اخبار لايف

مسرحية «البخارة» التونسية.. «جنة قابس» تتحول إلى «معبد الموت» (خاص)


استقبل جمهور الفن الرابع بتونس العرض المسرحي قبل الأول لمسرحية “البخارة” للمخرج الصادق الطرابلسي بمدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية.

والمسرحية من بطولة نجوم الدراما بتونس مريم بن حسن، ورمزي عزيز، وعلي بن سعيد وبلال سلاطنية ومكي بليغ.

وتعالج المسرحية مشكلة التلوث البيئي الذي تعاني منه مدينة قابس (جنوب شرقي البلاد) والتي حولتها من وجهة ساحلية سياحية إلى مدينة تعاني من “المجمع الكيميائي”.

ويعاني أهالي قابس منذ 40 عاما من مشاكل التلوث الناتج عن تسرب الغازات السامة للوحدات الكيميائية بالمجمع الكيميائي (حكومي تأسس سنة 1972)، إضافة إلى وجود إفرازات لمادة “الفوسفوجبس” التي يتم ضخها مباشرة في البحر المتوسط.

ومادة “الفسفوجبس” هي بقايا الفوسفات الذي يتم جلبه من مدينة قفصة (جنوب) إلى قابس لمعالجته داخل المجمّع الكيميائي.

ومنذ سنوات، تحاول السلطات التونسية إيجاد حلول لمخاطر التلوث التي تسبب بها مجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة شط السلام بقابس، دون تحقيق أي نجاح.

هذا العمل المسرحي يحمل هموم مواطنين سلبت منها أبسط حقوقها في الحياة ومن تنفس هواء نظيف”.

وبدأت مشاهد المسرحية باسترجاع بطل الفيلم لأيام طفولته عندما كان في عقده الأول من عمره،  وكان يذهبُ مع والده إلى البحر في مدينة قابس الساحلية (مسقط رأسه)، وينبهر بالأضواء والبخار المتصاعد في السماء وكان يتخيلها مدينةٌ ألعابٍ كبرى أو مدينة تخفي ثلوجا وجبالا.

ولكن عندما يكبر وينضج، يدرك أن ذلك البخار ليس سوى ظلام يخفي “معبد الموت” وأن تلك الأضواء الكاذبة هي في الحقيقة ظلام.

صرخة مدوية أطلقها بطل المسرحية عندما قال “ويني (أين) الشمس!!!؟”، اختزلت معاناة أهالي قابس من التلوث والمرض بالسرطان وعدم العيش في بيئة سليمة.

وضعت مسرحية “بخارة” الجمهور أمام قضية التلوث البيئي الذي حول جنة قابس إلى جحيم دائم بسبب صرف المجمع الكيميائي الذي يلقى في البحر.

فقابس تعد الواحة الساحلية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط، حيث تحيط بها شواطئ من الرمل الدقيق. وتعاني معظم شواطئها من التلوث البيئي.

وقال مخرج العمل الصادق الطرابلسي لـ”العين الإخبارية” إنه “يشعر بالسعادة لإخراج أول عمل مسرحي في مسيرته الفنية، وأراد أن يكون هذا العمل مهما وذو قيمة وجودة”.

وأضاف أنه أراد أن يكون العرض ما قبل الأول لمسرحيته في مسرح الجهات بمدينة الثقافة باعتباره يستوعب أكثر من 700 شخص”.

وتابع: “أعتقد أن هذا العمل سيخلق وعيا جماعيا بضرورة وضع حد لهذه المأساة الخانقة للمجمع الكيميائي بمدينة قابس، الذي يسبب العديد من  الخسائر البشرية والبيئية والنفسية”.

واوضج أن  “هذه المسرحية جاءت لتدق ناقوس الخطر الذي داهم محافظة قابس” .

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى