اخبار لايف

حريق الأقصى وسطوة بن غفير.. الماضي يتصل بالحاضر بـ«خيط التطرف»


يستذكر الفلسطينيون الحريق الذي أضرمه الأسترالي المتطرف مايكل روهن في المسجد الأقصى في مثل هذا اليوم عام 1969، لكنهم يخشون الأسوأ.

وفي مثل هذا اليوم، تسلل روهان إلى المسجد الأقصى وأضرم النار في الواجهة الجنوبية للمصلى القبلي، وأتى الحريق على أجزاء واسعة من المسجد بما فيها منبر صلاح الدين التاريخي ومحراب المسجد.

منذ ذلك الحين وعلى مدى 55 عاما، يستذكر الفلسطينيون هذا الحدث المؤلم، ولكنهم يخشون اليوم حرائق من نوع آخر، تحيط بالمسجد.

ومنذ العام 2003، سمحت الشرطة الإسرائيلية للمتطرفين باقتحام المسجد رغم احتجاجات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التي يعتبر وجودها وإدارتها للمسجد جزءا من الوضع القائم به. 

وارتفعت منذ ذلك الحين بشكل مضطرد أعداد المقتحمين الذين باتوا يؤدون الصلوات والطقوس التلمودية، ويرفعون الأعلام الإسرائيلية وينشدون بصوت مرتفع النشيد الوطني الإسرائيلي في باحات المسجد أثناء الاقتحام.

سطوة بن غفير

ويقول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن هذه الانتهاكات “هي حق لليهود وإنه نفسه بصفته الوزارية يسمح بذلك ويدعو لتمكين اليهود من أداء الصلوات في المسجد واقتحامه على مدار الساعة”.

ولا ينفك مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي،  عن إصدار بيانات ينفي فيها وجود تغيير على ما يسميه الوضع القائم بالمسجد، ولكن ما يطبق على أرض الواقع، هو توجيهات بن غفير.

وبن غفير هو المسؤول عن الشرطة الإسرائيلية التي للمفارقة تم تكليفها بمنع انتهاكات المتطرفين خلال اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، ولكنها فعليا تغض الطرف عن هذه الانتهاكات، ما جعلها أشبه بسياسة يومية.

وذكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس، الفلسطينيين، بـ”الذكرى الخامسة والخمسين للحريق المشؤوم الذي طال المسجد القبلي في المسجد الأقصى المبارك، في واحدة من أبشع تجليات مشاهد الظلم والطغيان والتعصب بما خلفته من مشاعر الألم والحزن في وجدان وذاكرة أبناء الأمة الإسلامية”.

وفي بيان، قال المجلس، “لا تزال فصول هذه الجريمة النكراء وإشعال الحرائق، مستمرة إلى يومنا هذا بأشكال وأبعاد لا تقل خطورة في المساس برسالة وهوية المسجد الأقصى المبارك”.

وأضاف “في هذه الذكرى المشؤومة يؤكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف أن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف ومحيطه ورغم كل ما يتعرض له من محاولات التهويد والتغيير في واقعه الديني والتاريخي والقانوني بمنطق القوة والغطرسة، سيبقى مسجداً إسلامياً للمسلمين وحدهم لا يقبل القسمة ولا الشراكة بكامل مساحته البالغة 144 دونماً فوق الأرض وتحتها”.

سحب الصلاحيات؟

أما الهيئة الإسلامية العليا فقالت: “لا تزال الجماهير الإسلامية في العالم كله تستذكر حريق الأقصى المشؤوم، وذلك على يد المجرم (مايكل دنيس روهن)، وكذلك على يد مجرمين آخرين أيضاً، ولكن لم يتم الكشف عنهم”.

وتابعت أن السلطات الإسرائيلية “أغلقت ملف منفذ الجريمة بحجة أنه معتوه”.

ومضت قائلة في بيان، “لا تزال الحرائق متلاحقة ومستمرة بحق الأقصى المبارك وبصور متعددة: من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، وبدعم مباشر من الحكومة اليمينية، ومن الجيش الإسرائيلي بملابسه العسكرية أيضاً”.

ومستطردة “ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك وتدمر الآثار الإسلامية حوله. بالإضافة إلى التصريحات المحمومة في هذه الأيام من مسؤولين إسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن أعضاء الكنيست المتهورين، تلك التصريحات التي تمس حرمة الأقصى المبارك بشكل مباشر”.

قبل أن تضيف “كما أنهم يحاولون في هذه الأيام سحب الصلاحيات الإدارية من الأوقاف الإسلامية وبسط سيادتهم على الأقصى المبارك أيضاً وتغيير الواقع التاريخي له، ويصرحون بذلك مراراً”.

وتابعت الهيئة الإسلامية العليا: “نثمن القرارات التي أصدرتها منظمة اليونسكو مؤخراً، ومنها أن الأقصى المبارك خاص بالمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به، وأن مدينة القدس مدينة محتلة”. 

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى