اخبار لايف

ماذا يعني نشر منظومة «ثاد» الأمريكية في إسرائيل؟.. خبراء عسكريون يجيبون


في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، وخاصة بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها في الطرف الآخر، اتخذت واشنطن قرارًا بنشر منظومة الدفاع الصاروخي المتقدمة “ثاد” في إسرائيل، ما أثار تساؤلات عديدة حول أبعاده العسكرية وتوقيته ودوافعه.

ووفق  خبراء عسكريين لـ”العين الإخبارية” فإن منظومة “ثاد” تمثل خط دفاع إضافيا لإسرائيل في ظل التهديدات المتصاعدة من إيران التي تمتلك ترسانة صاروخية متطورة وأذرعها بالمنطقة، في حال قررت تل أبيب توجيه ضربة لطهران، ومن ثم فإن نشر “ثاد” يهدف إلى توفير مظلة حماية لإسرائيل.

فيما اعتبرها آخرون جزءا من الحوافز الأمريكية لإسرائيل لعدم التصعيد والابتعاد عن استهداف منشآت نووية لإيران ومنع اندلاع حرب إقليمية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الأحد رسميا نشر بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع (ثاد) وطاقمها في إسرائيل.

وبحسب بيان للبنتاغون فإنه “بتوجيه من الرئيس (جو بايدن)، أذن وزير الدفاع (لويد) أوستن بنشر بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع (ثاد) وطاقم من العسكريين الأمريكيين في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

قرب موعد الرد

الخبير اللبناني في الشؤون العسكرية، العميد طيار أندريه أبو معشر، قال إن منظومة الدفاع الجوي ثاد مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية وخاصة الفرط صوتي داخل وخارج الغلاف الجوي.

وأضاف أبو معشر في حديث لـ”العين الإخبارية” أنه ربما تكون تلك المنظومة جزء من الحوافز الأمريكية لإسرائيل لعدم استهداف منشآت نووية لايران، لافتا إلى أن امتلاك تل أبيب هذا النوع من الدفاع الجوي يزيد من توفير الحماية من الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تطلقها إيران في حال قررت إسرائيل التصعيد مع إيران.

فالضربة السابقة لإيران أظهرت ضعف القبة الحديدية أو المنظومات الدفاعية القائمة من سهم ٢ وسهم ٣ ومقلاع داود في احتواء أو تجميد كافة الصواريخ مما ساعد حوالي خمسين بالمائة من الصواريخ في بلوغ أهدافها، وفق أبومعشر، الذي لفت إلى أنه ربما تساعد منظومة ثاد على احتواء التهديدات الناجمة عن الصواريخ الباليستية التي ممكن أن ترد إيران بها.

ورجح الطيار اللبناني السابق أن تأخير الرد الاسرائيلي كان من أجل وصول تلك المنظومة ونشرها ووضعها موضع التنفيذ، مؤكدا أنه فور بدء تجهيز هذه المنظومات يمكن القول إن الرد الاسرائيلي على إيران أصبح قاب قوسين من تنفيذه.

وعن أهداف الضربة الإسرائيلية، توقع أن تكون محدودة حتى لا تتعرض كافة مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى مخاطر في حال حدوث خسائر كبيرة في إيران.

وتعرضت إسرائيل لهجومين من إيران الأول في 13 أبريل/نيسان ردا على استهداف قنصليتها في سوريا، ومرة أخرى في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ردا على مقتل قيادات فيما بات يعرف بـ”محور المقاومة”.

اغتيال قيادات الحرس

بدوره، قال الخبير العسكري اللبناني العميد يعرب صخر، إن إسرائيل لديها حماية بنسبة ٧٠ بالمائة، وتلك المنظومة الجديدة لتغطية الفراغ الباقي بحدود ثلاثين بالمائة للدفاع عن إسرائيل وحماية أجوائها من الصواريخ الباليستية التي قد تأتي من إيران.

وفي حديث لـ”العين الإخبارية”، أوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت لديها قناعة كبرى بأن إسرائيل سوف تهاجم إيران، متوقعا أن تستهدف الضربة القوات البحرية الإيرانية وبعض منصات الصواريخ والأنفاق ومصانع المسيرات وقيادات الحرس الثوري وقد تغتال بعض المسؤولين عن البرنامج النووي وليس المفاعل النووي يعني الأشخاص والتقنيين والعلماء والأرشيف والبرمجيات، مستبعدا أن تستهدف مصادر الطاقة لأن هذا هاجس تخشاه أمريكا بسبب تداعياته على سعر النفط العالمي قبل الانتخابات.

أهداف صناعية وعسكرية

أما الخبير العسكري اللبناني، عادل مشموشي، فتوقع أن تكون الضربة موجهة إلى أهداف استراتيجية في العمق الإيراني ومنها القدرات الدفاعية الجوية ومن ثم أرسلت أمريكا منظومة “ثاد” كمظلة حماية لإسرائيل.

ولم يستبعد مشموشي في حديث لـ”العين الإخبارية” أن تكون الصناعات العسكرية و منصات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى والأسطول البحري أهداف لإسرائيل، لافتا إلى أنه ربما تكون هناك أهداف مدنية من شأنها أن تقوض القدرات الاقتصادية منها استهداف أماكن تخزين الاحتياطي من المحروقات والمصافي النفطية وأخيرا المشروع الإيراني النووي وهو ما سيستلزم ردا من طهران قد يكون بمثابة شرارة الحرب.

واعتبر أنه في كل الأحوال وصول تلك المنظومة يعني أن الرد الإسرائيلي اقترب وإرفاق خبراء معها قادرين على التعامل يعني عدم وجود وقت للتدريب عليها.

ما هو نظام ثاد؟

ونظام ثاد هو نظام دفاع جوي متقدم طورته شركة لوكهيد مارتن للدفاع الصاروخي الباليستي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، والغرض الرئيسي منه هو اعتراض وتدمير صواريخ العدو في المرحلة الأخيرة من رحلتها، أي عندما تكون بالفعل في طريقها إلى الهدف، وما يجعل النظام فريدا هو قدرته على العمل داخل وخارج الغلاف الجوي.

وتقول القناة 12: “النظام قادر على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى (حتى 1000 كم)، والصواريخ المتوسطة (3000-1000 كم)، وحتى بعض الصواريخ طويلة المدى (3000-5000 كم”.

وأضافت: “يستخدم نظام “ثاد” طريقة “الضرب للقتل”، مما يعني ضرب صاروخ العدو مباشرة بسرعة عالية جدا، دون الحاجة إلى رأس حربي، هذا نهج فعال للغاية لتدمير الصواريخ الباليستية، لأن الطاقة الحركية للتأثير كافية لتدمير الصاروخ المهدد”.

وأشارت إلى أنه: “بدأ تطوير نظام ثاد كرد مباشر على التهديدات المكتشفة خلال حرب الخليج عام 1991. وكانت عملية التطوير صعبة، مع 6 إخفاقات متتالية في اختبارات الاعتراض بين عامي 1995 و1999، وجاءت نقطة التحول في يونيو/حزيران 1999، عندما تمكن النظام من اعتراض صاروخ مستهدف لأول مرة. وسجل نجاح آخر في 2 أغسطس/آب 1999. ومنذ ذلك الحين، خضع النظام لتحسينات كبيرة وأثبت فعاليته في عدد كبير من التجارب”.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنه “سيتم نشر حوالي 100 جندي أمريكي في إسرائيل إلى جانب أنظمة الدفاع”.

وأضافت: “يعد نشر نظام ثاد في إسرائيل جزءا من تحرك أوسع من جانب الولايات المتحدة لتعزيز الدفاع عن حليفتها في الشرق الأوسط”.

وتابعت: “في الآونة الأخيرة، وقعت الولايات المتحدة صفقات أسلحة بمليارات الدولارات مع إسرائيل وخطط لتطوير الهياكل العسكرية في إسرائيل، بما في ذلك قاعدة في جنوب إسرائيل والبنية التحتية للطيران. وتعكس هذه الخطوات التوترات المتزايدة في المنطقة، لا سيما تجاه إيران، والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى