اخبار لايف

مصير أمريكا والعالم ودعم هاريس.. رسائل بايدن بمؤتمر الديمقراطيين


تحذيرات ودعم وانتقادات.. خطاب اختتم به الرئيس الأمريكي جو بايدن مسيرته السياسية، في مؤتمر الحزب الديمقراطي بشيكاغو، قبل أن يسلم الشعلة لنائبته.

وقبيل كلمته، اعتلت السيدة الأولى جيل بايدن (73 عاما) المنصة في شيكاغو.

وقالت جيل: “لا يمكن أن نخسر في الانتخابات وسنكافح حتى ننتصر معًا”، ثم قدّمته للكلمة ابنته آشلي.

تصفيق حار

وحظي بايدن بتصفيق حار الإثنين لدى وصوله إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لإلقاء خطاب يسلّم فيه الشعلة لنائبته كامالا هاريس التي سيرشّحها الحزب رسمياً لخلافته.

وبعد أن قدّمته ابنته آشلي لإلقاء هذا الخطاب الختامي لمسيرته السياسية، قال بايدن مخاطباً الحشد الذي قابله بهتافات صاخبة وتصفيق حار “أحبكم”.

مصير أمريكا والعالم

وقال بايدن، الذي انسحب مفسحاً المجال لتسمية نائبته كامالا هاريس مرشحة للحزب للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني: “نحن على مفترق طرق وقراراتنا اليوم ستقرر مصير أمتنا والعالم لعقود من الزمن”.

وأضاف الرئيس الأمريكي: “يجب أن نكون مستعدين للتصويت للحرية والديمقراطية وأن ندعم كامالا هاريس”.

جانب من كلمة جو بايدن

وتابع: “لا مكان للعنف السياسي في بلادنا”، مشيرا إلى أن “ديمقراطية الولايات المتحدة تواجه تهديدات عدة”.

وأكد: “كنت رئيسا لكل الأمريكيين سواء من صوتوا لصالحي أم لا”.

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن “المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في شيكاغو لديهم وجهة نظر”، وذلك تعقيبا على المظاهرات التي تحيط بالمؤتمر والتي تطالب بوقف دعم إسرائيل.

هجوم على ترامب

وأضاف الرئيس الأمريكي: “المتطرفون رأوا في الرئيس السابق حليفا لهم”، واعتبر أن “ترامب فاشل وفي فترة حكمه ارتفعت معدلات الجريمة بنسبة 30%”.

وأثار بايدن قضية الأسلحة الهجومية مرة أخرى، مؤكدا أن “الوقت قد حان لحظرها”.

وحول ملف الحدود، قال الرئيس الأمريكي: “إن ترامب يكذب في هذا الشأن، وتعمد إفشال تمرير قانون الحدود لعرقلة إدارتي”.

دعم هاريس

ومهد بايدن لهاريس التي تلقي، الثلاثاء، خطاب قبول ترشيحها، وهو ما كان الرئيس يستعد للقيام به شخصيا قبل بضعة أسابيع فحسب.

وقال بايدن: “كنت رئيسا لكل الأمريكيين سواء من صوتوا لصالحي أم لا”، موضحا: “81 مليون أمريكي صوتوا لنا خلال الانتخابات السابقة من أجل إنقاذ الديمقراطية”.

جانب من كلمة جو بايدن

ولفت إلى أن “الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فشل في بناء البنى التحتية للولايات المتحدة”.

واستطرد: “ترشحت في الانتخابات بعدما رأيت المتطرفين يتظاهرون ويحملون شعارات النازية”، لافتا إلى أن “المتطرفين رأوا في الرئيس السابق حليفا لهم”.

تسليم الشعلة

وقبل الكلمة بساعات وخلال تجربة تقنية مقتضبة على المنصة في شيكاغو قال بايدن في تصريحات صحفية: “أنا جاهز لتسليم الشعلة”.

وخصّ الديمقراطيون بايدن بتكريم يليق بسنواته المديدة في السياسة، يشارك فيه المسؤولون أنفسهم الذين ساهموا في دفعه إلى الخروج بسبب مخاوفهم بشأن وضعه الصحي وسنّه.

وظهرت هاريس لفترة وجيزة بجانب بايدن على المسرح بمناسبة إلقاء خطابه الوداعي، في لحظة رمزية تصوّر وحدة الصف بين الديمقراطيين بشأن خلافته في البيت الأبيض.

جانب من كلمة جو بايدن

والأحد، قال بايدن إنه يشعر بـ”الارتياح، ارتياح حقيقي” بشأن خطابه، بعدما أمضى عطلة نهاية الأسبوع يضع اللمسات الأخيرة عليه مع مساعديه المقربين في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي بولاية ميريلاند الريفية.

ويدرك بايدن جيدا أن إرثه السياسي يتوقف على فوز هاريس على ترامب في الانتخابات، وهو يعي أنه في حال هزمها خصمها، فسوف يلومه كثر على بقائه في السباق لوقت طويل قبل الانسحاب في الشوط الأخير.

عطلة بايدن

ولن يبقى بايدن لحضور خطاب نائبته، بل سيعود مباشرة بعد كلمته ليبدأ عطلة تستمر 6 أيام في كاليفورنيا، فيما يتواصل المؤتمر من دونه.

وقالت لوري بيث هاغر الممثلة عن ولاية نورث داكوتا التي حضرت إلى شيكاغو للمشاركة في المؤتمر “أشعر بالحنين”، مشيدة بـ”الرئيس العظيم”.

وأضافت: “سوف أحمل معي المحارم غداً، لكنني معجبة أيضا بالشجاعة، الشجاعة السياسية التي تحلّى بها بالتأكيد باتخاذه هذا القرار”.

وقال كين تشيستك وهو مندوب ديمقراطي عن ولاية وايومينغ: “آسف لمشاهدته يغادر، ستكون لحظة بغاية الصعوبة”.

وذكر الناشط الديمقراطي هاري باسكال: “أنا أحب هذا الرجل، لكنني شعرت بسعادة غامرة لانسحابه لأنه كان يشدنا للأسفل”.

ويشيد الديمقراطيون ببايدن باعتباره المرشح الذي هزم ترامب عام 2020 ثم قاد البلاد لإخراجها من جائحة كورونا وكذلك أيضاً من صدمة السادس من يناير/كانون الثاني 2021 حين اقتحم أنصار للرئيس السابق مقر الكونغرس.

وبموازاة المؤتمر الديمقراطي، سيجول ترامب على ولايات تشهد منافسة محتدمة فينظم تجمعات انتخابية طوال الأسبوع في بنسيلفانيا وميشيغن وكارولاينا الشمالية.

بايدن.. تاريخ بالمؤتمرات

ولقد حضر بايدن كل المؤتمرات الديمقراطية باستثناء مؤتمر واحد على مدار نصف القرن الماضي.

وشهد معارك على الأرض وانقسامات عميقة في الحزب في عام 1980.

وشهد خطابة عالية من المرشح الصاعد باراك أوباما في عام 2004 ــ ثم بعد 4 سنوات ألقى خطابا بصفته نائبا لأوباما.

لكنه لم يشهد قط مؤتمرا مثل هذا المؤتمر، حيث يلعب هو نفسه دورا غير مسبوق.

وكان من المفترض أن يكون هذا المؤتمر مخصصا لإعادة ترشيح بايدن ووضعه على قمة القوة العالمية لمدة أربع سنوات أخرى. ولكن الأمر بدلا من ذلك يتعلق بتسليم الشعلة.

وقبل بضعة أسابيع، كان بايدن يفكر في أجندة لولاية ثانية؛ والآن يفكر في كيفية العيش خارج المنصب السياسي.

إذا كان الكثيرون يعتبرون إصرار بايدن على الترشح لإعادة انتخابه بمثابة غطرسة، فإن قراره بالتنحي يتم الاحتفال به باعتباره عملاً من أعمال التواضع لرجل يبلغ من العمر 81 عامًا قضى معظم حياته في مطاردة الرئاسة.

ويعد خطابه أحد الفرص القليلة المتبقية لبايدن للتحدث أمام جمهور وطني كبير. إنه بمثابة نهاية حزينة لمسيرة سياسية وطنية بدأت في عام 1972، عندما اقتحم الساحة كعضو منتخب في مجلس الشيوخ يبلغ من العمر 29 عامًا ويتميز بشبابه وطاقته.

وكان المؤتمر الوحيد الذي غاب عنه بايدن هو المؤتمر الذي عقد في عام 1988، عندما كان يتعافى من تمدد الأوعية الدموية في المخ.

وباعتباره شخصية صاعدة في الحزب، كان يُمنح غالبًا فترات للتحدث في أوقات الذروة.

وفي عام 2004، استخدم تصريحاته لاقتباس أقوال ويليام بتلر ييتس، الشاعر الإيرلندي المفضل.

وفي عامي 2008 و2012، كان بايدن متحدثًا مميزًا بصفته نائبًا لأوباما، وقد قدمه ابنه بو.

وفي عام 2016، استخدم فترة حديثه للإشادة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والتحذير من المخاطر التي يفرضها ترامب، وتقديم وداع واضح – فقط ليعود بعد 4 سنوات كمرشح للحزب.

وكان مؤتمر الحزب الديمقراطي لعام 2020 واحدًا من أكثر المؤتمرات غرابة في تاريخ الحزب الديمقراطي، حيث كان حدثًا افتراضيًا في ذروة جائحة فيروس كورونا.

وقال بايدن في ذلك التجمع: “لا يعرف أي جيل ما سيطلبه التاريخ منه. كل ما يمكننا معرفته هو ما إذا كنا سنكون مستعدين عندما تأتي تلك اللحظة”.

وتحدث عن 4 أزمات قال إنها تواجه الولايات المتحدة: كورونا، وعدم المساواة العرقية، والانهيار الاقتصادي، وتغير المناخ.

“لذا فإن السؤال المطروح علينا بسيط: هل نحن مستعدون؟ أعتقد أننا مستعدون. يجب أن نكون كذلك”.

والآن، بعد مرور ما يقرب من أربع سنوات على ذلك اليوم، أصبحت اللحظة مختلفة تماما عما كانت عليه آنذاك.

واضطر بايدن إلى الاعتراف بأن ما طلبه التاريخ منه في هذه اللحظة هو التنحي جانبا.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى