اخبار لايف

مؤشرات وعواقب.. هل تجر «الفصائل» العراق للحرب؟


يبدو أن العراق ينزلق رويدا رويدا في عاصفة الحرب التي بدأت ملامحها تتسع لتخرج عن جبهة الشمال بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

إذ1 تباينت آراء محللين ومصادر تحدثت إليهم «العين الإخبارية» حول مستقبل الصراع خلال الأيام المقبلة ومدى قابلتيه للتوسع عبر الفصائل المسلحة الموالية لإيران. 

السيستاني على خط الأزمة

وأكد بيان للمرجع الشيعي الأعلى في النجف (وسط العراق) آية الله علي السيستاني الذي دعا الحكومة والشعب العراقي إلى الوقوف إلى جانب الحق والعدالة ومساندة الشعب اللبناني.

كما حث السيستاني في بيان له اطلعت عليه “العين الإخبارية” على وقف العدوان على لبنان، واصفاً الأيام التي يعيشها لبنان بـ”العصيبة”.

وقال السيستاني “إذ نطالب ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، ندعو المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية”.

وعلى خلفية بيان السيستاني انطلقت حملة من الفصائل الشيعية المسلحة والحشد الشعبي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والحكومة العراقية لجمع التبرعات لإرسال المساعدات إلى لبنان.

وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الإثنين، عن تشكيل جسر بري وجوي لتسهيل نقل المساعدات إلى لبنان.

وأكد على “استعداد العراق لاستقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات العراقية، وبذل كل ما يعزز صمود لبنان أمام ما يتعرّض له من اعتداءات وجرائم إرهابية على يد إسرائيل”.

وتباينت المواقف بشأن زج العراق في معركة بالمنطقة لا ناقلة له فيها ولا جمل إلا مساندة الأذرع التابعة لإيران في لبنان وهو حزب الله.

هل ينهي الصدر تجميد «جيش المهدي»؟

وفي سياق متصل، قال قيادي في التيار الصدري بمحافظة النجف لـ”العين الإخبارية”، إن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد يلجأ إلى إلغاء تجميد مليشيات جيش المهدي وإرسال قوات منه إلى لبنان لنصرة حزب الله الذي يعاني من ضربات موجعة من قبل إسرائيل”.

وأضاف القيادي المقرب من الصدر أن “الأخير بدأ بعقد سلسلة اجتماعات مع القيادات العسكرية في سرايا السلام (الجهة العسكرية التابعة للتيار الصدري)، لرفع التجميد عن جيش المهدي”.

وجيش المهدي هو تنظيم عراقي مسلح أسسه مقتدى الصدر أواخر 2003 لمواجهة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها.

وكان الصدر قرر تجميده إثر مواجهات جرت في كربلاء في أغسطس/آب 2007، إذ اتهمت الحكومة العراقية حينها عناصر جيش المهدي بالدخول في اشتباكات مع عناصر الشرطة خلال مراسم شيعية في مدينة كربلاء ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 50 شخصاً.

وقال المصدر إن “العراق يملك قدرة بشرية قتالية هائلة رغم أنه لا لا يملك مقومات وترسانة عسكرية تجعله قادراً على الدخول في حرب واسعة مع إسرائيل”.

العراق «ليس خارج العاصفة»

من جانبه، قال المحلل السياسي من محافظة البصرة جنوب العراق، رمضان البدران، إن “العراق ليس خارج عاصفة التصعيد في المنطقة”.

وأضاف: “الفصائل في العراق واليمن وسوريا ولبنان توحدت ضد إسرائيل رغم محاولات أمريكا فصل الساحات لتصفية تلك الفصائل”.

وأضاف لـ”العين الإخبارية”، أن “العراق واليمن أصبحا خطوط مرور للمواجهة بين الفصائل وإسرائيل”، محذراً في الوقت ذاته من “دخول العراق في حرب مع إسرائيل”.

وقال: “يمكن لإسرائيل أن تقصف العراق ولا تملك الجماعات المسلحة أن تحمي سماء العراق”، مبيناً “لا نملك شيئاً لحماية الموانئ والثكنات العسكرية من صواريخ إسرائيل”.

وتابع: “مصالح العراق واستقراره أهم من الانزلاق نحو حرب مع إسرائيل لتدمير البلاد وتكرار ما حصل في غزة ولبنان”.

هل بيان السيستاني «فتوى»؟

من جانبه، شبه المحلل السياسي وعضو ائتلاف دولة القانون، وائل الركابي، بيان المرجع السيستاني بأنه أشبه بفتوى «الجهاد الكفائي» كما حدث عام 2014 ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وقال الركابي لـ”العين الإخبارية”، إن “بيان السيستاني يدعو إلى بذل الجهود الممكنة ولا يقتصر الجهد شيء معين كجهد صحي أو مادي أو غذائي”.

ونوه أن “البيان هو أشبه وأقرب إلى فتوى الجهاد الكفائي كون المرجعية استشعرت أن خطر الهجوم الإسرائيلي يستهدف الأبرياء”.

بدوره، دعا الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم، مساء الاثنين، إلى فتح باب التبرعات وتسيير قوافل الدعم للشعب اللبناني، وذلك بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في الجنوب اللبناني.

وذكرت الدائرة الإعلامية للإطار التنسيقي، في بيان حصلت “العين الإخبارية” نسخة منه، أن “الإطار التنسيقي عقد اجتماعه الدوري مساء الاثنين، في مكتب نوري المالكي، لمناقشة آخر التطورات والأحداث في المنطقة، وخصوصًا حرب الإبادة الوحشية ضد أهلنا في لبنان وفلسطين”.

وبحسب البيان، أكد الإطار التنسيقي بشدة “استنكاره وإدانته لهذه الجرائم التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية ضد المواطنين العزل في الضاحية الجنوبية وبقية مدن لبنان”.

«غير مستبعد»

ولم يستبعد مصدر عسكري عراقي أن تدخل الجماعات الشيعية المسلحة الموالية لطهران هذه الحرب بعد إطلاق عدد من المسيرات باتجاه إسرائيل، مضيفا “نتخوف من رد إسرائيلي يستهدف المنشآت العسكرية والأمنية حتى للقوات العراقية”.

وفي ظل هذا التوتر وتهديد تلك المليشيات بمساندة حزب الله اللبناني الذي يتعرض لضربات إسرائيلية منذ أيام، كشف المصدر في قيادة العمليات المشتركة العراقية، الإثنين، أن “القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب العراق بدأت منذ أسبوع، زيادة عدد منظومات الدفاع الجوية في قاعدة عين الأسد تحسباً لهجمات تشنها جماعات مسلحة مدعومة من إيران.

أما المحلل السياسي “محمد نعناع”، فقد أكد لـ”العين الإخبارية”، أن الفصائل المسلحة وبما فيها الحشد الشعبي (قوات شيعية مرتبطة بإيران) خارج سلطة الدولة ولا ترتبط برئيس الوزراء سواء كان محمد شياع السوداني أو غيره من الناحية الواقعية”.

موضحا “في القانون، الحشد الشعبي مرتبط برئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، لكن هذا حبر على ورق ولا يمكن تطبيقه”، منوهاً أن “قرار الحشد تعبوي وبيده قادته وهذا واقع حال”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى