اخبار لايف

قيود «الأقصى» تشعل خلافات إسرائيل وتهدد بـ«انفجار الضفة»


عادة ما يسبق حلول شهر رمضان إعلان إسرائيلي عن تسهيلات وصول إلى المسجد الأقصى، ولكن هذا العام سيكون الوضع مختلفا.

فبدلا من الإعلان عن تسهيلات فإن الحكومة الإسرائيلية تستعد للإعلان عن تقييدات يقول إسرائيليون عرب ويهود إنها «وصفة لحرب دينية»، بحسب قولهم، تهدد بإشعال الضفة والداخل الإسرائيلي.

ويحل شهر رمضان الشهر المقبل على وقع تطورات الحرب في قطاع غزة ما دفع سكان البلدة القديمة في القدس إلى الإعلان عن إلغاء الزينة التي تحتفي بحلول الشهر الكريم.

وأشارت اللجان الشبابية بالبلدة القديمة إلى أنها مستشعرة الوضع المأساوي في قطاع غزة قررت عدم تزيين أزقة وحارات البلدة القديمة كما كانت تفعل في كل عام.

بن غفير ينقل الحرب للقدس

لكن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يتوعد بنقل الصراع إلى المسجد الأقصى والقدس الشرقية، عبر فرض قيود على دخول المصلين الى المسجد خلال رمضان.

توجهات بن غفير تأتي خلافا لتوصيات الجيش وجهاز الأمن العام “الشاباك” الإسرائيليين الذين أوصيا بتسهيل وصول المصلين الى المسجد الأقصى خلال رمضان لتفادي تفجر الأوضاع.

لكن بن غفير، الذي يستغل حاجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء في الحكومة خشية انهيارها، نجح بإقناعه بتبني وجهة نظره وإن لم يكن بصورة كاملة.

ويشد مئات الآلاف من الفلسطينيين الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان.

الأمن «لا يستسلم»

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بدورها، يتضح أنها لم تستسلم كليا لبن غفير ونتنياهو، إذ أبرزت توصياتها الخلافات الداخلية بين الأجهزة المختلفة والحكومة.

وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي بالعبرية “كان”، الإثنين: “من المقرر أن تقدم الدوائر الأمنية إلى المجلس الوزاري المصغر توصياتها بشأن طبيعة القيود التي ستفرض على دخول المصلين إلى الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان المبارك والتي يمكنها أن تطال المواطنين العرب في إسرائيل كذلك”.

وأضافت: “طرحت الشرطة حل وسط بخصوص القيود الممكن فرضها على دخول المواطنين العرب إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان”.

ونقلت عن مصدرين إسرائيليين شاركا في النقاش الذي عقده نتنياهو بهذا الشأن، الأحد: “اقترحت الشرطة فرض قيود على مراحل بحيث يحظر على الرجال حتى سن الأربعين دخول الحرم فيما يتم تحديد أعمار النساء والأطفال لاحقا”.

وأوضحا أنه “سيتم تطبيق هذا الإجراء خلال الأسبوع الاول من الشهر الفضيل على أن يتم اتخاذ قرار في نهايته فيما هل سيستمر العمل بهذه الآلية ام إدراج تسهيلات عليها”.

وأضاف المصدران أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى تأييده لهذا المقترح وطلب فحص الموضوع بإمعان”.

ولم يصدر إعلان رسمي عن القيود التي سيتم فرضها، ولكن بن غفير يريد ألا تقتصر القيود على سكان الضفة الغربية، وإنما أيضا المواطنين العرب في إسرائيل، ويطالب باقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد في حال تنظيم أي احتجاجات في ساحاته ضد الحرب.

ونأى مكتب نتنياهو بنفسه عن تحديد أي أعمار وقال، في بيان: “رئيس الوزراء اتخذ قرارا متوازنا يسمح بحرية العبادة ضمن حدود الاحتياجات الأمنية التي تحددها سلطات المهنة. وأي نشر آخر غير صحيح”.

الأمن الإسرائيلي: بن غفير «يحارب المسلمين»

واعتبر المسؤولون في الجهاز الأمني الإسرائيلي، أن “مقترحات بن غفير تعد بمثابة إعلان حرب على المسلمين”.

وقالت القناة “الإخبارية 12” الإسرائيلية، نقلا عن مسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي: “قضية الدين والمسجد الأقصى توحد المسلمين في كل العالم، وبن غفير يحول حرب إسرائيل ضد حماس إلى حرب اليهود ضد المسلمين، ويمكن لأي شخص أن يفهم معنى ذلك”.

«مهزلة قد تتحول لمأساة»

يأتي هذا فيما اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن “قرار إسرائيل بشأن صلاة رمضان مهزلة قد تنتهي بمأساة”.

وقالت: “خلال اجتماع الأحد، طالب بن غفير بوضع قيود صارمة على المصلين العرب الإسرائيليين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. ولم يعترض جميع المسؤولين الأمنيين فحسب؛ وتبين أن هناك صعوبات قانونية في منع دخول المصلين الإسرائيليين على أساس فئات كاسحة مثل العمر، ومع ذلك، فمن الممكن حظر بعض الأشخاص لمنع التحريض الديني”.

وأضافت: “وهذا هو القرار الذي تم اتخاذه في نهاية الاجتماع، ومع ذلك، أصدر نتنياهو، مع خوفه من بن غفير، ملخصًا غامضًا يمكن لجميع المشاركين قراءته كما يحلو لهم. وكان ذلك كافيا لوزير الأمن القومي ليعلن أن موقفه قد تم قبوله وأنه سيتم فرض قيود واسعة على المصلين العرب الإسرائيليين”.

وتابعت: “كان ذلك كافيا لإثارة تحذيرات المشرعين العرب الذين حذروا من اندلاع انتفاضة بين الجمهور العربي داخل الخط الأخضر”.

تحذير من فلسطينيي الداخل

ومن جهتها، حذرت لجنة المتابعة للجماهير العربية، “من نية حكومة الحرب، القبول بطلبات الوزير المستوطن إيتمار بن غفير، لفرض قيود على دخول المسلمين من فلسطينيي الداخل، وفلسطينيي القدس، إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، بعد فرض قيود مشددة على فلسطينيي الضفة، وحظر فلسطينيي قطاع غزة بطبيعة الحال، في ظل حرب الإبادة المستمرة على شعبنا”.

وقالت لجنة المتابعة في بيان تلقته “العين الإخبارية”: “إن شهر رمضان الفضيل هو شهر عبادة وتقوى، إلا أن العقلية العنصرية التي تهيمن على الحكومة الإسرائيلية جعلته شهر استفزازات وتهديدات وقمع وحرمان لحرية العبادة لأصحاب الوطن والمقدسات وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.

وشددت لجنة المتابعة على أن “هذه الشروط التي يطلبها بن غفير، ويوافق عليها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، بحسب ما ينشر في وسائل الإعلام، هي إعلان حرب شاملة علينا، وهي مقدمة لتفريغ الحرم القدسي الشريف من أجل سيطرة المستوطنين على المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه، بحسب ما يسعى له المستوطنون والمتطرفون عامة على مدى السنين”.

وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية: “هذا القرار لن يمرّ أبدًا، لا هنا ولا في العالم. محاولات تفريغ الأقصى ستفشل ومعها ستفشل مخططات هؤلاء”.

ودعا بركة، في بيان، تلقته “العين الإخبارية” المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى “العمل من أجل وقف هذا التصعيد الخطير إلى جانب حرب الإبادة في غزة”، بحسب قوله.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى