اخبار لايف

11 عاما على اغتيال البراهمي.. 14 رصاصة ترتد على إخوان تونس


14 طلقة نارية اخترقت جسده دفعة واحدة أمام زوجته وأبنائه لترديه قتيلا، لكن نفس تلك الرصاصات ارتدت بعد سنوات لتنغرس بقلب مطلقيها.

ففي مثل هذا اليوم، أي في 25 يوليو/تموز من عام 2013، استفاق التونسيون على خبر اغتيال النائب محمد البراهمي بـ14 طلقة نارية.

ومقتل البراهمي يعد ثاني حادث اغتيال سياسي في تاريخ تونس منذ تأسيس الجمهورية في عام 1956، بعد القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط من العام نفسه.

إخوان تونس

في منتصف يوم 25 يوليو/تموز 2013، اغتالت يد الغدر البراهمي أمام منزله بضواحي العاصمة، بعد أن وُجهت له 14 طلقة نارية، 6 في الجانب العلوي من جسده، و8 في رجله اليسرى، على مرأى ومسمع من أبنائه الخمسة وزوجته وبعض جيرانه.

وحينها، أطلق الإرهابيان بوبكر الحكيم ولطفي الزين اللذان كانا يمتطيان دراجة نارية، النار على البراهمي وهو أمام مقود سيارته، في عملية اغتيال حملت بصمات إخوان تونس.

وبعد مرور 11 عاما على اغتياله، بدأت الحقائق تظهر ليتضح أن إخوان تونس يقفون وراء عملية تصفيته.

وكشفت المحامية إيمان قزارة، عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال البراهمي، عن تورط أطراف عدة في عملية الاغتيال، محملة إياهم المسؤولية الناتجة عن عدم التفاعل الإيجابي مع التحذير الأمريكي.

وسبق أن اعترف وزير الداخلية التونسي الأسبق لطفي بن جدو بأن الوزارة كانت على علم مسبق بعملية اغتيال البراهمي، من خلال امتلاكها وثيقة وردت إليها من وكالة استخباراتية أجنبية قبل الحادثة بأيام.

وجاء في نص الوثيقة: “تلقت إدارة الأمن الخارجي مراسلة من رئيس مكتب الجهاز المقابل الأمريكي، وتتضمن الإفادة بإمكانية استهداف عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، الأمين العام السابق لحركة الشعب ومؤسس التيار الشعبي، من طرف عناصر سلفية دون إيضاحات أخرى”.

وتابعت الوثيقة: “تم إعلام الإدارة العامة للأمن والإدارتين المركزيتين لمكافحة الإرهاب والاستعلامات العامة (المخابرات العامة) بهذه المعطيات”.

وأكدت قزارة  أن القضاء وجه الاتهام لجهاز الأمن السري للإخوان بشكل رسمي إلى 33 شخصاً، من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي.

وقالت إن قاضي التحقيق بـ”القطب القضائي لمكافحة الإرهاب” (محكمة مختصة) وجّه 17 تهمة إلى المتهمين البالغ عددهم 33، أبرزها: «الانتماء لتنظيم إرهابي وغسل الأموال».

كشف الحقيقة 

في تصريح لـ”العين الإخبارية”، قال زهير حمدي، أمين عام حزب التيار الشعبي الذي أسسه البراهمي، إن “حقيقة الاغتيال ستظهر وستتم محاسبة كل من تورط في زهق روح هذا المناضل السياسي الذي عرف بمناهضته للإخوان وبمقاومته للموجة التكفيرية الإرهابية”.

وأوضح أن القضاء التونسي أعلم الحزب، بصفته من القائمين بالحق الشخصي، بقرار ختم التحقيقات للنطق بالحكم فيما يُعرف بالجهاز السري لحركة النهضة المتورط في عملية الاغتيال، والذي شمل 36 شخصا بما فيهم قيادات بحركة النهضة الإخوانية وأشخاص من تنظيم “أنصار الشريعة” وقيادات أمنية بارزة.

وعبر عن أمله في أن تصدر بالفترة القادمة أحكام نهائية في الملف، مجددا تمسكه بكشف كل من خطط ونفذ الاغتيال.

وبحسب حمدي، فإن “التيار الشعبي” شارك في كل المحطات السياسية منذ إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 (بداية الإطاحة بالإخوان) ويؤمن أن لحظة التغيير لا يجب أن تتراخى ضمانا لعدم العودة إلى مربعات الفوضى والعنف الذي شهدتها البلاد خلال حكم الإخوان.

وشدد على أنّ “الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون خطوة لإنهاء مرحلة الاستثناء والدخول في الاستقرار واستكمال بناء الجمهورية الجديدة، مؤكدا أن حزبه سيدعم الرئيس قيس سعيد في ترشحه للانتخابات.

من هو البراهمي؟

كان البراهمي أمينا عاما لحزب “حركة الشعب” الناصري الوحدوي العربي (مقعدان في البرلمان العام 2013) الذي أسسه بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

وعُرف البراهمي بمعارضته الشرسة لحركة النهضة الإخوانية وبتصريحاته ومواقفه المناهضة لها.

وفي 29 يونيو/حزيران 2022، وجّه القضاء التونسي رسميا تهمة الإرهاب إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعشرات آخرين، في قضية اغتيال المعارضين البراهمي وشكري بلعيد.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى