اخبار لايف

نازحون بغزة ينشدون «عين الرحمة».. الهدنة أملهم الأخير


لم يعد في قلوبهم متسع للألم، فلقد استهلكوا رصيدهم من المعاناة لدرجة تجمدت معها الدموع بالمآقي واحتبست الصرخات في القلوب.

في غزة، لم يعد السكان الذين ودعوا منازلهم وذويهم يطلبون أكثر من وقف لإطلاق النار، هم يريدون فقط أن يتخلصوا من طنين القصف الملتصق بذاكرتهم حتى بات شبيها بناقوس يصم آذانهم.

في غزة، يمكن أن تسأل أي نازح عن أمنيته الوحيدة، ولن يتأخر في أن يرد مسرعا وبلا تفكير: هدنة.. نعم هدنة تخرس صوت الحرب للأبد، وتخمد رائحة الموت المنتشرة في كل شبر من القطاع المدمر.

عدد من هؤلاء النازحين في خان يونس، أعربوا عن أملهم في أن يتوصل الوسطاء المجتمعون في قطر اليوم الخميس (15 أغسطس/آب) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، لكنهم يشككون في موافقة إسرائيل عليه.

وبدأت الخميس جولة جديدة من التفاوض حول هدنة في قطاع غزة بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية، فيما تجاوز عدد قتلى الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر الأربعين ألفا، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.

تأتي المفاوضات بعد عشرة أشهر من حرب مدمّرة بين إسرائيل وحركة حماس، وفي ظل تصعيد إقليمي بين تل أبيب من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.

«عين الرحمة»

قالت أم محمد النجار، التي كانت تطبخ حساء العدس أمام خيمتها في خان يونس لإطعام أطفالها: “بتمنى من المجتمعين اليوم بقطر إنهم ينظروا لنا بعين الرحمة، وإنهم يسرعوا بوقف إطلاق النار لأنه ما فينا نستحمل أكثر من هيك”.

وأضافت لوكالة رويترز: “ينظروا لنا بعين الرحمة إنه إحنا تعبنا من ها الوضع ومش قادرين نتحمل ولا قادرين نعيش. إحنا فكرنا إحنا كل يوم بنموت ألف موته، نتمنى إنه نموت. صرنا من كتر ما إحنا خايفين وقلقانين على ولادنا كل يوم بنموت، بصراحة أنا بتمنى وقف إطلاق النار اليوم قبل بكره يا رب”.

بدورها، قالت فدوى النجار: “دوبهم يقولولنا وقف إطلاق النار.. فيش وقف إطلاق النار. يعني إحنا بنتأمل من عند الله يوقفوا إطلاق النار، بس إحنا مش شايفين. فيش وقف إطلاق النار بالمرة فيش بالمرة”.

وتابعت: “كل يوم ناس بتموت، كل يوم ناس مقطعين. إيش بدنا نقول لك.. بنشوف إشي معمرناش شفناه في حياتنا ما صار إشي زي هيك. كل يوم وقف إطلاق النار ومفيش أمل من وقف إطلاق النار”.

وأمس الأربعاء، قالت “حماس” إنها لن تشارك في هذه الجولة، لكن مسؤولا مطلعا على المحادثات قال إن من المتوقع أن يتشاور الوسطاء مع الحركة بعدها.

أمل رغم الألم

قال النازح عادل أبو أُطعيمة: “والله أول شي الأمل بوجه الله سبحانه وتعالى، لكن أنا متأمل. وبقول للوفود المفاوضة إنها تعمل حساب الشعب هذا إللي مش عارف.. فيش مكان تحط موضع قدم تحط رجلك فيه إنك تقعد”.

ومتحدثا عن وضعه، أوضح: “يعني أنا وزوجتي وولادي ونسوان ولادي قاعدين في الشارع. والله إلنا 8 أيام من الخميس إللي فات زي ما أنت شايف في المكان هذا. إحنا بنتأمل، إن شاء الله، الأمل في وجه الله إنه يسير حل وتوقف الحرب والناس ترجع حتى لو على ركام. إنه نقعد في بيوتنا المهم الاستقرار”.

وكذلك النازح عامر عبد الرازق قال “بتمنى وبطلب من ربنا يوفقهم إن شاء الله ويحلها. والأمل في وجه الله أول شي إنه تنفك وتخلص الحرب ونرجع لبيوتنا وبيكفي مجازر من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”.

واعتبر أن “نتنياهو مش بدو إنه يحل أصلا، نتنياهو لو بدو يحل كان حل من خمس ست شهور. هيدا الكلام مش من اليوم، بس نتنياهو مش مدعي أصلا يحل ولا حتى يوقف إطلاق النار. لأنه هو مجرم وصاحب مجازر كل يوم مجازر كل يوم مجازر”.

وذكرت الولايات المتحدة أنها تتوقع أن تمضي المحادثات غير المباشرة قدما كما هو مخطط لها في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الخميس، وأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا، لكنها أشارت إلى الحاجة الماسة لإحراز تقدم لتجنب حرب أوسع.

وقال النازح يحيي أبو دقة “والله بتمنى وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم. مجازر وأشلاء وشغلات زي هيك. يعني بتمنى إن شاء الله ربنا يوقف إطلاق النار ويسهلها معانا على أساس إنه البشرية إللي عنا متخلصش. يعني كل بيوتنا راحت وأطفالنا وشيخونا ونسائنا”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى