اخبار لايف

3 سيناريوهات للرد الإسرائيلي على صاروخ مجدل شمس.. والحسم خلال ساعات


«رد قوي غير مسبوق» عبارة تكررت كثيرًا في إسرائيل خلال الساعات التي تلت حادث مجدل شمس، مما طرح تساؤلات عن طبيعة ذلك الرد.

ويوم السبت، سقط صاروخ زُعم أنه أطلق من لبنان على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس العربية في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، في هجوم وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه «الأكثر دموية على المدنيين الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي».

رد قد يكون عبر 3 سيناريوهات، تتمثل في: رد قوي وغير مسبوق، أو حرب شاملة على لبنان أو تأجيل الرد سواء مؤقتا أو إلى ما بعد انتهاء حرب غزة.

إلا أن تحديد سيناريو الرد، سيقرره المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت»، الذي سيجتمع عصر الأحد، لتحديد الأنسب.

غير أن الاجتماعات العسكرية المكثفة منذ وقوع الحادث لا تستثني إمكانية تحرك عسكري إسرائيلي سريع ضد حزب الله دون أن يكون من الواضح إذا ما كان سيبقي على نهج اغتيال قادة عسكريين من حزب الله.

سيناريو الحرب وصعوبته

وقال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية يوآف زيتون في تقرير تابعته «العين الإخبارية»، مساء السبت: «تجرى حاليا مشاورات أمنية بقيادة وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في غياب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة».

وأضاف: «وسعى غالانت وكبار مسؤولي القيادة الشمالية مرارا وتكرارا إلى تصعيد الهجمات على حزب الله، ودعوا في وقت مبكر من الحرب إلى أن يكون لبنان المسرح الرئيسي للعمليات وليس غزة».

واستدرك: «رئيس الوزراء ليس في إسرائيل، وإلى أن يعقد المجلس الوزاري المصغر السياسي الأمني، ليس من الممكن قانونا القيام برد يمكن أن يؤدي إلى حرب».

وأشار زيتون إلى أن «الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في صياغة خطوات وسيطة، أي رد يتراوح بين عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله وأيام المعركة التي عانت منها المجتمعات الشمالية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي» أي التصعيد الحالي.

وقال: «لذلك، فإن الفهم الحالي في إسرائيل هو أن الرد القاسي للغاية – مثل الهجوم على بيروت – يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في غضون ساعات، وتدهور إلى حرب وإطلاق حزب الله النار على وسط البلاد ومنطقة حيفا».

وأضاف: «في قلب المناقشات التي من المرجح أن تمتد إلى الكابينت هو السؤال حول ما إذا كان يجب إلحاق الضرر أيضا بالبنية التحتية لدولة لبنان، التي تساعد حزب الله بشكل غير مباشر على تسليح نفسه وتنفيذ عملياته».

وتابع: «حتى الآن، منحت إسرائيل إعفاءات وحصانة لأهداف استراتيجية للبنان، بما في ذلك الجيش اللبناني الذي يعمل حزب الله بالقرب منه، بناء على تصور أن حكم الدولة يجب أن يبقى لليوم التالي للحرب».

لكن المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» آفي ايسسخاروف قال في تحليل تابعته «العين الإخبارية»: «إن الحادث المروع في مجدل شمس يقربنا أكثر من أي يوم آخر منذ 7 أكتوبر من عتبة مواجهة شاملة بين حزب الله وإسرائيل – لكن على إسرائيل أن تسأل نفسها ما هو الغرض من هذه الحرب، وما إذا كان من الممكن تحقيقها، وما هي خطة الخروج».

لكن إيسسخاروف أعاد إلى الأذهان ما تردد في الأشهر الأخيرة من عدم إمكانية الحرب في لبنان في ظل استمرار الحرب في غزة وحاجة الجيش الإسرائيلي إلى الذخيرة التي قلت بشكل كبير جدا إثر الحرب على غزة، وإرهاق الجنود الإسرائيليين إثر حرب غزة فضلا عن مدى استعداد إسرائيل لتحمل الكلفة الباهظة للحرب مع حزب الله.

وقال: «سواء كان علينا أن نرد بقسوة، كما يبدو أن المنطق يتطلب، ضد أهداف مختلفة لحزب الله – وبالتالي المخاطرة بحرب شاملة – أو ما إذا كنا سنكبح جماح أنفسنا في ضوء الوضع في غزة والحرب المستمرة هناك، قد يبدو هجوم واسع النطاق على حزب الله وأهداف في لبنان وكأنه إجراء ضروري للكثيرين في إسرائيل، ولكن يجب فهم تكلفة التصعيد الشامل وعواقبه».

وأضاف: «ومن المشكوك فيه ما إذا كان الجيش الإسرائيلي، في حالته الراهنة، لديه القدرات والوسائل اللازمة لتحقيق نصر سريع في لبنان، وهو حدث لا يلوح في الأفق حتى في غزة».

وتابع: «إن بدء حرب شاملة في لبنان سيقودنا إلى حرب صعبة ستستمر لأشهر عديدة وربما تنتهي بوقف إطلاق النار، على الرغم من الشعارات الجوفاء (النصر الكامل). ستتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لإطلاق نار كثيف وطويل الأمد كل يوم وكل ساعة. مرة أخرى، كل هذا في حين أن القليل من الموارد، البشرية والمادية، مكرسة للحرب في غزة، التي يرفض رئيس الوزراء إنهاءها أو حتى التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار».

سيناريو الرد القوي

من جهته، أشار المحلل في القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية نير دفوري إلى أن “الرد على الحادث الصعب لا يمكن مقارنته بأي هجوم نفذته إسرائيل حتى الآن ضد المنظمة الإرهابية في لبنان”.

واستدرك: “في الوقت نفسه، هناك فهم بأنه إذا اختارت إسرائيل أن تذهب إلى رد قوي وواسع، فعليها أن تأخذ في الاعتبار جميع المعاني والطرق لأنها قد تؤدي إلى تبادل الضربات”.

وأضاف: “يجب على إسرائيل أن تتصرف بحكمة وبشكل صحيح وألا ترد من حدسها. نحن بحاجة إلى النظر على نطاق واسع في كل ما يحدث هنا. نحن بحاجة إلى الأميركيين لهذه التحركات ضد حزب الله، من حيث الأسلحة وأيضا التهديد للإيرانيين”.

أما المحلل في نفس القناة أوهاد أوحامو، فقال: “ليس من المؤكد أن حزب الله معني بتأجيج الوضع، على الرغم من حقيقة أنه استخدم نيرانا كبيرة جدا بعد ظهر اليوم. أرادت المنظمة الإرهابية الرد على القضاء على إرهابييها، لكن الطريقة التي لعبت بها بالنار جعلت الرد الإسرائيلي أقرب”.

وأضاف: “حزب الله يحاول أن يجعل إسرائيل ترتدع لكنه لا يريد الحرب”.

تأجيل الرد

بدوره، أشار المراسل العسكري لموقع “واللا” الإخباري أمير بوحبوط إلى سيناريو ضربات قوية لحزب الله.

وقال: “السؤال الذي يواجه الآن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان هو ما إذا كان يجب تصعيد الرد وإضافة أهداف جديدة إلى سلة الرد: شخصيات بارزة في حزب الله، أهداف إرهابية خارج جنوب لبنان مع زيادة نطاق العمليات، البنية التحتية الوطنية للبنان التي تخدم حزب الله، ضرب أهداف حساسة لحزب الله، والتي اعتقدت حتى الآن أنها سرية، أو ما هو أسوأ: ضرب أهداف حزب الله في بيروت، التي كانت حتى الآن منطقة جغرافية خارج الحرب”.

وأضاف: “أي إجراء من الآن فصاعدا يمكن أن يرسم استمرار الحرب. إذا رد الجيش الإسرائيلي على أساس المعادلات نفسها حتى الآن، فإنه سيسمح لحزب الله بإطلاق الصواريخ على المراكز السكانية، وإذا تصاعد، فقد ينقل معضلة استمرار الحرب وطبيعتها إلى جانب الأمين العام حسن نصر الله، الذي سيقرر ما إذا كان سيصعد الرد أو يبتلع لعابه”.

واعتبر ان “الشرعية الدولية تقف إلى جانب إسرائيل بعد مقتل الأطفال في مجدل شمس”.

وأضاف: “تجدر الإشارة إلى أنه من المحتمل جدا أن يقرر رئيس الوزراء ورؤساء مؤسسة الدفاع تأجيل الرد من أجل التركيز على عملية التفاوض لإطلاق سراح الرهائن”.

واعتبر المعلق في موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي ما جرى بأنه “نقطة تحول”، قائلا: “على إسرائيل الآن أن تطالب بالمطلوب: وقف الحرب التي بدأها لبنان وحزب الله فوراً، وانسحاب حزب الله إلى الليطاني”.

وفي هذا الصدد كتب الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان “في الحالة الحالية، بعد الكارثة الرهيبة في مجدل شمس، سيكون من الخطأ التصرف بسرعة ومن المعدة”.

وأضاف في تحليل تابعته “العين الإخبارية”: “تتطلب كارثة مجدل شمس ردا إسرائيليا قاسيا يختلف عما تم تنفيذه حتى الآن، لكن من المهم التصرف بحكمة”.

واعتبر هايمان أنه “ارتكب حزب الله خطأ فادحا. إن الأذى الذي يلحق بالأطفال، وخاصة الدروز في مرتفعات الجولان، يلقي به في صورة سلبية في لبنان. وهذا يزيد من غضب العديد من اللبنانيين من تدهور البلاد إلى حرب مع إسرائيل، والتي يعتبرونها غير ضرورية على الإطلاق”.

وقال: “ولذلك، فإن الوقت الآن في صالحنا. يجب أن ندع حزب الله يطبخ قليلا في الحساء الرهيب الذي خلقه. لذلك، ليس من الملح التصرف في غضون ساعات. وسيكون الرد بعد بضعة أيام مناسبا أيضا. في هذه الحالة سيكون من الخطأ التصرف من المعدة. من الصواب دائما التفكير قبل العمل، والآن أكثر من ذلك”.

وأضاف: “وفي النهاية، يجب على إسرائيل أن ترد بصرامة، بلا شك. يمكن لإسرائيل الرد باستخدام عدد كبير من الأساليب وضد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأهداف. لدى إسرائيل عدد من المفاجآت الاستراتيجية، التي يجب الحذر منها وتفعيلها فقط عندما تحقق أقصى قدر من الإنجازات”.

واعتبر أنه “يجب ألا نكون مرتبكين – يجب توجيه الانتباه إلى الشمال دون إهمال المختطفين في غزة”.

وقال هايمان: “حتى التوقف المؤقت للقتال في غزة لصالح صفقة الرهائن يمكن أن يعطي وقتا كافيا ويسمح للجيش الإسرائيلي بالتصرف بشكل مختلف في لبنان”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى