سيكون هناك بالتأكيد رد فعل. نحن ننتظر رد نيقوسيا الرسمي”.

وسئل كورنيليا عما إذا كان قد فوجئ بتهديدات نصر الله، قال: “نعم ولا. لم تكن العلاقات بين إسرائيل وقبرص بهذه القوة من قبل، وهذا كله على السطح”.

وأضاف: “نحاول لعب دور متواضع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالتنسيق الوثيق مع إسرائيل، أنا متأكد من أن حزب الله لا يرحب بكل هذا”.

وتابع السفير القبرصي: “إذا تحققنا من عدد الرحلات الجوية بين البلدين، فسوف نفاجأ. غدا ستكون هناك 19 رحلة إلى قبرص. إنه قوي جدا في أجندة السياحة ورجال الأعمال والسياسة في إسرائيل”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى