اخبار لايف

تعويض واعتذار من الجيش البريطاني.. نهاية درامية لأزمة «فتاة الملصقات»


«تسوية مالية كبيرة» واعتذار من وزارة الدفاع البريطانية، أنهت قضية عنصرية عمرها 12 عامًا طوقت الجيش البريطاني، ووصلت أصداؤها إلى ساحات القضاء.

وتقول صحيفة «التلغراف» البريطانية، إن الإساءة التي تعرضت لها الرقيب السابقة كيري آن نايت، 33 عامًا، خلال خدمتها التي استمرت 12 عامًا جعلت حياتها «جحيمًا»، ودفعتها إلى استنتاج أن الجيش «عنصري مؤسسيًا».

ورغم سوء المعاملة، شاركت طواعية في حملات التجنيد، بما في ذلك ملصق عام 2019 الذي يستهدف جيل الألفية، لأنها قالت إنها تريد دفع «المزيد من الأشخاص الملونين» للانضمام إلى الجيش.

وفي اعتذار أرسله إلى السيدة نايت، قال اللواء إس إل همفريس إم بي إي نيابة عن الجيش البريطاني: «بصفتي مديرًا لشؤون الموظفين (الجيش) وعضوًا في مجلس إدارة الجيش، أعتذر بصدق نيابة عن وزارة الدفاع».

«يعترف الجيش بأنك اضطررت إلى العمل في بيئة تنظيمية غير مقبولة حيث تعرضت للتحرش العنصري والجنسي. كان هناك فشل داخل الجيش في عدم الاستجابة بشكل صحيح لتلك البيئة أو لشكواك بشأنها»، يضيف الجنرال البريطاني.

وتابع: «يود الجيش أن يعتذر عن المعاملة التي تلقيتها. إن خسارتك أمر مؤسف».

ورغم الاعتذار والتسوية المالية، لم يتحمل الجيش أي مسؤولية، مما دفع السيدة نايت إلى رفع دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع أمام محكمة العمل.

وبعد موافقتها على تسوية القضية مع المحكمة قبل صدور الحكم النهائي، قالت السيدة نايت لـ«بي بي سي»: «لن أشجع أي امرأة، وخاصة من ذوات البشرة الملونة، على الانضمام، لأن ذلك لن يفيد حياتك على المدى الطويل».

وانضمت نايت، التي نشأت في نوتنغهام، إلى الجيش البريطاني، في سن العشرين، وفي الـ26 من عمرها، التحقت بفوج المدفعية الملكية السادس والعشرين (26 RA) وتم إرسالها إلى ألمانيا.

وقالت إنها أثناء وجودها في المنصب، اضطرت إلى الخدمة جنبًا إلى جنب مع جنود أشادوا بهتلر وقالوا إنهم يدعمون الجماعات اليمينية المتطرفة بما في ذلك كو كلوكس كلان، والرابطة الدفاعية الإنجليزية، وبريطانيا أولاً .

وأضافت نايت للمحكمة أن هناك صلبانا معقوفة ورموزا أخرى من اليمين المتطرف معروضة في بعض الممرات.

متى بدأت هذه «الانتهاكات»؟

بدأت هذه الانتهاكات في عام 2012، عندما كان زملاء من الذكور يصرخون بألفاظ عنصرية وجنسية مسيئة.

وفي عام 2013، ادعت نايت أن الاعتداء الذي تعرضت له من قبل أحد زملائها الكبار كان بدافع العنصرية.

ورغم إثارة مخاوفها مراراً وتكراراً مع رؤسائها، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق، حسبما ذكرت المحكمة.

وفي عام 2021، بدأت نايت العمل كمعلمة سوداء في كلية مؤسسة الجيش في هاروغيت، والتي تدرب الجنود الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا.

وقالت إن العديد من المدربين الذكور البيض قرروا «أنهم سيجعلون حياتي جحيمًا»، وكانوا يصرخون عندما تدخل الغرفة كـ«إشارة إلى أن شخصًا أسود يقترب».

كما قاموا بتشغيل فيلم Django Unchained – وهو فيلم للمخرج كوينتين تارانتينو يتحدث عن عبد مُحرَّر – «بشكل متكرر»، وكانوا يضحكون أثناء تكرارهم لأكثر السطور عنصرية، بحسب «التلغراف».

بعد أن صرخ أحد زملائها المدربين بالشتائم في وجهها أثناء تناول العشاء في قاعة الضباط في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، رفعت نايت شكوى رسمية بشأن الخدمة. وخوفًا من عدم أخذها على محمل الجد، بدأت أيضًا في تسجيل تعليقات زملائها عنها سرًا.

وتحدث أحد الرجال عن «إعدامها شنقًا»، في حين قال آخر إنه ينبغي عليهم «تغطيتها بالقطران والريش، كما كانوا يفعلون في الأيام الخوالي».

ونايت ليست الوحيدة التي اشتكت من المعاملة التي تلقتها في كلية الجيش. فقد تم الإبلاغ عن تسع حالات اغتصاب لشرطة شمال يوركشاير خلال الأشهر الثلاثة عشر التي سبقت أغسطس/آب من العام الماضي.

وبعد تقديم شكواها، ادعت أن الجيش حاول «تصويرها على أنها امرأة سوداء عدوانية».

تسوية

وقد عرضت قضيتها على محكمة العمل في يونيو/حزيران، وتوصلت وزارة الدفاع إلى تسوية بعد الاستماع إلى الأدلة لمدة سبعة أيام.

وقالت البارونة كيشور فالكينر، رئيسة لجنة المساواة وحقوق الإنسان، التي دعمت نايت في قضيتها: «باعتبارها واحدة من أكبر أصحاب العمل في المملكة المتحدة، وسلطة عامة بموجب قانون المساواة، يجب على الجيش البريطاني أن يكون حامل لواء عندما يتعلق الأمر بحماية موظفيه من التمييز».

وتابعت: «لقد كرست العريف السابقة نايت أكثر من عقد من حياتها لخدمة بلدها وكانت مصدر إلهام للجنود الشباب في أدوارها كمدربة وممثلة لمجموعة التنوع. إنه لأمر مخز أن يفقد الجيش موهبة مثلها.

فـ«العديد من المجندين الجدد في الجيش اليوم قد انضموا إلى الجيش بعد رؤية وجه نايت في حملة تجنيد. ومثلهم كمثل أي شخص آخر في البلاد، فإنهم يتمتعون بالحق القانوني في أن يتم التعامل معهم بشكل عادل بغض النظر عن هويتهم أو مظهرهم»، تقول فالكينر التي أضافت أنه «من العار» أن يفقد الجيش موهبة مثل نايت.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: «نحن لا نتسامح مع الإساءة أو التنمر أو التمييز من أي نوع ونشجع أي فرد يعتقد أنه تعرض أو شهد سلوكًا غير مقبول على الإبلاغ عنه».

وبحسب متحدث وزارة الدفاع البريطانية، فإن «جميع مزاعم السلوك غير المقبول يتم التعامل معها بجدية بالغة ويتم التحقيق فيها بدقة. وإذا ثبتت صحة هذه المزاعم، فسوف يتم اتخاذ إجراءات سريعة».

وتابع: «توصلت وزارة الدفاع إلى تسوية لهذه المطالبة مع كيري آن نايت في يونيو/حزيران، دون الاعتراف بأي مسؤولية».

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى