اخبار لايف

كينشاسا والمتمردون.. هل تضمد الحكومة الجديدة ندوب الشرق؟


تغيرت التشكيلة الحكومية بالكونغو الديمقراطية في تعديل منح حقيبة الدفاع لشخصية جديدة تنصب عليها الأنظار أملا بتخفيف ندوب الشرق المضطرب.

خطوة تقسم الرأي العام المحلي بين من يعتبرها ضرورية لمواجهة الأزمة الأمنية الخطيرة الناجمة عن هجمات المتمردين في الشرق، وبين من يرى أنه لا فائدة من تغيير الأشخاص طالما لم تتم مراجعة الاستراتيجية في حد ذاتها.

وقبل يومين، أعلنت الكونغو الديمقراطية تشكيل حكومة جديدة، منهية بذلك حالة جمود دامت أكثر من خمسة أشهر بعد إعادة انتخاب الرئيس فيليكس تشيسيكيدي.

ومع أن الإعلان جاء بعد أقل من أسبوعين على إعلان الجيش إحباط محاولة انقلاب، لكن مراقبين يعتقدون أن السياق الأهم لا يكمن في ما حدث في كينشاسا وإنما في ما يحدث في الشرق.

فتشكيل الحكومة الجديدة يأتي في وقت يتجدد فيه القتال بهذه المنطقة المضطربة، هناك حيث يحاول جيش الكونغو استعادة الأراضي التي استولى عليها متمردو حركة إم23 (حركة 23 مارس).

ماذا تغير؟

أُعلن عن تشكيل الحكومة الجديدة عند الفجر وتعيين غاي كابومبو موديامفيتا وزيرا للدفاع، وهو منصب رئيسي في خضم أزمة المتمردين في الشرق.

ويخلف موديامفيتا سلفه جان بيير بيمبا في تغيير تعتقد عدة مصادر أنه يأتي على خلفية الصعوبات المتزايدة التي واجهها الرجل بالفترة الأخيرة في تحمل الانتقادات القادمة من المقربين من الرئيس شيسكيدي.

كما أن علاقاته لم تكن دائما سلسة على ما يبدو مع بعض القيادات العسكرية، وهذا أيضا من الأسباب التي قد تكون قادت نحو تنحيته عن المنصب وتكليفه بوزارة النقل.

أما غاي كابومبو موديامفيتا، فيعتبر من دائرة النفوذ الداخلية للرئيس، وفي الجهاز الأمني، سيتعاون بشكل خاص مع جاكمين شعباني، نائب رئيس الوزراء المكلف بالداخلية والأمن، وهو أيضا عضو في الحزب الرئاسي ومقرب من تشيسيكيدي، وهذا يؤكد إعادة تركيز سيطرة الأجهزة الأمنية على رأس الدولة.

ويحتفظ تشيسكيدي أيضا بالسيطرة على الدبلوماسية، مع تعيين تيريز كايكوامبا فاغنر على رأس وزارة الخارجية، ويمثل هذا الاختيار تغييرا في الصورة مع وصول هذه التكنوقراط المسؤولة عن خلافة كريستوف لوتوندولا صاحب الخبرة.

المعضلة الأكبر

كل الملفات مؤجلة حاليا بالنسبة للحكومة الجديدة، باستثناء المسألة الأمنية الملحة في الشرق، في ظل تواتر هجمات متمردي حركة “إم 23” وتوسع نطاق نفوذهم.

وقبل أسابيع، سيطرت الحركة المتمردة على مدينة روبايا المنجمية شرقي البلاد بعد معارك عنيفة خاضتها ضد القوات الحكومية.

وروبايا مدينة في إقليم ماسيسي بمقاطعة شمال كيفو على بُعد حوالي أربعين كيلومترا شمال غرب مدينة غوما عاصمة المقاطعة، وهي مدينة كونغولية غنية بالمناجم التي تنتج خصوصا معدن الكولتان الاستراتيجي للصناعات الإلكترونية.

و”حركة 23 مارس” التي تعرف اختصارا بـ”إم 23″ هي مليشيا كونغولية مؤلفة من أفراد ينتمون إلى عرقية التوتسي، وقد استأنفت، نهاية 2021، القتال متهمة كينشاسا بعدم احترام الاتفاقات الخاصة بإعادة دمج مقاتليها.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى