هل المحميات الطبيعية الحل الأمثل للحفاظ على أفيال السافانا؟
تُرى ما هي البيئة الأنسب لأفيال السافانا؟ المحميات الطبيعية أم المناطق المتصلة؟
تشتهر جنوب أفريقيا بأفيال السافانا، التي تم إدارجها في قوائم الحيوانات المهددة بالانقراض، ليس فقط بسبب التغيرات المناخية التي تهددها بالجفاف، وهي مخلوقات تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للبقاء على قيد الحياة، وإنما أيضًا الصيد الجائر الذي يهددها باستمرار؛ بسبب العاج المستخرج من أنيابها. ما دفع الناشطين البيئيين للمناداة بحفظ تلك الأفيال، وبالفعل، دخلت أعداد كبيرة منها في محميات طبيعية، لحفظها وتعزيز تكاثرها، بعيدًا عن أيادي الإنسان.
محاولة للفهم
في محاولة لفهم مقدار التقدم المحرز على مدار 25 عامًا، حللت مجموعة بحثية من جامعة بريتوريا في جنوب أفريقيا بيانات عن الأنماط المختلفة للحفاظ على نحو 70% من أفيال السافانا بين عامي 1995 – 2020. وتوّصلوا من خلال التحليل المعمق للبيانات التي جمعوها أنّ الحفاظ على أفيال السافانا في تقدم، وكانت النتائج إيجابية؛ إذ وجدوا أنّ أعداد أفيال السافانا الموجودة اليوم، هي نفسها التي كانت موجودة قبل 25 عامًا، وهذا انتصار رائع، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «ساينس أدفانسس» (Science Advances) في 5 يناير/كانون الثاني 2024.
من أجل الاستقرار
قارن الباحثون بين الأفيال التي عاشت داخل محميات طبيعية منعزلة، والأفيال الأخرى التي عاشت في مناطق محمية، لكنها على اتصال بالمناطق المجاورة. ووجدوا أنه على المدى البعيد، كانت الأفيال التي عاشت في المناطق المتصلة بالمحيط أكثر استقرارًا عن الأخرى المعزولة. من جانب آخر، لاحظ الباحثون أنّ نمو الأفيال في المحميات المعزولة كان جيدًا أيضًا، لكنه ليس بكفاءة المناطق المتصلة الأخرى. لذلك، يرى الباحثون أنّ ربط المناطق المحمية، هو أمر ضروري للحفاظ على نمو أفيال السافانا، كما أنه يعزز التنوع البيولوجي للأنواع النباتية والحيوانية الأخرى التي تعيش في تلك المناطق.
أنماط مختلفة
لاحظ الباحثون أيضًا انخفاض أعداد أفيال السافانا في بعض المناطق التي لم تستطع السيطرة على الصيد الجائر، مثل: جنوب تنزانيا وشرق زامبيا وشمال زيمبابوي. من جانب آخر، زادت أعدادها بصورة كبيرة في شمال بوتسوانا.
ربما يظن بعض الناس أنّ الزيادة في أعداد الأفيال في شمال بوتسوانا أمرً جيدًا، حسنًا، إنه كذلك، لكن مع ارتفاع معدل هذه الزيادة؛ فقد يتسبب هذا في تهديد استقرار النظام على المدى البعيد.
حمايتها ضرورية
ليس فقط لمظهرها وارتباطها بالشعوب الأفريقية، وإنما لأنها جزء مهم من التنوع البيولوجي، وتُساهم في حفظ النظام البيئي عبر تقليل كثافة الأشجار. وعدم وجودها قد يؤثر على قدرة بعض الأنواع النباتية والحيوانية على الحياة في مناطق الغابات. من جانب آخر، إنّ بقاء أفيال السافانا على قيد الحياة، له قيمة كبيرة، تستحق بذل الجهود؛ إذ تتمتع تلك الأفيال بقدر عالٍ من الذكاء الذي يساعدها في التعبير عن مشاعرها بقوة.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز
