اخبار لايف

بعد مقتل حسن نصر الله.. لبنان «على المحك»


لحظة فارقة يعيشها لبنان، بعد تأكيد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، “الرقم الأصعب” في السياسة اللبنانية في العقدين الأخيرين.

وبات مستقبل الدولة اللبنانية، محل تساؤل، إذ أن “سلاح حزب الله” ظل لسنوات قضية لبنان الكُبرى، في ظل اتهامات للحزب بـ”مصادرة القرار اللبناني”، واتخاذ قرار الحرب، من دون تشاور داخلي.

وأعلنت إسرائيل اليوم مقتل الأمين العام للحزب، في غارة شنتها أمس استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، وأكد الحزب مقتل نصر الله.

ولعب نصر الله دوراً مهما في زيادة هيمنة حزبه على مفاصل الدولة اللبنانية، حيث اكتسب نفوذا في هيكل الحكومة، وقراراتها الاستراتيجية، علاوة على التمثيل النيابي عبر التنسيق مع الحليف المهم، “حركة أمل” التي يترأسها نبيه بري رئيس المجلس النيابي.

العودة لمشروع الدولة

وحول مصير لبنان بعد مقتل نصر الله، أكد ريشار قيومجيان، الوزير اللبناني الأسبق، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “حزب القوات اللبنانية”، في حديث لـ”العين الإخبارية”، ضرورة عودة الجميع إلى مشروع الدولة، وبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، وحل كل “المليشيات”، وتسليم الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، مناطق جنوب لبنان وتطبيق القرارات الدولية ١٧٠١ و١٦٨٠ و١٥٥٩.

ودعا قيوميجان، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى ضرورة أخذ القرار سريعا ببسط سلطة الدولة جنوب نهر الليطاني، وتسليم الجيش اللبناني الحدود الجنوبية، والبدء فوراً بتنفيذ القرارات الدولية.

كما طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدعوة المجلس إلى انتخاب رئيس الجمهورية فورا.

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أكد خلال استقباله اليوم السفيرة الجديدة للنرويج في لبنان، هيلدي هارالدستاد، أن وجود رئيس هو ضرورة لقيادة البلاد، خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والدفاعية والمفاوضات الدولية، وقال: “لكن للأسف هناك من يحول دون ذلك”.

لحظة فارقة

ويقول مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات في لبنان، العميد الركن خالد حمادة، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إنه بناء على المستجدات والتطورات الحالية الخطيرة، فإن “لبنان يمر بلحظة فارقة في تحديد مصيره ومستقبله”.

وأضاف حمادة، أن تأثير مقتل الأمين العام لحزب الله “كبير جدا”، سواء على مستوى قيادة الحزب، وإعادة هيكلته وملء الثغرات في بنيته، أو حتى تأثيره الكبير على الوضع السياسي الداخلي في لبنان، إضافة إلى التسوية المتعلقة بوضع الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأوضح أن تسوية الصراع التي حاول العديد من المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين طرحها في جنوب لبنان كانت دائما تنهار، لأن حزب الله أصر على ربط جبهتي لبنان وغزة، وتساءل: “ما هو الموقف في ظل القيادة الجديدة التي ستتولى زمام الأمور، وهل ستتراجع؟”، لافتا إلى أنها من المؤكد ستأخذ في الاعتبار قدرات الحزب الحالية، وستعيد تقييم الموقف.

وأشار إلى “تراجع طهران عن دعم حزب الله، بل والتعامل مع الحزب وكأنه ورقة لمخاطبة الولايات المتحدة”.

تحد كبير أمام الدولة

ويرى الخبير الاستراتيجي اللبناني أن حزب الله يمثل الجزء الأساسي من قرار الدولة اللبنانية، وكان عاملا ضاغطا عليها، قائلا: “السؤال الآن: هل ستستطيع الدولة أن تلتقط أنفاسها، وتعيد قرارها الوطني؟، هذا تحد كبير مطروح على الدولة”.

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال، إلى ضرورة أن يتحلى بالموضوعية والشجاعة لتقدير الموقف وأن يتعظ ويأخذ الدروس المستفادة من السير بعملية ربط لبنان بغزة.

وطالب ميقاتي، بالتمسك بالقرار 1701، ومخاطبة الدول الكبرى، بجاهزية البلاد لتطبيق القرار، وحث حزب الله على أن يعي حقيقة ما حصل، وأن يقف هذه المرة خلف الدولة اللبنانية، كما وقف عند تسليم الحدود خلفها.

ودعا رئيسي الحكومة ومجلس النواب، إلى العمل على لملمة الوضع السياسي، ومحاولة وضع الأولويات للمرحلة الحالية، وأن يعي الجميع المصلحة اللبنانية، محذرا من أنه ما لم يتم ذلك فـ “البلاد ستذهب إلى الجحيم من جديد”.

ضرورة ملء الفراغ الرئاسي

من جهته، قال الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن المتقاعد ناهي جبران، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن الدولة اللبنانية دخلت مرحلة جديدة، مشددا على أن “الدولة اللبنانية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى ملء الفراغ الرئاسي، وانتخاب رئيس للجمهورية”، وهو الأمر المتعثر إنجازه منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022 .

كما أكد ضرورة تضافر كافة الجهود الدولية والإقليمية لاجتياز هذه المرحلة المعقدة والوصول إلى حلول منصفة توقف هدر الدماء.

من جانبه، قال محمود علوش الباحث السياسي التركي، إن التطورات الخطيرة في لبنان بعد مقتل نصر الله، تفرض على الأطراف السياسية اللبنانية وضع خطة أو استراتيجية عاجلة من أجل الحد من أضرار هذه الحرب على لبنان، وتشكيل حالة سياسية قادرة على مخاطبة الرأي العام العربي والدولي للوقوف إلى جانب لبنان.

وأضاف: “هذا التحول الخطير في مسار الحرب ينبغي أن يشكل حافزا للأطراف السياسية في لبنان من أجل الاتفاق على خطة لكيفية إدارة هذا الوضع لاسيما في ظل الفراغ الرئاسي، ووجود حكومة تصريف أعمال لا تملك قرار الحرب والسلم”.

ورأى أن هذه الخطة تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، وهو أمر تفرضه الظروف الصعبة، فالبلاد بحاجة إلى رأس يستطيع أن يدير ويتواصل مع العالم وأن يعبر عن مخاوف لبنان واهدافه وحاجته إلى الخروج من هذه الحرب.

وأكد أنه “كلما تورط لبنان في هذه الحرب بشكل أكبر، كلما كان من الصعب إخراجه منها، وكلما كانت التكاليف باهظة على اللبنانيين”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى