اخبار لايف

نتنياهو ورؤساء أمريكا.. عقود من الصدام


رغم أن إسرائيل تعد حليفة لأمريكا، إلا أن علاقة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بعدد من رؤسائها لم تخل من صدامات.

فعلى مدى نحو 3 عقود أمضاها نتنياهو في السلطة، قام خلالها بما لا يقل عن 20 رحلة رسمية إلى الولايات المتحدة حيث التقى بالعديد من المسؤولين الأمريكيين الذين اشتبك معهم أحيانا.

ورغم مكانة إسرائيل كحليف رئيسي لواشنطن أو ربما بسببها، فقد تحدى نتنياهو بجرأة وصراحة العديد من الرؤساء الأمريكيين، الأمر الذي سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء عليه بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لواشنطن هذه الأيام.

من القوى العظمى هنا؟

في يوليو/تموز 1996، عقد الرئيس بيل كلينتون أول اجتماع رسمي له مع نتنياهو في واشنطن، وهو اللقاء الذي تردد أنه شهد إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، محاضرة على الرئيس الأمريكي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأثار الأمر غضب كلينتون، وفقًا لمذكرات الدبلوماسي الأمريكي المخضرم آرون ديفيد ميلر.

خطوة تقوض الثقة

كان جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي -آنذاك- باراك أوباما، قد وصل منذ ساعات قليلة فقط إلى إسرائيل، لتأكيد دعم الولايات المتحدة لحليفها الأقرب.

حدث ذلك، حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية خطط بناء 1600 وحدة سكنية جديدة لليهود في القدس الشرقية.

توقيت الإعلان كان غريبا جدا، كونه جاء بعد يوم واحد فقط من موافقة إسرائيل والفلسطينيين على مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة الولايات المتحدة.

وللرد على خطوة الحكومة الإسرائيلية، ترك بايدن نتنياهو ينتظر لمدة ساعة ونصف قبل العشاء، في حين يعمل فريقه على صياغة بيان قوي صدر بينما يتناول الرجلان الطعام.

البيان الذي كان قويا، استخدم فيه بايدن كلمة “يدين”، وذكر أن “مضمون وتوقيت” الإعلان يمثل “على وجه التحديد نوع الخطوة التي تقوض الثقة التي نحتاجها الآن”.

أوباما 2011.. محاضرة

في 19 مايو/أيار 2011، دعا الرئيس باراك أوباما إلى حل الدولتين على أساس حدود 1967، مع مقايضات متبادلة متفق عليها.

وفي اليوم التالي، وبعد مناقشة مغلقة في البيت الأبيض، رفض نتنياهو علانية خطة أوباما، قائلا إن السلام القائم على “الأوهام” سينهار على “صخور الواقع في الشرق الأوسط”.

هذه اللهجة أغضبت أوباما حيث وجدها متعالية، وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس الأمريكي قال لأحد مساعديه إن نتنياهو “تبول على ساقي”.

وبعد 8 سنوات على “استغلال” نتنياهو الواقعة في حملة إعادة انتخابه، أشار إلى هذا اللقاء.

وعبر حسابه بموقع “فيسبوك”، شارك نتنياهو مقطعا من فيلم وثائقي يقول فيه الراوي: “هذه المرة، بيبي سيلقي محاضرة على أوباما، متخذا موقفا متشددا بشأن عملية السلام”، وكتب “في مواجهة كل الضغوط، سأحمي بلادنا”.

خطاب دون استشارة البيت الأبيض

في مارس/آذار 2015، وجه نتنياهو ضربة أخرى لعلاقته مع أوباما من خلال كلمته في الكونغرس الذي كان يقوده الجمهوريون آنذاك.

حيث وجه رئيس مجلس النواب الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي دون استشارة البيت الأبيض.

وفي الخطاب، تحدث نتنياهو عن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي اعتبره مسؤولو البيت الأبيض محاولة لجهود إدارة أوباما في المفاوضات المستمرة على مدار سنوات مع طهران للتوصل لاتفاق.

كان بإمكان بيبي أن يظل هادئًا

جمع تحالف قوي وشخصي بين نتنياهو ودونالد ترامب، لكن العلاقة توترت سريعا بعد هزيمة الرئيس الجمهوري السابق أمام بايدن في انتخابات 2020.

وفي ذلك الوقت، اتهم ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتسرع في تهنئة خصمه.

وقال ترامب: “أول شخص هنأ بايدن كان نتنياهو، الرجل الذي فعلت من أجله أكثر من أي شخص آخر.. كان بإمكانه أن يبقى هادئاً.. لقد ارتكب خطأً فادحاً”.

ولاحقا، قال ترامب في أواخر عام 2021: “لم أتحدث معه منذ ذلك الحين”، لكن نتنياهو وفريقه يعملون على استعادة العلاقات مع الرئيس السابق الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض.

اجتماع مع يسوع

علاقة طويلة ومعقدة عمرها 4 عقود تجمع نتنياهو وبايدن الذي يعد مؤيدا قويا لإسرائيل.

وذات مرة، كتب الرئيس الأمريكي على صورة تجمعهما “بيبي، أنا أحبك.. أنا لا أتفق مع أي شيء تقوله”، وهي الصورة التي احتفظ بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في مكتبه.

وسلطت حرب غزة الضوء على مدى تعقيد العلاقة بينهما، فحاول بايدن الموازنة بين دعم إسرائيل والضغوط التي يمارسها بعض الديمقراطيين لوقف تسليحها بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في القطاع.

وفي تسجيل لبايدن، قال الرئيس الأمريكي للسياسيين: “لقد أخبرته يا بيبي.. أنت وأنا سنعقد اجتماعاً مع يسوع”، وعند تنبيهه إلى الميكروفون المفتوح أجاب بايدن “جيد، هذا جيد”.

ولاحقا، علق نتنياهو قائلاً “إذا كان ذلك يعني إجراء محادثة من القلب إلى القلب، فقد أجرينا ذلك مرات عديدة على مدار الأربعين عامًا التي عرفت فيها جو بايدن وخلال المحادثات الـ 12 أو 13 منذ بدء الحرب”.

حجب الأسلحة

تعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل بما في ذلك أكثر من 6.5 مليار دولار من المساعدات الأمنية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، ادعى نتنياهو أن إدارة بايدن “تحجب الأسلحة والذخائر” وهو ما رفضه البيت الأبيض، وقالت المتحدثة باسمه كارين جان بيير، “نحن حقًا لا نعرف ما الذي يتحدث عنه”.

وكانت إدارة بايدن قد علقت في مايو/أيار الماضي، تسليم نوعين من القنابل إلى إسرائيل، لكنها استأنفت الشحن بحلول يوليو/تموز الجاري.

وعند مغادرته إلى واشنطن يوم الإثنين، قال نتنياهو إن رحلته ستكون فرصة لشكر بايدن “على الأشياء التي فعلها من أجل إسرائيل في الحرب وخلال مسيرته الطويلة والمتميزة في الخدمة العامة”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى