اخبار لايف

«الحوثي» يواصل حصار «حمة صرار» اليمنية.. وساطة للتهدئة


رغم أخذها عددا من الرهائن المدنيين، شددت مليشيات الحوثي من حصارها على بلدة حمة صرار في بلاد قيفة في محافظة البيضاء (قلب اليمن).

وكانت بلدة حمة صرار في مديرية ولد ربيع الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من البيضاء، شهدت مواجهات بين القبائل ومليشيات الحوثي تسببت بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، الأربعاء الماضي، قبل تدخل وساطة للتهدئة مؤقتا، لكنّ الحوثيين عادوا لاستقدام التعزيزات العسكرية وتطويق البلدة وحصارها عسكريا وتقيد تحركات أهليها.

ومنذ صباح السبت، بدأت مليشيات الحوثي بمنع سكان البلدة من إدخال المواد الغذائية ووصول المواطنين الى مزارعهم، وحتى التوجه للأسواق للبيع والشراء وأخذ احتياجاتهم، بعد حشدها مزيدا من القوات يوم الجمعة، بما في ذلك الطائرات المسيرة.

وساطة محلية

وقالت مصادر قبلية ومحلية في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، إن الوساطة المحلية التي قادها عدد من شيوخ القبائل لا زالت تقود محاولات التهدئة، فيما تصر مليشيات الحوثي على استكمال أخذ الرهائن من أبناء حمة صرار.

وأكدت المصادر، أن مليشيات الحوثي اقتادت 11 شخصا من أبناء حمة صرار، كـ«رهائن» إلى معتقلاتها في رداع والسجون في مناطق سيطرتها، بعد أن سلموا أنفسهم طواعية؛ لـ«قطع الطريق أمام أي مبرر للمليشيات لضرب المنطقة ورفع حصارها العسكري المستمر مند 4 أيام».

ووفقا للمصادر، فإن مليشيات الحوثي لا تزال متمسكة باجتياح البلدة عسكريا واقتحامها، بعد أن رفض أحد رجال القبيلة تسليم نفسه طواعية كـ«رهينة»، إلى جانب الرهائن الـ11، فيما يحاول شيوخ الوساطة التهدئة.

وأوضحت المصادر لـ«العين الإخبارية»، أنه بعد استقدام مليشيات الحوثي حشودها العسكرية إلى أبواب ومداخل البلدة، تداعى عدد من الشيوخ، منهم الشيخ علي فضل الجبري وعبدالواسع الطيري وعقال وأعيان من عدة قرى وبلدات مجاورة لاحتواء الوضع ومنع تجدد الاشتباكات مجددا، «وحتى لا يجد الحوثيون مبررا لشن هجومهم».

وأضافت أن مليشيات الحوثي قدمت قائمة بـ12 شخصا من وجهاء ومواطنين من بلدة حمة صرار، واشترطت أخذهم «رهائن» مقابل رفع حصارها، وحملتها العسكرية المتمركزة في مداخل وأطراف البلدة.

المصادر أكدت أن من طالبت الحوثي بهم، سلموا أنفسهم طواعية كـ«رهائن»، بهدف تجنيب المنطقة أي أعمال عسكرية باستثناء شخص واحد فقط رفض الاستجابة، إلا أن المليشيات لجأت لتشديد حصارها، وتوعدت بـ«اقتحام البلدة والمنازل السكنية وتهجير السكان ومن فيها»، وفق تهديدات قادة حملتها العسكرية.

ومنذ انقلابهم أواخر 2014، سعى الحوثيون لإحياء نظام «الرهائن» الذي ابتكره الإمامة خلال حكمهم لشمال اليمن بين 1918 – 1962، بهدف ترسيخه كتكتيك للقمع، وضمان عدم خروج القبائل عن سطوتهم عبر أخذ وسجن عدد من أبناء وشيوخ كل قبيلة في مناطق سيطرتها، والتهديد بإعدامهم حال أي تمرد للقبيلة كعقاب لها.

مخاوف

ومع تشديد مليشيات الحوثي حصارها للبلدة ورفض رفع حملتها العسكرية رغم أخذها الرهائن الذين اشترطت تسليمهم، لا تزال المخاوف قائمة، إذ تكشف استمرار حشودها «اعتزامها ارتكاب مجازر جديدة للتنكيل بالقبائل»، وفقا لنشطاء ومراقبين.

وحذرت 113 من منظمات المجتمع المدني في اليمن من تداعيات ما وصفته بـ«الحصار الغاشم» للحوثيين على بلدة حمة صرار، واعتبرت ذلك «اعتداء سافرا».

كما حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من إقدام «مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، على ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين والاطفال والنساء في بلدة حمة صرار بمديرية ولد ربيع في البيضاء، امتدادا لجرائم القتل الممنهج ومسلسل الإرهاب المتجذر الذي تمارسه بحق اليمنيين منذ انقلابها واجتياح صنعاء، أواخر 2014».

بداية الأزمة

ويوم الأربعاء الماضي، أصيب مواطن كان يقود دراجته النارية برصاص عناصر حوثية في حاجز تفتيش في بلدة حمة صرار، بزعم سرعته العالية، قبل تدخل أحد أبناء المنطقة لإسعافه، لكنّ الحوثيين أروده قتيلا بجانبه.

وأشعلت الحادثة غضب قبيلة حمة صرار، إحدى قبائل قيفة، وتدافع أبناؤها وهاجموا عناصر الحوثيين في حاجز التفتيش، إذ لاذوا للتحصن في مئذنة مسجد بالمنطقة تتخذه المليشيات كثكنة عسكرية وقاموا بقنص الأهالي ما دفع رجال القبائل لمحاصرتهم وقتلهم وإحراق المئذنة مع جثامينهم، وفقا لمصادر محلية لـ«العين الإخبارية».

ودفع الحوثيين بتعزيزات للمنطقة لكن القبائل قطعت الطريق‏ في بلدة الوثبة، واشتبكت مع المليشيات بشراسة، قبل تدخل وساطة، سمحت للمليشيات بإنزال جثامين قتلاها من مئذنة المسجد لكن المليشيات عادت لتعزيز وجودها العسكري ورفعت سقف مطالبها منها أخذ 12 رهينة أو أنها ستقتحم البلدة لتأديب أبنائها.

وليست هذه المرة الأولى التي «تنكل» فيها مليشيات الحوثي بأبناء البيضاء وقبائلها، إذ حاصرت في مارس/آذار 2024 حي الحفر في رداع لأسابيع، قبل أن تفجر 8 منازل بمن فيها مخلفة مجزرة هزت اليمن والعالم إثر سقوط نحو 30 قتيلا ومفقودا.

كما سبق واجتاحت عشرات القرى في مختلف مديريات البيضاء، واقتحمت -كذلك- منازل في بلدة عبس بمديرية الشرية، وادهمت منازل آل الشرجبي، وشنت حرب إبادة جماعة ضد بلدة خبزة في المحافظة عبر الإعدامات وتفجير المنازل ومصادرة الأملاك وأخذ الرهائن لتطويع القبائل بالقوة.

ويقول مراقبون إن الحوثيون يستغلون هدنة أممية هشة في البلاد منذ 2022 في تكريس حكمهم بالقوة استمرارا لنهجهم الدائم في توظيف السلام نحو توجيه حملات ممنهجة لضرب القبائل وحدة تلوى أخرى بيافطات وذرائع مختلفة، كما حدث ضد قبائل همدان والحيمة وآل عوض وحجور والقفر وعتمة.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى