اخبار لايف

من ريال مدريد إلى فنربخشة.. 5 محطات في رحلة انهيار جوزيه مورينيو (تحليل)


تحوّل الأسطورة جوزيه مورينيو من أحد أفضل مدربي كرة القدم حول العالم، إلى آخر لم يعد مرغوبا لدى الأندية الأوروبية الكبرى، بعد أن صال وجال في القارة العجوز.

بزغ نجم مورينيو للمرة الأولى خلال توليه القيادة الفنية لفريق بورتو البرتغالي، وتُوج معه بطلا لدوري أبطال أوروبا في حدث تاريخي لا يُنسى عام 2004، خطف به أنظار أكبر الأندية.

سرعان ما تحوّل مورينيو إلى حجر الأساس في مشروع تشيلسي الإنجليزي تحت قيادة مالكه الروسي السابق رومان أبراموفيتش، ليضعه بين مصاف الكبار محليا وقاريا في غضون أشهر قليلة فقط.

ولكن كيف انهار مورينيو من قمة كرة القدم الأوروبية إلى القاع؟ هذا ما تجيب عنه “العين الرياضية” من خلال السطور التالية.

بداية تاريخية

جاءت انطلاقة مورينيو مدوية كما سلف الذكر، عندما قاد مجموعة مغمورة وقتها من اللاعبين نحو المجد، مع فريق لم يكن مرشحا على الإطلاق للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.

لكن المدرب المُلقب بـ “الاستثنائي” أبدع وأمتع، وتفوق على عمالقة القارة العجوز، وانتصر على مانشستر يونايتد الإنجليزي العريق بقيادة الاسكتلندي أليكس فيرغسون، ثم أطاح بفريق أولمبيك ليون الفرنسي وديبورتيفو لاكورونا الإسباني تباعا من الدورين ربع ونصف النهائي على التوالي.

صحيح أن طريق بورتو بدا سهلا نحو المباراة النهائية، بالحديث عن فريقين مثل ليون وديبورتيفو لاكورونا، لكن في النهاية يُحسب له التتويج باللقب، الذي اقتنصه على حساب موناكو الفرنسي بثلاثية تاريخية في النهائي.

إجمالا، حقق مورينيو مع بورتو نجاحات بالجملة في وقت قياسي، وتُوج معه بلقب كأس أوروبا 2002-2003، ثم دوري الأبطال في الموسم التالي مباشرة، لينطلق قطاره سريعا نحو المحطة الثانية.

مورينيو يضع تشيلسي بين مصاف الكبار

في 2 يونيو/ حزيران من العام 2004، أعلن تشيلسي بشكل رسمي التعاقد مع مورينيو ليقود الفريق خلال حقبة جديدة، ويحقق معه نجاحات في وقت قياسي، ويتوج بلقب الدوري الممتاز في موسمه الأول 2004-2005.

وفي الموسم التالي حافظ مورينيو على لقب تشيلسي في البريميرليغ، وأضاف معه كأس الاتحاد الإنجليزي، وأظهر هيمنة واضحة على المنافسات المحلية تحديدا، لكن دون أن يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا.

جوزيه مورينيو

إنتر ميلان.. التجربة الأنجح على الإطلاق

فضّل مورينيو الابتعاد قليلا عن ضغوطات الدوري الإنجليزي، وخاض مغامرة كانت وقتها محفوفة بالمخاطر، وفي 3 يونيو 2008، تم تقديمه مدربا لفريق إنتر ميلان.

وتُصنف تجربة مورينيو مع إنتر ميلان على أنها الأنجح على الإطلاق في مسيرة المدرب الاستثنائي، الذي حقق نجاحات مذهلة مع “الأفاعي” خاصة في موسم تاريخي عام 2010.

في الموسم المذكور سلفا، حقق إنتر ميلان ثلاثية تاريخية لا تُنسى وتُوج بالدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا، مع مجموعة من صفوة لاعبي كرة القدم آنذاك بقيادة الكاميروني صامويل إيتو والهولندي ويسلي شنايدر وغيرهما.

ريال مدريد.. المحطة الأكبر وصدمة العمر

بعد نجاحاته الاستثنائية مع بورتو ثم إنتر ميلان على مستوى دوري أبطال أوروبا، وقع اختيار ريال مدريد على مورينيو لإنقاذ سمعة الفريق قاريا بعد سلسلة من التعثرات والنتائج السلبية، بدأت منذ عام 2003 وحتى وصوله.

جيل ريال مدريد في حقبة مورينيو ضم مجموعة من أفضل اللاعبين، من أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، والكرواتي لوكا مودريتش، والفرنسي كريم بنزيما مع البرازيلي ريكاردو كاكا، لكنهم فشلوا بشكل غير متوقع خاصة على الصعيد القاري.

جوزيه مورينيو

لسوء حظ مورينيو أنه درّب ريال مدريد خلال حقبة برشلونة التاريخية تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، وفي عز تألق الأسطورة ليونيل ميسي مع إندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وغيرهم.

وعلى مدار 3 سنوات، تُوج ريال مدريد بـ3 ألقاب فقط مع مورينيو بواقع لقب وحيد في الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر المحلي.

لكن مورينيو يتذكر فترة ريال مدريد جيدا، وتحديدا الخسارة الدرامية أمام بايرن ميونخ الألماني في إياب نصف نهائي دوري الأبطال 2012، ويقول في هذا الصدد “كانت هذه أكبر صدمة في حياتي، المرة الأولى والأخيرة التي بكيت فيها بسبب كرة القدم، هذا الجيل كان يستحق اللقب”.

بداية الانهيار

يُمكن القول إن مسيرة مورينيو أخذت في التراجع بشكل تدريجي بعد رحيله عن ريال مدريد في 2013، رغم التتويج بعدة ألقاب منها الدوري الإنجليزي مع تشيلسي، ثم الدوري الأوروبي رفقة مانشستر يونايتد، لكنه في الأحوال لم يعد “المدرب المرعب” كما كان سابقا.

اختار مورينيو العودة إلى تشيلسي، وحقق نجاحات كبيرة وتوج بالدوري الإنجليزي وكأس الرابطة موسم 2014-2015 ورحل سريعا، وفاز بـ3 ألقاب مع مانشستر يونايتد أبرزها “يوروبا ليغ”.

وبعد تجربة مانشستر يونايتد تحديدا، بدأ مورينيو يتلقى عروضا من أندية غير مصنفة بين كبار القارة الأوروبية، وجاءت البداية من توتنهام هوتسبير الإنجليزي الذي لم يُتوج معه بأي لقب، ثم روما الإيطالي وفاز معه بلقب دوري المؤتمر الأوروبي 2022 وحل وصيفا في اليوروبا ليغ 2023.

ولأن مورينيو لم يتلق أي عرض من ناد أوروبي كبير، اضطر آسفا للموافقة على قيادة فريق فنربخشة التركي مؤخرا، ليخوض أول تجربة تدريبية في مسيرته خارج الدوريات الأوروبية الكبرى منذ رحيله عن بورتو في صيف 2004.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى