اخبار لايف

4 اعتبارات وخياران.. خطوات إسرائيل وحزب الله على حبال مشدودة


السؤال المركزي في إسرائيل هو هل تعد الضربات الموجعة لحزب الله لعمل عسكري بري في لبنان وإذا لا فلماذا؟

يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على سرية القرار ولذلك فإن مشاوراته الأمنية بهذا الشأن تقتصر على عدد محدود من المسؤولين والوزراء حتى إنها تستبعد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

  • بنيران إسرائيلية.. حزب الله يؤكد مقتل إبراهيم عقيل
  • قصف بيروت.. «سجل اغتيالات» قادة حزب الله يعود للواجهة

4 اعتبارات

وبعيدا عما يقال عن جاهزية الجيش الإسرائيلي لتنفيذ العملية فإن ثمة 4 اعتبارات قد تحدد القرار وهي أولا، مدى جاهزية الجبهة الداخلية في إسرائيل لإطالة الحرب المستمرة منذ عام والثمن الباهظ التي ستدفعه في حال الحرب مع حزب الله.

وثانيا: جاهزية الجيش الإسرائيلي المنهك من الحرب في غزة وتسليحه في ضوء وقف عدد من الدول بيعها الأسلحة لإسرائيل.

وثالثا: دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمثل هذه الحرب حال وقوعها سيما مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ورابعا: الشرعية الدولية التي تريدها إسرائيل لمثل هذه الحرب.

عمليا فإن الضربات التي وجهتها إسرائيل لحزب الله خلال الأسابيع الأخيرة كانت موجعة وغير مسبوقة وسيكون لها تأثيرها على الحزب لسنوات ولكن ثمة من يقول في إسرائيل إنها ضربات مؤلمة وموجعة ومذلة ولكنها ليست قاتلة.

خياران

ويقول محللون إسرائيليون إن الضربات الموجهة تضم حزب الله أمام خيارين فإما ان يقبل بالترتيبات الأمريكية لجنوب لبنان من أجل وقف النار أو أن يستعد لحرب يحدد حزب الله شكلها.

كما أنها تأتي في وقت تسود فيه قناعة لدى قطاعات واسعة في إسرائيل بأن بالإمكان تجنب المواجهة في لبنان في حال قال نتنياهو كلمته السحرية بأنه يوافق على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

فحتى بعد ضربات أجهزة الاتصال في لبنان فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصر قال في خطابه قبل يومين إن وقف إطلاق النار من لبنان مرتبط بوقف إطلاق النار في غزة.

ومساء السبت ستخرج مظاهرات واسعة في إسرائيل تطالب نتنياهو باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

اليمين على الطريق

وتدغدغ الضربات القوية الأخيرة لحزب الله مشاعر اليمين في إسرائيل نحو البدء بعملية برية في لبنان وتسوق لها أبواق إعلامية يمينية، برزت بشكل كبير بعد الحرب على غزة، ولكنها من ناحية ثانية تقلق قطاعات واسعة في إسرائيل تتساءل عن الثمن مشيرة الى ان حزب الله ليس حماس.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” آفي أشكنازي في تحليل تابعته “العين الإخبارية”، السبت: “الجيش الإسرائيلي حاليا في ذروة لياقته. إيران وحزب الله متذبذبان ومرتبكان مؤقتا. يمكن لإسرائيل أن تحدد المستقبل الآن. السؤال هو ما إذا كان المستوى السياسي ناضجا بما يكفي لاتخاذ قرار”.

وقال: “في الشمال، كان تنظيم الجيش الإسرائيلي سريعا وفعالا، بفضل قوات الاحتياط التابعة للقيادة الشمالية، منعوا حزب الله من التفكير أو التخطيط أو تنفيذ غزو واسع النطاق للأراضي الإسرائيلية. خلق حزب الله معادلة قتالية إشكالية لإسرائيل، فقط لأن المستوى السياسي حد من كثافة القتال في الجيش الإسرائيلي وحدد نطاق الحرب في الشمال لأكثر من 11 شهرا”.

وأضاف: ” بالمناسبة، كان قرار القيادة السياسية بعدم فتح عدة جبهات في وقت واحد صحيحا من حيث المبدأ، لكن المستوى السياسي أخطأ مرتين: المرة الأولى التي لم تعمل فيها على تنفيذ اتفاق واحد مستمر لإطلاق سراح جميع المختطفين، وبالتالي إزالة القيود، والمرة الثانية أنها لم تلتزم بجداول خطة الحرب في غزة كما قدمها الجيش الإسرائيلي في الخطط المعتمدة”.

واستدرك: “يصل الجيش الإسرائيلي إلى المعركة في الشمال مستعدا: جميع وحدات المناورة انخرطت في قتال عنيف في غزة في الأشهر الأخيرة. كانت جميع الوحدات نشطة لعدة أشهر، مما خلق التماسك، وارتفع مستوى الجنود الأفراد والوحدات في كل إطار عسكري في الجيش الإسرائيلي، وخضعت جميع الوحدات لتدريب تشغيلي في القطاع الشمالي”.

تحرك أم تهدئة مؤقتة

واعتبر أشكنازي أن “الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 ليس مثل الجيش الإسرائيلي في 6 أكتوبر/تشرين الأول. ولا حتى بالنسبة للجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية 2006”.

وقال: “حزب الله في الأيام الأخيرة يفهم ذلك جيدا. وعلى الرغم من أن معظم رجاله فقدوا بصرهم، إلا أن المنظمة لم تفقد حواسها الأخرى، لذلك تشعر بالألم في جميع أنحاء جسدها، ويبدو أن أعضاء حزب الله يعرفون من الذي يسبب الألم”.

ورأى أشكنازي أن “على إسرائيل الآن أن تقرر ما تريده من نفسها. هل ستغير الوضع في الشرق الأوسط: استكمال تفكيك حماس، وتدمير قدرات حزب الله، وتفكيك المليشيات الإيرانية في سوريا، أم أنها ستكتفي بتهدئة مؤقتة على جميع الجبهات لمدة عام، عامين، وربما عقد، مع ترك حزب الله مع ترساناته التي لا نهاية لها وقدرته على إعادة الإعمار تحت رعاية إيران؟”.

وأضاف المحلل العسكري الإسرائيلي: “صحيح أن عملية عسكرية واسعة النطاق تحمل ثمنا باهظا. ثقيل جدا. الجيش الإسرائيلي حاليا في ذروة لياقته. إيران وحزب الله متذبذبان ومرتبكان مؤقتا. يمكن لإسرائيل أن تحدد المستقبل الآن. والسؤال هو ما إذا كان المستوى السياسي ناضجا بما فيه الكفاية لاتخاذ قرار. هل يختلف في التفكير والجرأة والتصور عن القيادة السياسية عشية 7 أكتوبر/تشرين الأول؟”.

البداية في غزة

غير أن المحلل الإسرائيلي آفي شيلون كتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن البداية هي في غزة.

وكتب في تحليل تابعته “العين الإخبارية”: “مع كل إعجابنا بالعمليات في لبنان، فإن ما تحتاج إليه إسرائيل، أكثر من أيّ شيء آخر، استراتيجيا تخلّصها من المأزق الحالي”.

وأضاف: “وهذه المسألة لا علاقة لها باليسار، أو باليمين. يجب أن يكون الهدف إنهاء الحرب في غزة، والتي لم يعد لها فائدة، في مقابل إعادة المخطوفين كلهم، ضمن صفقة واحدة تؤدي إلى وقف إطلاق النار من جانب حزب الله، تلقائياً”.

وتابع: “بعدها، يجب تخصيص السنوات المقبلة للإعداد، حتى تكنولوجياً، لحرب حقيقية مع حزب الله، يجب أن نشنها بصورة مفاجئة”.

ورأى شيلون أنه “في ظل الوضع الحالي، لا فائدة من هذه الحرب”.

«الاستنزاف انتهى»

ومن جهته فقد أشار المحلل العسكري في موقع “واينت” الإسرائيلي رون بن يشاي إلى أن الرسالة الإسرائيلية من الهجمات الأخيرة هي أن “الاستنزاف قد انتهى”.

وكتب في تحليل تابعته “العين الإخبارية”: “الهجوم في الضاحية هو جزء من السياسة الجديدة التي أعلنها وزير الدفاع يوآف غالانت “مرحلة جديدة في الحرب”، ووفقا لذلك، لن تتشبث إسرائيل بالمعادلات والملاعب التي أنشأها حزب الله، ولن تستمر في حرب استنزاف لا طائل من ورائها، بل ستصعد ردودها على أي إطلاق نار غير متناسب على الأراضي الإسرائيلية، مع العلم جيدا أنه قد يرقى إلى الحرب في لبنان”.

وأضاف: “كما كان القصد من الاغتيال أن يتم التوضيح لحزب الله أن المنظمة لا تزال مخترقة، لأنها لم تحل بعد مسألة كيفية تمكن إسرائيل من اغتيال فؤاد شكر، الذي يعتبر رئيس الأركان بالوكالة، والآن، نجحوا بالمثل في القضاء على الشخص الذي كان في الواقع رقم 2، أو رئيس قسم العمليات في «حزب الله» والمشرف المباشر على قوة الرضوان”.

حزب الله أمام خيارين

ورأى بن يشاي بأن الضربات هدفها إقناع حزب الله بالقبول بترتيبات مقترحة أمريكية لجنوب لبنان.

وأشار إلى أنه “قد يرد “حزب الله” بقوة، وقد يستخدم حتى أدوات لم يستخدمها حتى الآن، بالمقابل فإن إسرائيل مستعدة، وكذلك للمناورات البرية في لبنان”.

وقال: “إسرائيل مستعدة لحرب شاملة، والكرة في ملعب حزب الله، ولا تزال إسرائيل تمنح نصر الله فرصة للرد على عرض الوساطة الأمريكي لترتيب يسمح للسكان بالعودة إلى الشمال. وبذلك، لا تخالف إسرائيل القواعد مع الولايات المتحدة، لكنها توضح لحزب الله أنه لن تكون هناك عودة إلى روتين الاستنزاف الذي استمر 11 شهرا”.

وأضاف: “أما إسرائيل، فقد تحولت إلى اتباع سياسة تدفع حزب الله أكثر فأكثر إلى الزاوية التي يمكن لنصر الله أن يخلص نفسه منها على مسارين: مسار المفاوضات والتسوية دون جعلها مشروطة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو مسار الحرب، محدودة أو شاملة، وفقا لسلوك حزب الله، إن إسرائيل مستعدة ومستعدة للذهاب عبر أي من هذه القنوات، ولكن دون “معادلات” أو “ملاعب” محددة”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى